أعرب عدد من الفلسطينيين يعيشون في غزة المحاصرة، اليوم الاثنين 5 فبراير/شباط، عن أملهم في أن تفضي زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة إلى هدنة في الوقت المناسب لتجنب هجوم جديد تهدد إسرائيل بشنه على آخر ملاذ لهم على أطراف القطاع.
وقال يامن حمد (35 عاما) وهو أب لأربعة أطفال بمدرسة تابعة للأمم المتحدة في دير البلح بوسط غزة تم التواصل معه عبر تطبيق مراسلة “بدنا الحرب تنتهي، وبدنا نرجع لبيوتنا، هاد كل إللي بدنا إياه في هاي المرحلة”. وتعد المنطقة واحدة من الأماكن القليلة التي لم تتقدم فيها الدبابات الإسرائيلية بعد، وهي مكتظة الآن بعشرات الآلاف من العائلات النازحة.
وأضاف “طول اليوم كل إللي بنعمله إنه بنسمع الأخبار في الراديوهات الصغيرة وبنتابع الأخبار على الإنترنت بندور على أمل، بنتأمل إنه بلينكن يضغط على نتنياهو ويقوله بيكفي ونتأمل من فصائلنا إنه يكون قرارها في مصلحة شعبنا الفلسطيني”.
في واحدة من أكبر المعارك في الحرب، تقدمت الدبابات الإسرائيلية في الأسبوعين الماضيين في خان يونس، المدينة الرئيسية في الجنوب التي يؤوي إليها بالفعل مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من مناطق أخرى. وتجدد القتال في مدينة غزة شمال القطاع، في مناطق كانت إسرائيل قد أعلنت أنها أخضعتها لسيطرتها في الشهرين الأولين من الحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين إن قواته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين في مناطق بشمال ووسط وجنوب قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأعلن فلسطينيون عن وقوع قتال عنيف في مدينة غزة، ولاسيما في المناطق الغربية القريبة من ساحل البحر المتوسط والتي تعرضت لقصف السفن الحربية الإسرائيلية.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن قافلة غذاء تعرضت لإطلاق نار وهي في طريقها إلى هناك دون وقوع إصابات.
وتقول سلطات غزة إن أكثر من 27 ألف فلسطيني تأكد مقتلهم في الهجوم الإسرائيلي، فيما تقبع جثث آلاف آخرين تحت الأنقاض. وتقول إسرائيل إنها فقدت 226 جنديا في القتال في غزة منذ هجمات حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول التي أدت إلى مقتل 1200شخص واحتجاز 253 رهينة.
وبعد أن أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها تستعد لهجوم بري محتمل على رفح، قالت وكالات إغاثة دولية والأمم المتحدة إنها تخشى أن تكون العواقب الإنسانية كارثية.
ويخشى سكان غزة من أن يؤدي التوغل في رفح إلى إخراجهم من القطاع نهائيا إلى مصر.
وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن الجيش سينسق مع مصر وسيبحث سُبل إجلاء معظم النازحين شمالا قبل أي عملية برية في رفح.
ويقول نتنياهو إن أي وقف للقتال لن يكون إلا بصورة مؤقتة ما دام مقاتلو حماس طلقاء. وتقول حماس إنها لن توافق على هدنة أو إطلاق سراح الرهائن إن لم تحصل على ضمانات بأن إسرائيل ستنسحب من غزة وتُنهي الحرب.
وذكر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الأسبوع الماضي أنه سيسافر إلى القاهرة لتقديم رده على مقترح وقف إطلاق النار، لكن الحركة لم تحدد موعدا لرحلته.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات لرويترز إن رد حماس قد يأتي “قريبا”، لكن الأمر متروك لبلينكن لحث نتنياهو على تقديم تنازلات من ِشأنها إتمام الاتفاق.
ووصل بلينكن إلى الرياض في مستهل أول جولة له إلى الشرق الأوسط منذ أن توسطت واشنطن في اقتراح شاركت فيه إسرائيل بخصوص أول وقف طويل الأمد لإطلاق النار في الحرب.
ولم ترد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد على العرض الذي سلمه إليها وسطاء قطريون ومصريون الأسبوع الماضي وتقول إنها تريد مزيدا من الضمانات بأن هذا العرض سينهي الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر في قطاع غزة.
وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين في الطريق إلى الرياض “من المستحيل القول ما إذا كنا سنحقق انفراجة ومتى سنحققها… الكرة الآن في ملعب حماس”.
وبعيدا عن اتفاق الهدنة، يسعى بلينكن إلى الحصول على دعم للخطط الأمريكية في المرحلة القادمة مثل إعادة بناء غزة وإدارتها وإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية إسرائيل. وترفض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية في الوقت الراهن.
وأضاف المسؤول الأمريكي “إذا توصلنا لهدنة إنسانية، نريد أن نكون في وضع يسمح لنا بالتحرك بأسرع ما يمكن بشأن ما سيحدث في ‘اليوم التالي’ (في غزة)”.
وتحاول واشنطن منع تفاقم التصعيد في أماكن أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد أيام من الضربات الجوية التي شنتها على جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في أرجاء الشرق الأوسط.
وقال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس أمام البرلمان اليوم الاثنين إن الضربات الجوية أضعفت قدرات الحوثيين في اليمن على استهداف الملاحة في البحر الأحمر لكن التهديد “لم يتضاءل بالكامل”.
وواصلت إسرائيل الهجمات وهددت باجتياح بري جديد لمدينة رفح الصغيرة حيث يتكدس أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على حدود القطاع الجنوبية مع مصر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أثناء زيارته لقوات الجيش اليوم الاثنين إن أكثر من نصف مقاتلي حماس قتلوا أو أصيبوا في المعارك وإن الجيش سيواصل القتال حتى تحقيق “النصر التام”.
ورفض سامي أبو زهري، القيادي في حماس، ما أعلنه نتنياهو وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي “يمارس لعبة صناعة الانتصارات الوهمية ويحاول التغطية على فشله المتراكم في مواجهة المقاومة”.
وقالت مصادر على دراية بالمحادثات إن مقترح وقف إطلاق النار يشمل هدنة لمدة 40 يوما على الأقل ستطلق خلالها حماس سراح رهائن من بين من تحتجزهم، على أن يعقب ذلك تسليم الجنود وجثامين القتلى.
واستمرت الهدنة السابقة أسبوعا واحدا.