بين تفشي كورونا وانهيار العملة.. هل يتهاوى نظام الملالي في طهران

لا يختلف مراقبون في أن النظام الإيراني بات في أسوأ أيامه بعد الضربات المتتالية التي أصابته بدءاً من تصفية أحد أهم أركانه قاسم سليماني مطلع العام الحالي، مروراً بتفشي فيروس كورونا بشدة في العديد من المدن الإيرانية، وصولاً إلى العقوبات الأمريكية الأخيرة وانعكاسها على تدهور الريال الإيراني بشكل متسارع جداً.

وقد أشارت وكالة فرانس برس إلى تسجيل إيران اليوم أعلى حصيلة وفيات يومية بفيروس كورونا المستجد، حيث تم الإبلاغ عن 251 حالة وفاة جديدة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تقارير إخبارية محلية تفيد بأن على أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية، أصيب بالفيروس.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما السادات لاري، إن إجمالي عدد الوفيات يبلغ الآن 28544، مما يجعل إيران الدولة الأكثر تضررا في المنطقة.

وسجلت البلاد مؤخرًا أعلى حصيلة يومية للوفيات قبل 4 أيام بإجمالي 239 حالة وفاة جديدة، فيما سُجلت 3822 إصابة جديدة بالفيروس خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما رفع الحالات المسجلة على مستوى البلاد إلى 500،075، من بينهم ما يقرب من 4500 في حالة حرجة.

قالت وكالة أنباء (تسنيم) شبه الرسمية إن صالحي، أصيب بالفيروس الأسبوع الماضي، ويخضع للحجر الصحي المنزلي منذ ذلك الحين. وأضافت الوكالة أن حالته الصحية جيدة حاليا.

وفي غضون ذلك، أفاد تقرير منفصل صادر عن وكالة تسنيم أن نائب الرئيس المسؤول عن الموازنة والتخطيط، محمد باقر نوبخت، أصيب بالفيروس أيضا.

وعانت إيران من انتشار الفيروس في جميع أنحاء الدولة التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، وتغلبت عليه في البداية فقط، لكنها شهدت ارتفاعًا في عدد الحالات مرة أخرى بداية من يونيو.

قاومت الحكومة إلى حد كبير فرض تدابير إغلاق واسعة النطاق، حيث يعاني الاقتصاد جراء العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على إيران بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار.

وباعت متاجر الصرافة في طهران الدولار الأميركي مقابل 315 ألف ريال الأحد، مقارنة بـ 32 ألف ريال للدولار وقت إبرام الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية عام 2015.

ويأتي تراجع قيمة العملة الإيرانية، بعد أيام من قرار إدارة ترامب إدراج 18 مصرفا إيرانيا في القائمة السوداء.

هذه الخطوة تُعرض المؤسسات المالية غير الإيرانية لعقوبات حال التعامل مع إيران، ما يؤدي فعليًا إلى عزل هذه المصارف عن النظام المالي الدولي.