واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة الغربية، لليوم الخامس على التوالي، وسط اشتباكات عنيفة وكمائن تنفذها المقاومة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن فلسطينيين أصيبا اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قناصا إسرائيليا استهدف الطواقم الصحفية وطاقم الجزيرة قرب مدخل مخيم جنين.
وتتعرض جنين ومناطق أخرى بشمال الضفة لهجوم إسرائيلي لليوم الخامس، أسفر حتى الآن عن 22 شهيدا فلسطينيا.
اشتباكات متواصلة
وقالت كتائب شهداء الأقصى-جنين إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في مخيم جنين بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة.
كما وقعت انفجارات واشتباكات مسلحة داخل مخيم جنين. وقال المراسل إن المروحيات العسكرية الإسرائيلية تحلق بكثافة في أجواء المخيم.
وتواصل قوات الاحتلال محاصرة مستشفى جنين الحكومي وتمنع الطواقم الطبية من الوصول إليه، كما أنها تعوق عمل فرق الإنقاذ وإصلاح البنى التحتية وتمنعها من الدخول إلى المخيم.
ويشهد مخيم جنين لليوم الخامس اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال، حيث قتل جندي إسرائيلي وأصيب آخرون أمس في كمين بالمخيم.
وأظهرت صور متداولة عددا من الجنود وهم ينقلون جنديا مصابا من داخل حي الدمج، في المدينة.
زلزال
ووصف رئيس بلدية جنين الدمار الذي يحدثه الجيش الإسرائيلي في المدينة وحيها الشرقي ومخيمها بأنه “زلزال”، على حد تعبيره.
ونشرت منصات فلسطينية مشاهد توثق استمرار قوات الاحتلال في حصار “مستشفى ابن سينا”، بمدينة جنين. وتظهر المشاهد قوات الاحتلال وهي تفتش المواطنين أمام بوابة المستشفى، واستمرارها في تدمير الشوارع وممتلكات المواطنين في المدينة ومخيمها.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني بأن قوات الاحتلال اعتقلت 36 فلسطينيا، بينهم صحفية و4 طالبات وأسرى سابقون، الليلة الماضية وصباح اليوم، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، وقالا إن الاعتقالات تركّزت في محافظة الخليل.
وأشارت الهيئتان إلى أن الاعتقالات شملت 110 فلسطينيين منذ بدء العملية العسكرية المستمرة في مدينة جنين.
وبذلك يرتفع عدد المعتقلين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، إلى أكثر من 10 آلاف و400.
وطالبت منظمة “أطباء بلا حدود” إسرائيل باحترام التزاماتها كقوة احتلال في الضفة الغربية، واحترام المستشفيات وسيارات الإسعاف وبعثتها الإنسانية الطبية، وحمايتها.
وأضافت المنظمة أن القوات الإسرائيلية تعرقل الوصول إلى المرافق الصحية، وتمنع مرور سيارات الإسعاف، وأوضحت أن قوات الاحتلال تحاصر “مستشفى خليل سليمان” في جنين، وأن فريقها الطبي أوقف عمليات غسل الكلى بالمستشفى.
وكشفت المنظمة أن متطوعا تدرب لديها أفاد بتعرضه للضرب والاستجواب من قبل القوات الإسرائيلية في طولكرم.
وبدأ جيش الاحتلال عمليته الموسعة في الضفة الغربية فجر الأربعاء الماضي تحت غطاء كثيف من سلاح الجو، ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجوم بأنه الأكبر من نوعه منذ عملية “السور الواقي” عام 2002، وصعّد الجيش اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس.