وسط أجواء متوترة تشهدها الضفة الغربية المحتلة منذ أيام، تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية حول ما إذا كانت زيارة بلينكن رفيعة المستوى قادرة على تحقيق التوازن والعمل على تهدئة الأوضاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وذكرت الصحيفة أن زيارة بلينكن، التي بدأت أمس منذ وصوله إلى مصر، تأتي تزامناً مع بوادر موجة جديدة من إراقة الدماء والصراع السياسي في المنطقة المضطربة، معتبرة أن الأحداث الأخيرة بالضفة الغربية جعلت الشرق الأوسط من أولوية اهتمامات إدارة الرئيس، جو بايدن، العالمية الأكثر إلحاحًا.
وقالت الصحيفة إن الزيارة ستمثل أكبر مشاركة أمريكية حتى الآن مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة، بنيامين نتنياهو، والتي يقول منتقدوها إن تحالفها اليميني المتطرف اتخذ خطوات لإضعاف النظام الديمقراطي في البلاد، ولزيادة تأجيج الصراع الفلسطيني الذي يولد إدانات عالمية.
يأتي ذلك في أعقاب هجوم إسرائيلي دام، الخميس، على مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة أسفر عن استشهاد 10 أشخاص، وإطلاق نار في كنيس بالقدس، أسفر عن مقتل 7 مستوطنين، الجمعة، وواقعة أخرى مشابهة خلفت جريحين إسرائيليين.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن الأوضاع المتوترة في المنطقة تؤكد المسار الدقيق الذي يجب على إدارة بايدن أن تسلكه وهي تحاول الحفاظ على تحالفها الشرق أوسطي الأكثر قيمة، بينما تتراجع أيضًا عما تعتبره “تحركات إشكالية” من قبل شركاء نتنياهو السياسيين ومحاولة إنقاذ قدر من الاستقرار مع الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إنه في حين أن وصول بلينكن إلى إسرائيل يأتي في أعقاب زيارة قام بها مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، فإن دوره كمسؤول دبلوماسي سيسمح له بنقل رسالة عامة عن استمرار الدعم لكلا الطرفين.
وأضافت الصحيفة أن جولة بلينكن تعد أيضًا فرصة كبيرة للتأكيد على موقف بايدن بشأن القضايا الرئيسة؛ وهي رغبته في حل الدولتين مهما بدا هذا الاحتمال بعيدًا، ومعارضته للتغييرات المقترحة بشأن الأقصى، ودعوته إلى إصلاحات الحكم من قبل السلطات الفلسطينية.
بدورها، اتفقت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مع الطرح السابق، وقالت إن زيارة بلينكن “التي يبدأها من مصر مهمة بالنسبة لإسرائيل والشرق الأوسط والولايات المتحدة”، مشيرة إلى أن إصلاح العلاقات مع القاهرة والالتقاء بالركائز الإقليمية الرئيسة لنظام الأمن الأمريكي أمران ضروريان.
وقالت الصحيفة إن اختيار بلينكن بدء زيارته بمصر يعد أمراً مهماً للغاية، حيث تشهد العلاقات المصرية الأمريكية تعقيداً شديداً على مدار العقد ونصف العقد الماضيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في كسب ود القاهرة قبل سفر بلينكن لإسرائيل، وذلك كخطوة رئيسة لمحاولة تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية، حيث لعبت مصر تاريخيًّا دورًا رئيسًا في المحادثات مع الفصائل الفلسطينية المسلحة لمنع تأجيج التوترات بين الجانبين.
وبين القضايا الملحة التي سيتم مناقشتها خلال اجتماع بلينكن مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح شكري، وكبار المسؤولين الآخرين بالقاهرة اليوم، الإثنين، قالت الصحيفة إن الانتخابات الليبية، بالإضافة إلى الشأن السوداني على طاولة المحادثات.