لاحظت “الجمهورية” أن خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس خلال القمّة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية نقل المنطقةَ إلى مرحلة مواجهة مع إيران، وتَلاقى في الموقف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الدعوة إلى “عزل” طهران وإدراج “حزب الله” على قائمة التنظيمات الإرهابية ووضعِه في الخانة نفسِها مع “داعش”:
دعا الزعماء العرب والمسلمين إلى تحمّل مسؤوليتهم لـ”طرد” الإرهاب من بلدانهم، ملقياً على دول المنطقة عبءَ مكافحة الجماعات المتشددة، وواصفاً الحرب ضد الإرهاب بأنها “معركة بين الخير والشر وليست نزاعاً بين الأديان”.
خاطبَ زعماء 55 دولة عربية وإسلامية قائلاً: “إنّ أميركا مستعدة للوقوف معكم في المساعي لتحقيق المصالح المتبادلة والأمن المشترك. لكنّ دول الشرق الأوسط لا يمكنها انتظار القوة الأميركية لكي تسحق هذا العدو نيابةً عنها”.
أكّد “أنّ إيران تموّل وتسلّح وتدرّب الإرهابيين والميليشيات”، لافتاً الى أنّها “أشعلت النزاعات الطائفية، وهي مسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق واليمن، كما أنّ التدخّلات الإيرانية التي تزعزع الاستقرار واضحة جداً في سوريا، فبفضلِ إيران ارتكبَ الأسد جرائم في حقّ شعبه، ويجب أن نعمل معاً لعزلِها ومنعِها من تمويل التنظيمات الإرهابية”.
دعا “العالم بأسره” إلى إدراج “حزب الله” في قائمة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي “لأنه يمارس و”حماس” و”داعش” نفسَ الوحشية”.
معركة مشتركة واستقبال ملكي
في تقديمه لترامب،وصَف الملك سلمان بن عبد العزيز إيران بأنّها “عدو مشترك” لبلاده ولواشنطن واعتبَرها “مصدر الإرهاب الذين يتعيّن مواجهته معاً”. وقال: “إنّ مسؤوليتنا أمام الله ثمّ أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متّحدين لمحاربة قوى الشر والتطرّف أياً كان مصدرها. فالنظام الإيراني يشكّل رأس حربة الإرهاب العالمي”. وأكّد “أنّ إيران و”حزب الله” والحوثيين و “داعش” و “القاعدة” متشابهون”.
القمّة السعودية ـ الأميركية
وكان ترامب قد وقّعَ مع الملك سلمان 34 عقداً في مجالات عدة، بينها الدفاع والنفط والنقل الجوّي. وقال وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون “إنّ الصفقة المتعلقة في مجالات الدفاع تدعم أمنَ المملكة والخليج في مواجهة التأثير الإيراني السيّئ والتهديدات الإيرانية”.
الموقف الإيراني
في أوّل تعليق إيراني على زيارة ترامب للسعودية، انتقدَ وزير الخارجية محمد جواد ظريف المواقفَ المعادية لإيران التي طرِحت خلال قمّة الرياض أمس. وقال بتهكّم: “إنّ إيران التي أجرت أخيراً انتخابات حقيقية، تمّت مهاجمتُها من قبَل الرئيس الأميركي في قاعدة الديموقراطية والاعتدال السعودية”. وأضاف: “هل هذه سياسة خارجية، أم حَلبُ 480 مليار دولار من السعودية؟.
“إعلان الرياض”: تأسيس تحالف الشرق الأوسط
أكّد الزعماء في “إعلان الرياض” الذي صَدر في ختام قمّتهم مع ترامب “التزام دولِهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدّي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله”.
وأكّدوا “رفضَهم الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولاستمرار دعمِه للإرهاب والتطرّف”، مشدّديين على “خطورة برنامج إيران للصورايخ الباليستية”، كذلك، دانوا “خرقَ النظام الإيراني المستمر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”. وأضافوا “أنّ هذه القمّة تمثّل منعطفاً تاريخياً في علاقة العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنّها ستفتح آفاقاً أرحبَ لمستقبل العلاقات بينهم”.
وأشاد الزعماء بـ”الخطوة الرائدة بإعلان النوايا بتأسيس تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في مدينة الرياض، والذي ستشارك فيه العديد من الدول للمساهمة في تحقيق السِلم والأمن في المنطقة والعالم، وسوف يتمّ استكمال التأسيس وإعلان انضمام الدول المشاركة خلال عام 2018″. ورحّبوا بـ”استعداد عدد من الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتوفير قوة احتياط قوامُها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة”.
وشدّد القادة على “أهمّية تعزيز العمل المشترك لحماية المياه الإقليمية، ومكافحة القرصنة لحفظ الأمن والاستقرار وتفادي تعطيل الموانئ والممرات البحرية للسفن بما يؤثّر سلباً على الحركة التجارية والنمو الاقتصادي للدول”.
لبنان بين “صُنّاع القرار” الإقليمي
في سياق يكرّس تموضعه في الحاضنة العربية ويعزز دوره على خارطة الدول الفاعلة والمؤثرة في مكافحة الإرهاب، أبرزت “المستقبل” مشاركة لبنان الرسمي برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس في أعمال القمة العربية – الإسلامية – الأميركية التي انعقدت في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، ليكون بذلك وسط صفوف “صنّاع القرار” الإقليمي في لحظة تاريخية ومفصلية من تاريخ منطقة الشرق الأوسط، في ضوء ما بدا من عزم عربي وإسلامي في قمة الرياض على إعلاء راية الاعتدال والسلام فوق كل رايات التطرف والإرهاب.
ترامب يشيد بالجيش
لفتت “المستقبل” إلى إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال كلمته في مستهل القمة بالجهود التي يبذلها الجيش اللبناني على الحدود الشرقية مع سوريا في إطار مواجهة التنظيمات الإرهابية والتصدي لها ومنعها من التسلل إلى الداخل.
توقفت “المستقبل” عند الحفاوة الملكية التي أبداها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال الترحيب بالرئيس سعد الحريري، فضلاً عما بدا من ودّ بين الحريري وكل من ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللذين التقط معهما “سيلفي” على هامش أعمال قمة الرياض وأرفقها بعبارة: “بين أهل الخير.. معاً عملنا لإنجاز الاستقرار ودائماً معاً لإرساء السلام والوحدة والحفاظ على عروبتنا، نعم، دائماً”.
وحال ضيق الوقت، بحسب “اللواء”، دون إلقاء كلمة الرئيس الحريري باسم لبنان، والتي كانت ستشدّد على الاعتدال، والاستقرار في هذا البلد إضافة إلى رئيسي وفدي بلدين آخرين.
إلى ذلك، وعلى هامش مشاركته في أعمال القمة العربية – الإسلامية – الأميركية، تبادل رئيس مجلس الوزراء وكل من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير أطراف الحديث، قبيل انتهاء أعمال القمة ومغادرة الحريري مع رؤساء الوفود للمشاركة بوضع حجر الأساس للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف.
أشارت “الأخبار” إلى أن المناخ المُرافق للقمم الثلاث التي عقدت في الرياض، أثار الكثير من الحذر اللبناني، لناحية التداعيات التي يُمكن أن تنجُم عنها، خصوصاً أن العناوين التي حملتها استهدفت حزب الله مباشرة، وبحضور الوفد اللبناني الذي ترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري. وقاربت الأوساط السياسية هذا الواقع من وجهات نظر متعّددة، يميل أغلبها إلى التشاؤم من أن يكون لبنان واحداً من الساحات التي سُتترجم فيها مقررات هذه القمم، ما سيؤثر سلباً على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية فيه، وخاصة أن هذه المواجهة تتزامن مع العقوبات الأميركية التي تستهدف القطاع المصرفي اللبناني بذريعة محاصرة حزب الله.
ورأت “الأخبار” أن لبنان تبرأ من البيان الذي صدر عن القمة، إذ قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عبر حسابه على “تويتر”: “لم نكن على علم باعلان الرياض، لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة”. أضاف: “أما وقد وصلنا إلى لبنان فنقول اننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وابعادها عنه ضنا بلبنان وشعبه ووحدته”.
وكانت محطة O.T.V التابعة للتيار الحر، شنت هجوما على قمة الرياض في مستهل نشرتها الاخبارية مساء امس، ومما جاء فيها: “بين عاصفة الحزم على اليمن وقمة العزم في الرياض صواريخ تاهت في السماء واسلحة ضاعت في الصحراء ومليارات ذهبت هباء”
المصدر الاخبار اللواء المستقبل صحيفة الجمهورية