وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا اليوم الأحد 26 أيار/مايو 2024، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام يعقبها اجتماع بين حكومتي البلدين، وسط سعي أكبر قوتين في الاتحاد الأوروبي إلى إظهار الوحدة قبل انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي المقررة الشهر المقبل.
وزيارة ماكرون التي تشمل العاصمة الألمانية برلين ومدينة دريسدن في الشرق ومونستر في الغرب هي الأولى الرسمية التي يقوم بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا منذ 24 عاما.
وتحظى الزيارة بمتابعة واهتمام باعتبارها دلالة على سلامة العلاقات الألمانية الفرنسية التي تحرك عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات كبرى منها حرب أوكرانيا واحتمالات فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني.
وبعد أن استقبله الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في قصر الرئاسة، قال ماكرون للصحفيين “تأتي زيارة الدولة هذه في لحظة مهمة بالنسبة لأوروبا”، مشيرا إلى الحرب في أوكرانيا وتحديات أخرى. وأضاف ماكرون “علينا أن نواجه رغبة استعمارية في أوروبا… ويدعونا ذلك لتعزيز العلاقات الفرنسية الألمانية”.
وقال شتاينماير، الذي يتولى منصبا شرفيا إلى حد بعيد، إنه إذا عملت ألمانيا وفرنسا معا فإنهما ستتمكنان من التغلب على التحديات الجيوسياسية التي تواجهها أوروبا، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا والحرب في غزة والانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ويختلف ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس في أسلوب القيادة بشدة، وتصادما علنا بخصوص قضايا من الدفاع إلى الطاقة النووية منذ أن تولى شولتس منصبه في أواخر 2021. ومع ذلك توصلا في الآونة الأخيرة إلى حلول وسط بشأن قضايا عدة منها الإصلاح المالي والتغييرات اللازمة لدعم سوق الطاقة، مما سمح للاتحاد الأوروبي بإبرام اتفاقات وسمح بتشكيل جبهة أكثر اتحادا.
وقال يان فرنرت من معهد جاك ديلور في برلين “هناك توتر في العلاقات الألمانية الفرنسية لكن من أسباب ذلك على وجه التحديد طريقة تعاملهما مع بعض القضايا الصعبة” مشيرا إلى أن البلدين تطرقا إلى الحاجة إلى توسيع الاتحاد الأوروبي شرقا.
ومن بين نقاط الخلاف بين فرنسا وألمانيا مسألة الدفاع الأوروبي، خاصة إذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني. ويقول خبراء في مجال الدفاع إن إمكان توقع خطوات ترامب كحليف يمكن الاعتماد عليه أقل مقارنة بمنافسه مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس جو بايدن.
وبعد لقائه مع شتاينماير سيمر ماكرون، الذي ترافقه في رحلته زوجته بريجيت، عبر بوابة براندنبورج التاريخية مع رئيس بلدية المدينة كاي فيجنر.
ويتوجه ماكرون غدا الاثنين إلى دريسدن حيث يلقي كلمة أمام كاتدرائية السيدة العذراء التي دمرها الحلفاء الغربيون خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن يتوجه الثلاثاء إلى مونستر.
وربما تكون المحطة الأكثر أهمية في الزيارة هي اجتماع لحكومتي البلدين ينعقد يوم الثلاثاء في ميسبرج بالقرب من برلين، حيث ستبدأ الحكومتان في جهود لإيجاد أرضية مشتركة بشأن قضيتين رئيسيتين وهما الدفاع والقدرة التنافسية.