انتقد رئيس الكيان الإسرائيلي، إسحق هرتزوغ كل من أوروبا وأمريكا، على خلفية التوترات والتصعيد العسكري في الشرق الأوسط.
فقد قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ في مقابلة إن الزعماء الأوروبيين “لا يفهمون” الخطر الذي تشكله إيران في الشرق الأوسط وخارجه.
يأتي التصريح السابق رغم تأكيد كل الأطراف الدولية حتى المتصارعة على ضرورة خفض التصعيد في الشرق الأوسط، بإشارة منهم إلى الصراع بين إيران وإسرائيل والذي خرج للعلن مؤخراً، إلا أن ذلك يبدو لم يشمل “حرب الكلام”.
وأضاف في مقابلة مع شبكة “Axel Springer” الألمانية أن الحكومة الإيرانية تقدم آلاف الطائرات بدون طيار لتستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا، وفي الوقت نفسه تمضي طهران قدما في برنامجها للأسلحة النووية، واصفا إيران بأنها “إمبراطورية الشر”.
كما اعتبر أن “على أوروبا أن تستيقظ وبشكل عاجل، لأنهم لا يفهمون ذلك” لمواجهة مخاطر إيران.
وبينما تواجه إسرائيل انتقادات من حلفائها بشأن حجم هجومها على غزة، الذي ترك معظم القطاع في حالة خراب وسط الاستعدادات لهجوم آخر على رفح، ركز هرتسوغ على أن طهران هي “العدو الحقيقي”.
كما تابع قائلاً: “إذا لم تستيقظوا وتكونوا أقوياء قدر الإمكان وتحاربوا إمبراطورية الشر هذه مع التحالف الموجود في حلف شمال الأطلسي، فقد تدفع أوروبا الثمن في المستقبل”.
كذلك رفض دعوات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر لإسرائيل لإجراء انتخابات جديدة كوسيلة للتغلب على الاضطرابات السياسية التي تعصف بالبلاد منذ هجوم 7 أكتوبر. وقال هرتزوغ: “أوصي القادة السياسيين الأميركيين بعدم التدخل في السياسة الإسرائيلية، بل ترك الأمر للجمهور الإسرائيلي والهيئة السياسية لاتخاذ قرارها بنفسها”.
إلى ذلك، أكد أنه يعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن “صديقا عظيما لإسرائيل”، على الرغم من دعوات سيد البيت الأبيض لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومعارضة الهجوم المخطط له على رفح والتعليقات المؤيدة لخطاب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي دعا فيه إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل ووجه انتقادات قوية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووصفه بأنه عقبة في طريق السلام.
حرب الظل تخرج للعلن
يشار إلى أن حرب الظل التي لطالما عرفت بها العلاقات بين إيران وإسرائيل كانت خرجت للعلن ولأول مرة الشهر الماضي، بعدما استهدفت إسرائيل قنصلية طهران في دمشق (في الأول من نيسان/أبريل)، بهجوم قتل كامل هرم القيادة المسؤولة عن أنشطة الحرس الثوري في سوريا ولبنان.
فردت إيران بدورها الأسبوع الماضي ( 13 نيسان/أبريل)، بهجوم غير مسبوق بأكثر من 300 صاروخ ومسيرة على إسرائيل.
ثم عادت إسرائيل ووجهت “ضربة دقيقة”، استهدفت فيها فجر الجمعة الماضي، قاعدة شيكاري الجوية الثامنة في أصفهان على بعد 340 كم جنوب طهران، أصابت جزءًا من نظام دفاع جوي روسي الصنع، أدت إلى إتلاف أو تدمير رادار “الغطاء المتحرك” الذي يستخدم في أنظمة إس-300 لتتبع الأهداف القادمة.
وبينما أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه تمكّن من اعتراض جميع المقذوفات تقريباً بمساعدة حلفائه ولم تخلّف سوى أضرار محدودة، بهجوم إيران غير المسبوق، قارن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني بـ”لعبة أطفال”، مؤكداً أنّه لن يكون هناك ردّ إيراني انتقامي ما لم يتمّ استهداف “مصالح” البلاد.
ثم أعلنت طهران يوم الجمعة، أن “نظام الدفاع الجوي نجح في إسقاط عدّة مسيّرات”، نافية استهداف البلاد بالصواريخ.
في حين اعترف وزراء خارجية مجموعة السبع يوم الجمعة بالخطر، واتفقوا على فرض عقوبات على طهران إذا تبين أنها تزود موسكو بالصواريخ الباليستية، كما ادعت إسرائيل مؤخراً.
أما في غزة، فأدت الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر أكثر من 34 ألف ضحية فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة المحليين.