بدأ الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي مقالا له بصحيفة هآرتس صور فيه الوضع البائس في الضفة الغربية من تمزيق إسرائيل لها وقمع الفلسطينيين وقتلهم وسحلهم بلا رحمة، واصفا ذلك بأنه أصعب فترة يشهدها الفلسطينيون منذ 2002.
وأضاف أن عشرات الآلاف من الأفدنة قد تمت مصادرتها وسرقتها خلال الـ11 شهرا الماضية؛ ولا يكاد يوجد تل في الضفة الغربية من دون علم إسرائيلي أو بؤرة استيطانية ستكون يوما ما مدينة. كما عادت حواجز الطرق بكامل قوتها، حيث لا يمكنك الانتقال من مكان إلى آخر في الضفة دون مواجهتها والانتظار هناك، والإذلال لساعات. لا يمكنك التخطيط لأي شيء في واقع فقد فيه ما لا يقل عن 150 ألف شخص معيشتهم، بعد إغلاق فرص العمل في إسرائيل أمامهم تماما. لقد تمت معاقبة الجميع منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. أحد عشر شهرا من دون أجر تترك بصماتها.
استيقاظ الوحوش
وقال إن كل ذلك جعل “الوحوش تستيقظ من سباتها” وتسبب في عودة المفجرين الانتحاريين. وأورد أنه زار في الأسابيع الأخيرة جنين وطولكرم وقلقيلية ورام الله والخليل في الضفة الغربية. وقال إنه رغم أن الضفة لم تلعب أي دور في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإنها استيقظت بعده، بملايينها الثلاثة من الفلسطينيين، على واقع جديد -ليس لأن الواقع السابق كان إنسانيا أو شرعيا- طفح بالشغف للانتقام واغتنام الفرص، واتسم بضغط الحذاء الإسرائيلي بلا رحمة على رقبة الضفة.
7:32
وأبدى ليفي استغرابه من التفسير الذي يقدمه المحللون الإسرائيليون لرفع المقاومة الفلسطينية العنيفة رأسها في الضفة، ووصفه بالمفاجئ، إذ يعزونه إلى “الأموال الإيرانية”، قائلا إنهم يفسرون كل شيء بالأخطبوط الإيراني، وسخر من ذلك قائلا “إن الفلسطينيين على استعداد للانتحار للحصول على بعض المال”.
الصراع المكثف قادم
واستمر معلقا على ما يتحدث عنه المحللون الإسرائيليون قائلا “كم هو سهل أن تنسب كل شيء إلى إيران، الإسرائيليون يحبون القيام بذلك، هناك شيطان وهو إيراني، وهو المسؤول عن كل شيء”.
وأكد أن الصراع المكثف سيكون هو التطور الممكن والمفهوم بالنظر إلى ما حدث في الضفة الغربية وغزة على مدى 11 شهرا، مضيفا أن المفاجأة الوحيدة هي أنه لم يحدث في الشهور الماضية.
وأشار إلى أن ما هو مسموح به من قتل وإذلال في غزة مسموح به الآن في الضفة الغربية. لقد استوعب الجنود الإسرائيليون هذه الحقيقة، وتغير سلوكهم تجاه الفلسطينيين وفقا لذلك ولسان حالهم يقول “إذا لم نكن في غزة، على الأقل دعونا نتصرف كما لو كنا هناك”. اسألوا أي فلسطيني عما مر به. لم يحدث أن كان هناك يأس أكبر مما ينتابهم الآن.
وختم جدعون ليفي مقاله بأن تساءل: بعد كل هذا، تتوقعون ألا يكون هناك “إرهاب”؟