رغم الانتقادات التي تواجهها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في ما يتعلق بفرض الرقابة والأمن على الحدود مع المكسيك ومنع تدفق مئات المهاجرين غير الشرعيين بشكل يومي، وفشلها في تمرير قانون جديد حول الهجرة في الكونغرس إثر موقف الجمهوريين، يبدو أن بايدن لا يزال متمسكاً في اتخاذ إجراءات تنفيذية قاسية قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر.
فقد أفادت مصادر مطلعة بأن بايدن ينظر في فرض عدد من الإجراءات التي ستمنع المهاجرين والمتسللين من دخول الولايات المتحدة إذا عبروا الحدود بشكل غير قانوني، وتجعل من الصعب على الأشخاص اجتياز المقابلة الأولى في عملية طلب اللجوء.
وأشارت إلى أن البحث في احتمال توسيع سلطة الرئيس على الحدود مستمر، وفق ما نقل موقع “أكسيوس” اليوم الاثنين.
لكن في الوقت عينه أكد متحدث باسم البيت الأبيض أنه “لا يمكن لأي إجراء تنفيذي، بغض النظر عن مدى عدوانيته، أن يحقق الإصلاحات السياسية المهمة والموارد الإضافية التي يمكن للكونغرس توفيرها والتي رفضها الجمهوريون”.
كما أضاف أن “فريق بايدن يواصل دعوة رئيس مجلس النواب مايك جونسون، والجمهوريين في مجلس النواب إلى تمرير الاتفاق بين الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) لتأمين الحدود”
بدوره، أوضح السيناتور كريس مورفي (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت)، الذي كان مفاوضًا رئيسيًا في صفقة الحدود بين الحزبين، أن “للرئيس سلطة محدودة، ولا يمكنه تغيير قانون اللجوء”.
وكان البيت الأبيض فكر في الإعلان عن إجراءات تنفيذية جديدة قبل خطاب حالة الاتحاد هذا الشهر، لكنه تراجع في النهاية.
وبالتزامن وصف الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في مقابلة بثت أمس، مشروع المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بناء جدار على الحدود مع المكسيك بأنه “وهمي”، مكررا وجهة نظره بأن التغييرات الكبيرة في السياسة الخارجية الأميركية وحدها توقف الهجرة غير الشرعية.
وردا على سؤال في برنامج 60 دقيقة على شبكة “سي بي إس” عما إذا كان ترامب سيبني الجدار الموعود إذا انتُخب في تشرين الثاني/نوفمبر، أجاب “كلا. هذا لا يعمل!”، مطالبا بدلا من ذلك بإصلاح السياسة الخارجية الأميركية من أجل الحد من الهجرة غير الشرعية.
وقال لوبيز أوبرادور (70 عاما) إنه ساعد في بداية العام، بناء على طلب بايدن، في الدفع باتجاه خفض مؤقت في عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة.
كما أشار إلى أن هذا الانخفاض تحقق من خلال كون المكسيك “أكثر تنبها” لحدودها الجنوبية وبمساعدة قادة أميركا الوسطى.
إلا أنه أكد في الوقت عينه أن هذا “حل قصير الأجل”، مشددا على أن المكسيك تريد “معالجة الأسباب الجذرية” للهجرة غير الشرعية.
وبالنسبة إلى الرئيس المكسيكي، يتعين على واشنطن تنفيذ بعض الشروط التي يصفها البعض بالتعجيزية، من ضمنها إنفاق مليارات الدولارات كل عام للحد من الفقر في أميركا اللاتينية، وتخفيف العقوبات المفروضة على فنزويلا وكوبا، ومنح وضع قانوني لملايين المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة. وقال إن “تدفق المهاجرين… سيستمر” إذا لم تتحقق هذه الإصلاحات الجذرية.
وانتقد ترامب وحزبه الجمهوري بايدن على خلفية عبور عدد قياسي من المهاجرين الحدود الجنوبية للولايات المتحدة خلال الفترة الماضية، فيما أصبحت تلك القضية في صلب الحملات الانتخابية المستعرة بين الرجلين.
يذكر أن فشل الاتفاق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي قبل أشهر على قانون جديد ينظم الحدود أتاح للديمقراطيين فرصة نادرة لإلقاء اللوم على الجمهوريين في الفوضى الحاصلة.