الأربعاء 3 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 4 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نشاط دبلوماسي وعسكري روسي في ليبيا وتشاد والنيجر يثير القلق الدولي

تشهد مناطق ليبيا والنيجر وتشاد حراكًا عسكريًا ودبلوماسيًا مكثفًا من قبل روسيا، مما أثار اهتمام الأوروبيين والأمريكيين، خاصة أنه يأتي في سياق تصاعد التوترات والتحركات الجيوسياسية في المنطقة.

ويراقب الأوروبيون والأمريكيون الحراك الروسي العسكري المصحوب بنشاط دبلوماسي في كل من ليبيا والنيجر وتشاد، في وقت كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد دشن هذا الحراك، مؤججًا سباقًا لحرب نفوذ على القارة الأفريقية التي زعزعت مواقع الغرب التقليدية بها.

وتُظهر الزيارات المتتالية للوفود الروسية إلى النيجر، وآخرها في مطلع الأسبوع الجاري، تقاربًا أمنيًا ودبلوماسيًا كبيرًا بين البلدين، حيث وجدت نيامي حليفًا رئيسًا لها في موسكو.

وزار نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، الذي يحمل ملف تمديد انتشار “الفيلق الأفريقي” في القارة السمراء، شرق ليبيا ثم النيجر على التوالي.

تعزيز قدرات الجيش الليبي

ففي مقر القيادة العامة للجيش الليبي في بنغازي، شرقي ليبيا، تعهد يفكوروف خلال لقائه قائد الجيش المشير خليفة حفتر، في زيارته الخامسة للمدينة منذ أغسطس/آب عام 2023، بمواصلة الكرملين “المساهمة في تعزيز قدرات الجيش الليبي في مجالات التدريب ورفع الكفاءة وتعزيز التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب والتطرف”.

ومن هناك توجه يفكوروف، يوم الأحد، إلى نيامي حيث استقبله رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن الانتقالي الجنرال عبد الرحمن تياني، ما يمهد الطريق لفصل جديد في العلاقات بين البلدين، ويدشن بداية شراكة إستراتيجية في المجالين العسكري والنفطي، وهو ما يفسر حضور وزراء النفط والمناجم والطاقة النيجريين في الاجتماعات.

تنويع الشركاء

وهذه الزيارة هي الثانية من نوعها منذ 4 ديسمبر/كانون الأول عام 2023، التي تم خلالها التوقيع على مذكرة تعاون متعدد القطاعات بين البلدين.

وتعززت بمكالمة هاتفية بين الجنرال تياني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 26 مارس/آذار الماضي.

وفي مايو/أيار، أعلنت نيامي عن تعيين سفير لدى روسيا، فيما أكدت موسكو قبل أيام افتتاح سفارة لها في النيجر.

وإذ أبقى الجانبان تفاصيل المحادثات سرية في الوقت الحالي، لكن من الواضح أن المنقلبين على الرئيس النيجري محمد بازوم يسعون إلى تنويع شركائهم وتعزيز مكانتهم على الساحة الدولية، في انتظار رؤية تداعيات هذا التقارب على النيجر ومنطقة الساحل ككل.

نشاط دبلوماسي مواز

وصاحب الحراك العسكري الروسي نشاط دبلوماسي موازٍ، أطلقه وزير الخارجية سيرغي لافروف من عاصمة الكونغو، برازافيل، في زيارة رسمية تستغرق يومين بدأت منذ يوم أمس الاثنين، تهيمن عليها الأزمة الليبية.

وترغب برازافيل التي شاركت في حل الأزمة الليبية الداخلية لأكثر من عقد من الزمن في حصولها على دعم موسكو.

وسيحاول الرئيس الكونغولي، دينيس ساسو نغيسو، بصفته رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي الرفيعة المستوى المعنية بالأزمة في ليبيا، التوصل إلى اتفاق مع روسيا لمواصلة التدخل لحل هذه القضية الشائكة.

وبعد زيارة الكونغو، من المتوقع أن يصل لافروف إلى نجامينا التشادية، الأربعاء، حيث يتعين عليه أن يلتقي بشكل خاص بالرئيس محمد إدريس ديبي، المنتخب والمنصب حديثًا.

وأكد رئيس تحرير صحيفة “رفيق إنفو” التشادية، محمد طاهر زين، والمهتم بشؤون الساحل، حقيقة وجود أطماع لدى موسكو في المنطقة.

وأضاف أن روسيا تسعى إلى التسلل إلى تشاد حاليًا، بعدما أصبح تجذرها واقعًا بحكم أن كل الدول المجاورة لتشاد لديها وجود روسي عسكري في أراضيها، وهي السودان وأفريقيا الوسطى بأقصى جنوب تشاد، وفي الشمال ليبيا، والنيجر، وهي دول تجمعهم بها اتفاقيات عسكرية وأمنية.

وحول أسباب زيارة وزير الخارجية الروسي، قال طاهر زين في تصريح لـ”إرم نيوز”، إنها تأتي استكمالًا لزيارة الرئيس محمد ديبي في يناير الماضي إلى موسكو، وهي تؤسس لعلاقات متينة ولمستقبل جديد بين تشاد وروسيا، معتبرًا أنها “ديناميات سياسية في ظل اتجاه الدول الغربية إلى الساحل كمنطقة تزخر بموارد طبيعية ومصالح جيوسياسية”.

وتابع طاهر زين أن مسألة أمن الحدود، التي أصبحت مخترقة سواء من الروس أو قوات أجنبية أخرى تُقدم على شن تدخلات عن طريق ليبيا أو أفريقيا الوسطى، تدفع نجامينا إلى البحث عن تعزيز التعاون في مجال ضبط الحدود.

حلبة صراع

بدوره، يذهب المحلل السياسي السوداني والباحث في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، إلى التحذير من اندلاع صراع بين القوى الإقليمية والدولية، التي لها تباين في وجهات النظر والمصالح والتوجهات.

وتوقع تورشين، أن تكون أفريقيا حلبة لهذا الصراع بين القوى الإقليمية والدولية، لا سيما بين واشنطن وموسكو بعد نشر الفيلق الأفريقي في عدد من دول الساحل ومالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ورجح تورشين إمكانية تواجد بديل “فاغنر” في بعض الدول كموزمبيق ومدغشقر، مع احتمال حضور روسيا في السودان، الأمر الذي سيفتح الباب أمام صراع حقيقي بين حلفاء أمريكا من جهة وحلفاء روسيا من جهة أخرى، خاصة الصين وتركيا وإيران.

    المصدر :
  • إرم نيوز