الجمعة 1 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 4 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مسرب وثائق البنتاغون من عائلة متجذرة في السلك العسكري

حين كلف جاك دوغلاس تيشيرا، ذاك الشاب الأميركي النحيف اليافع بإدارة واستكشاف أجهزة الكمبيوتر وأنظمة الاتصالات في جناح المخابرات رقم 102 في قاعدة أوتيس الجوية للحرس الوطني الجوي، كانت سعادة عائلته لا توصف.

فقد نشرت أمه على صفحتها صورته مع عبارة التهليل والترحيب، إلا أنها لم تدرك حينها أنه سيصبح ملاحقاً من قبل السلطات الأميركية وعلى أعلى مستوى لتسريبه مئات المستندات السرية من وزارة الدفاع “البنتاغون”، مفجراً أزمة كبيرة.

ويبدو أن جاك البالغ من العمر 21 عامًا يتحدر من عائلة متجذرة في السلك العسكري، بحسب ما نقلت واشنطن بوست. فقد سار على خطى العديد من أفراد أسرته للانضمام إلى الجيش.

كما أن والدته دون دوفولت، عملت لسنوات مع منظمات غير الربحية تدعم قدامى المحاربين، بما في ذلك صندوق ماساتشوستس للعسكريين، كما عملت لوقت قصير في إدارة خدمات المحاربين القدامى في ماساتشوستس.

لكنها انتقلت لاحقا و منذ عام 2017 ، إلى مجال بيع الزهور.

إلى ذلك أفاد أصدقاء الشاب الذي اعتقل أمس للاشتباه في تنظيمه عملية تسريب وثائق سرية من البنتاغون، أنه كان يشعر بالإحباط من المعارك الجارية بين روسيا وأوكرانيا

كما أشاروا إلى أنه بدأ في نشر الوثائق على موقع ديسكورد للألعاب في فبراير 2022 تقريباً، مباشرة بعد بدء الغزو الروسي للجارة الغربية.

ووفقا لأحد أصدقائه، اعتبر تيشيرا القتال بين القوات الروسية والأوكرانية أمراً “محبطا”، وأعرب عن اعتقاده بأن موسكو وكييف “ينبغي أن يكون بينهما قواسم مشتركة أكثر مما يفصل بينهما”.

إلى ذلك، اعتقد جاك أنه من خلال نشر الوثائق المذكورة كان يخبر معارفه ويعلمهم بتفاصيل ما يحدث هناك.

وقال أحد أصدقائه أيضا إن حوالي نصف أعضاء الفرقة التي شارك معها تلك المستندات في البداية عبر إحدى منصات ألعاب الفيديو على الانترنت (ديسكورد) كانوا “أطفالًا يجلسون في أقبية” يلعبون ألعاب الفيديو لا أكثر، فيما كان النصف الآخر من عشاق الأسلحة. وأردف :” كان هدف جاك إبقاء هؤلاء الأطفال على اطلاع بقضايا العالم الحقيقي لا أكثر”

لكن أحد أعضاء المجموعة شارك لاحقا تلك المستندات على خادم آخر وضمن مجموعة أخرى من مجموعات الألعا، مما أدى لاحقا إلى انتشارها عبر الإنترنت.

كما شدد على أن جاك لم يسع إلى تقويض الأمن القومي لكنه كان يأمل في تعليم هؤلاء الصغار. وختم مؤكدا أنه أحب بلاده ولكنه ببساطة لم يشعر بثقة في مستقبلها!

يشار إلى أن تيشيرا اعتقل أمس، من قبل عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي جاؤوا بسيارة مدرعة ومعدات عسكرية وحاصروا منزله في دايتون بولاية ماساتشوستس.

فيما أعلنت وزارة الدفاع أنها ستقيم عواقب تسريب الوثائق السرية على الأمن القومي وتحقق في كيفية وصول هذه المعلومات إليه!