يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي أن فتح الاحتلال الإسرائيلي جبهة الضفة الغربية يفتح أبواب جهنم على إسرائيل، وتوقع عودة العمليات الاستشهادية إلى الضفة وربما إلى أراضي 48.
ووصف العملية التي وقعت في مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية، وأدت إلى مقتل 3 من عناصر الشرطة الإسرائيلية، بأنها احترافية قاتلة وتطور نوعي، بالنظر إلى الإمكانيات والقدرات المتوفرة لدى المقاومة، فضلا عن المراقبة والحواجز والكاميرات والطائرات المسيّرة الإسرائيلية.
وقُتل عناصر من الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الأحد في هجوم مسلح على سيارة عند حاجز ترقوميا غربي الخليل، وقال الجيش الإسرائيلي إن القتلى الثلاثة من قوات الأمن وعناصر الشرطة وكانوا على رأس عملهم، مضيفا أنه عثر على السيارة المستخدمة في الهجوم فارغة بعد تمكن المنفذين من الانسحاب.
وتوقع اللواء الصمادي -في تحليل للمشهد العسكري في الضفة الغربية- أن تتصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، عبر الاستهداف المباشر لقوات الاحتلال وعبر العمليات الاستشهادية والعبوات الناسفة.
وقال إن عمليات المقاومة ستكون أكثر عمقا إذا انتقلت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حيث سيكون ذلك منعطفا وكابوسا يزلزل الأمن الإسرائيلي، ولم يستبعد أن تمتد العمليات الاستشهادية إلى أراضي 48.
واعتبر أن ما يؤشر على حدوث ذلك هي المجازر التي ترتكبها إسرائيل في الضفة الغربية، من قتل وتنكيل واعتقالات والاستيلاء على الممتلكات وحرق البيوت، بالإضافة إلى الاعتداء على المسجد الأقصى وحرمته.
حاجات أكبر من القدرات
وقال إن الجيش الإسرائيلي لا يملك إستراتيجية فاعلة بدليل أن عملية الخليل جاءت في ظل استنفار أمني إسرائيلي كبير في المنطقة، حيث شددت قوات الاحتلال حصارها على المحافظة، بعد تنفيذ فلسطينيَين عملية مزدوجة في مجمع غوش عتصيون الاستيطاني شمال الخليل فجر أمس السبت، أدت إلى إصابة 3 إسرائيليين بينهم ضابط رفيع.
ورغم ذلك يشعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو النيران ويفتح العديد من الجبهات بدون إستراتيجية فاعلة، وهو غير قادر على الحسم، وقال الخبير العسكري والإستراتيجي إن حاجات إسرائيل الأمنية أكبر من قدراتها، وهي تحمي من الداخل وليس من الخارج.
ورغم ترويج الاحتلال بأن لديه جيشا لا يقهر وأن منظومته الأمنية محكمة وتعتمد على الأمور التقنية والتكنولوجية، من مسيّرات ورصد لاسلكي والعملاء والجواسيس، فإن المقاومة -يضيف اللواء الصمادي- قادرة على اختراق كل ذلك، ويمكن أن تتحول إلى قوة مزعجة جدا للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وكان جيش الاحتلال بدأ عمليته الموسعة في الضفة الغربية قبل 5 أيام تحت غطاء كثيف من سلاح الجو، ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجوم بأنه الأكبر من نوعه منذ عملية “السور الواقي” عام 2002.