الجمعة 12 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 13 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

صورة وتفاصيل حول "البيدجا".. كيف تحول قائد أكاديمي إلى إمبراطور تهريب في ليبيا؟

قتل مسلحون مجهولون قائد معسكر الأكاديمية البحرية الحربية في طرابلس عبد الرحمن ميلاد، الملقب بـ”البيدجا” بإمطاره بالرصاص الحي في العاصمة الليبية طرابلس.

وقال مصدر أمني مسؤول إن “مسلحين اعترضوا سيارة الرائد عبد الرحمن البيدجا بمدينة جنزور (الضاحية الغربية لطرابلس) وفتحوا نيران بنادقهم الآلية عليه وأردوه قتيلا”.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر، أن “تحقيقات باشرتها الأجهزة الأمنية حول الحادث”.

عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم "البيدجا"

عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا”

وعبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا”، هو شخصية ليبية بارزة في مجال تهريب البشر، وقد شغل منصب آمر في الأكاديمية البحرية بمدينة الزاوية. ارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بأنشطة تهريب البشر والوقود عبر البحر المتوسط، ما جعله واحدا من أخطر مهربي البشر في ليبيا.

النشأة

وُلد “البيدجا” في مدينة الزاوية عام 1986، وهي مدينة ساحلية تقع غربي العاصمة طرابلس.. بدأ بالاستفادة من موقع مدينته لتنظيم قوارب الهجرة غير الشرعية المتجهة نحو أوروبا، ليصبح بسرعة أحد أشهر الشخصيات في عمليات التهريب.

نشاطات مشبوهة

“البيدجا” استخدم موقعه القيادي في الأكاديمية البحرية لتسهيل عمليات التهريب، ما جعله هدفًا للتحقيقات الدولية.. في عام 2018، فرضت عليه لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي عقوبات، بسبب تورطه في تهريب المهاجرين، وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف ضد اللاجئين والمهاجرين. هذه التهم جعلته مطلوبًا دوليًا، بما في ذلك من قِبل الإنتربول.

دوره في خفر السواحل

تولى “البيدجا” قيادة وحدة من خفر السواحل في الزاوية، وهي وحدة وُجهت لها اتهامات عديدة بإساءة معاملة المهاجرين والمساهمة في عمليات التهريب.

وعلى الرغم من السمعة السيئة، حظي “البيدجا” بدعم من الحكومة الليبية السابقة المدعومة من الأمم المتحدة، إذ رُقِّي تقديرًا لمشاركته في القتال ضد قوات شرق ليبيا خلال هجومها على طرابلس.

الاعتقال والإفراج

ألقت السلطات الليبية القبض على “البيدجا” بتهم الاتجار بالبشر وتهريب الوقود. لكن في أغسطس 2021، أُطلق سراحه بعد أقل من أربعة أشهر من اعتقاله، بناء على قرار أصدره ممثلو الادعاء. أثار الإفراج عنه كثيرا من الجدل والانتقادات حول النظام القضائي الليبي ومدى جديته في مواجهة الجريمة المنظمة.

الإفراج المريب

إطلاق سراح “البيدجا” قوبل بانتقادات واسعة من قبل المراقبين والمنظمات الدولية، إذ اعتبر البعض أن هذه الخطوة تعكس ضعف القضاء الليبي في محاسبة المسؤولين عن الجرائم بحق المهاجرين.

وقد أشار حسين باعومي، الباحث في شؤون ليبيا ومصر لدى منظمة العفو الدولية، إلى أن إطلاق سراح “البيدجا” كان متوقعا بسبب غياب التحقيقات الفعالة والشفافة.

نهاية حتمية

اغتيل “البيدجا” في طرابلس عندما فتح مجهولون النار عليه في أثناء وجوده في مركبته، لينتهي فصل من فصول أخطر مهربي البشر في ليبيا… ويبقى قتله علامة على الصراعات المستمرة في ليبيا وتحدياتها في مواجهة الجريمة المنظمة والانتهاكات بحق المهاجرين.

    المصدر :
  • إرم نيوز