كشفت تقارير ميدانية وبيانات رسمية بتحديد هوية منفذ عملية “ترقوميا” بالخليل والتي قتل فيها 3 عسكريين إسرائيليين صباح اليوم الأحد، وسط حملة شرسة ينفذها الاحتلال في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية.
فما الذي حصل في ترقوميا بالضبط؟
أعلن الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد أن 3 من أفراد شرطة الاحتلال وقوات حرس الحدود الإسرائيلية قتلوا في عملية شرق معبر ترقوميا العسكري، غربي الخليل.
وأوضح جيش الاحتلال أن مسلحين أطلقوا النار على سيارة تابعة للشرطة، وأعلن العثور على السيارة التي استخدمها المسلحون قرب مكان الهجوم.
وفي تفاصيل العملية، قالت إذاعة كان الإسرائيلية إن المنفذين أطلقوا 11 رصاصة على السيارة المستهدفة قرب حاجز ترقوميا.
من جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المهاجمين أطلقوا النار من مسافة كيلومتر واحد عن حاجز ترقوميا.
وأظهرت مقاطع مصورة وصول وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى موقع إطلاق النار.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقا أنه قتل منفذ عملية ترقوميا.
كيف تعاطت المقاومة مع العملية؟
قالت حركة حماس إن عمليات المقاومة البطولية بالضفة الغربية وآخرها في الخليل رد طبيعي على ما وصفتها بحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والجرائم بالضفة.
ودعت الحركة -في بيان- “كل من يحمل السلاح، لتوجيه الرصاص إلى صدور المحتلين الذين يواصلون ارتكاب المجازر في قطاع غزة الصامد”.
كما دعت الفلسطينيين في المدن والمخيمات لإشعال النار في وجه الاحتلال وقطع طرق المستوطنين بكل السبل.
من جهتها، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العملية بالبطولية، وقالت إنها “توجه رسالة قوية للعدو بأن قطار العمليات الفدائية يسير بلا هوادة”، مضيفة أن على إسرائيل توقع مزيد من الهجمات.
من الذي يقف خلف العملية؟
قالت مصادر للجزيرة إن منفذ العملية هو الشهيد مهند العسود من سكان بلدة إذنا بالخليل.
وأوضحت المصادر، أن العسود كان عنصرا في جهاز حرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يستقيل عام 2015.
ما دلالة العملية في هذا التوقيت؟
وصف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي العملية بأنها نوعية، وتم التخطيط لها بشكل جيد.
وقال إن المنفذين تدارسوا العملية، واستندوا إلى معلومات استخباراتية دقيقة في التنفيذ والانسحاب إلى جهة آمنة.
وأكد العقيد الفلاحي -في تعليقه على عملية الخليل- أن المعركة فرضت على المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية بسبب العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال على المنطقة لليوم الخامس.
ولفت إلى أن فصائل المقاومة لو أرادت أن تفتح جبهة الضفة الغربية بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول لكانت فعلت ذلك.
ويثير توقيت العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية الكثير من علامات الاستفهام، وفق العقيد الفلاحي، الذي يربط التوقيت بالمشروع الإسرائيلي الهادف -وفق قوله- إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وفرض واقع جديد يعيق إقامة الدولة الفلسطينية.