دخلت الأزمة السورية منعطفا جديدا عنوانه الانخراط الأميركي المباشر في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة الشعيرات .
ويحمل القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب أبعادا أكبر بكثير من حجم التأثير العسكري المباشر على الحرب الدائرة في سوريا ، كما أنه يوجه رسائل في اتجاهات عدة، يمكن تلخيصها بما يلي:
1 ـ رسالة حاسمة إلى روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بأن قواعد اللعبة تغيرت، والولايات المتحدة باتت جاهزة للانخراط في الصراع السوري لتأمين مصالحها الاستراتيجية ومصالح حلفائها. وهذا ما يفسر عدم انتظار واشنطن مداولات مجلس الأمن لإفهام روسيا والصين بأن المرحلة التي قامت على الاستخدام المتكرر لـ”الفيتو” لحماية النظام السوري أصبحت من الماضي، وبات من الممكن التحرك من خارج المجلس، كما فعلت واشنطن في أزمة كوسوفو وعند إطاحة نظام صدام حسين.
2 ـ رسالة الى النظام السوري بأن زمن التسامح والإفلات من العقاب انتهى، ويتوقع أن تمنع هذه الضربة أي استخدام للسلاح الكيماوي في المستقبل.
3 ـ رسالة طمأنة إلى حلفاء أميركا في المنطقة الذين يلومون إدارة باراك أوباما على خذلانهم في سوريا وغيرها، وهي بالطبع تأكيد جديد على تصميم ترامب الوفاء بوعده لجهة التصدي للتمدد الإيراني.
4 ـ رسالة تحذير غير مباشرة إلى كوريا الشمالية من أنه في حال تخطت الخطوط الحمراء فإن ترامب لن يتردد في تحويل الأقوال إلى أفعال، وهذه الضربات ستخلق حالة من عدم اليقين في بيونغ يانغ حول كيفية تصرف الولايات المتحدة ردا على أنشطتها النووية والباليستية. ولعل اللافت في الموضوع أن توقيت الضربة جاء فيما كان الرئيس ترامب يتناول العشاء مع الرئيس الصيني جين شينبنغ، وأراد توجيه رسالة قوية لضيفه بأنه ليس خائفاً من التحرك عسكرياً عندما تقتضي الضرورة.
5 ـ رسالة إلى الداخل الأميركي تظهر صورة الرئيس الحاسم في الدفاع عن المصالح الوطنية بعد سلسلة الإخفاقات المرتبطة بنقض قرارات حظر السفر، ومشروع تغيير نظام “أوباما كير” الصحي.
وفي المحصلة، فإن الخطوة الحاسمة التي اتخذها ترامب تؤشر إلى سياسة أميركية أكثر تشددا، ولكن يبقى المأزق الأساس هو في كيفية إحداث تغيير جوهري ينهي الأزمة في سوريا .
المصدر: القبس الكويتية