تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد 14 أبريل/نيسان، بأن إسرائيل ستحقق النصر بعد أن قال الجيش إنه أسقط تقريبا كل الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها إيران والتي يزيد عددها على 300 في تصعيد حاد للصراع في الشرق الأوسط.
وزادت الهجمات الإيرانية التي تمت في وقت متأخر من مساء أمس السبت من خطر توسع الصراع في المنطقة. وجاءت الهجمات ردا على ضربة جوية يشتبه في أنها إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل نيسان أسفرت عن مقتل ضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني.
واعتمدت إيران على حلفاء لها في أنحاء المنطقة في ضرب أهداف إسرائيلية وأمريكية إظهارا للدعم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حرب قطاع غزة مع إسرائيل التي لا مؤشرات على أنها قد تهدأ على الرغم من جهود متعددة للوساطة.
وقال نتنياهو عبر منصة إكس “اعترضنا وتصدينا.. معا سننتصر”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات المسلحة أسقطت أكثر من 99 بالمئة من الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية وتناقش خيارات ما يلي ذلك.
ونقلت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه القول إنه سيكون هناك “رد قوي” على الهجوم.
وأدت الحرب في قطاع غزة، التي شنتها إسرائيل عقب هجوم لحركة حماس المتحالفة مع إيران في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل، إلى تفاقم التوتر في المنطقة وامتدت إلى جبهات في لبنان وسوريا وتسببت في عمليات قصف على أهداف إسرائيلية بمدى بعيد ومنها ما انطلق من اليمن والعراق.
* “الدفع نحو التصعيد”
قالت جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد إنها أطلقت صواريخ على قاعدة إسرائيلية. وتتبادل الجماعة إطلاق النار مع إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري في بيان إن هناك أنباء أيضا عن إطلاق حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن طائرات مسيرة على إسرائيل. وهاجمت الحركة مسارات الشحن عبر البحر الأحمر لإظهار التضامن مع حماس.
وتنذر هذه الاشتباكات بالتفاقم إلى صراع مفتوح ومباشر بين إيران وحلفائها في المنطقة وإسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة. وحثت مصر على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري ما تفعله إيران بأنه “خطير للغاية” وقال في إفادة نقلها التلفزيون إنها “تدفع المنطقة نحو التصعيد”.
وقال هاجاري إن إيران أطلقت العشرات من الصواريخ أرض-أرض على إسرائيل، جرى اعتراض معظمها خارج حدود إسرائيل، مضيفا أنها شملت أكثر من عشرة صواريخ كروز.
وذكر أن الرشقة الإيرانية تسببت في أضرار طفيفة لمنشأة عسكرية إسرائيلية واحدة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن إرشاداته للسكان لم تعد تتطلب الاستعداد للجوء إلى المخابئ بما يشير فيما يبدو إلى انتهاء الخطر.
* مجلس الأمن سيجتمع
تعهدت إيران بالرد على ما قالت إنها ضربة إسرائيلية على مجمع سفارتها في دمشق أدت إلى مقتل سبعة من كبار ضباط الحرس الثوري من بينهم اثنان من كبار القادة. وقالت طهران إن ضرباتها جاءت عقابا على “الجرائم الإسرائيلية”. ولم تؤكد إسرائيل ولم تنف مسؤوليتها عن الهجوم على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق.
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة “يمكن اعتبار الأمر منتهيا، ومع ذلك، إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر حدة بكثير”.
وحذرت البعثة واشنطن قائلة “هذا صراع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، والذي يجب على الولايات المتحدة أن تبتعد عنه”.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيعقد اجتماعا مع زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى اليوم الأحد لتنسيق رد دبلوماسي على ما وصفه بالهجوم الإيراني السافر.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن بلاده لا تسعى إلى صراع مع إيران لكنها لن تتردد في التحرك لحماية القوات الأمريكية ودعم الدفاع عن إسرائيل.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الساعة (2000 بتوقيت جرينتش) اليوم بعد أن طلبت إسرائيل منه إدانة الهجوم الإيراني وتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن مصدر قوله إن طهران تراقب عن كثب الأردن الذي قد يصبح الهدف التالي في حالة اتخاذه أي تحركات لدعم إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل ولبنان إغلاق مجالهما الجوي مساء أمس السبت. وقالت هيئة المطارات الإسرائيلية إن إسرائيل أعادت فتح مجالها الجوي الساعة 0430 بتوقيت جرينتش اليوم الأحد. وأفاد مصدران أمنيان في المنطقة بأن الأردن، الواقع بين إيران وإسرائيل، جهز دفاعاته الجوية لاعتراض أي طائرة مسيرة أو صاروخ ينتهك أراضيه.
وقال سكان في عدة مدن أردنية إنهم سمعوا نشاطا جويا كثيفا.
وذكرت مصادر عسكرية هناك أن سوريا، حليفة إيران، قالت إنها وضعت أنظمتها للدفاع الجوي أرض-جو حول العاصمة وقواعدها الرئيسية في حالة تأهب قصوى.
وندد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان وجمهورية التشيك والدنمرك وفرنسا والمكسيك وهولندا والنرويج بالهجوم الإيراني.