طلبت وكالة “أسوشيتد برس” من وزارة الخارجية الأميركية التعليق على كلام خامنئي، عن استعداد طهران لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني فأجابت: “سنحكم على قيادة إيران من خلال أفعالها لا أقوالها”.
وأضافت: “قلنا منذ فترة طويلة إننا ننظر في نهاية المطاف إلى الدبلوماسية باعتبارها أفضل طريقة لتحقيق حلّ فعال ومستدام فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني”، ومع ذلك “نحن بعيدون كل البعد عن أي شيء من هذا القبيل الآن بالنظر إلى التصعيد الإيراني في جميع المجالات، بما في ذلك التصعيد النووي وفشل (طهران) في التعاون” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولفتت الوزارة في بيانها إلى أنه “إذا كانت إيران تريد إظهار الجدية أو اتباع نهج جديد، فعليها وقف التصعيد النووي والبدء في التعاون بشكل هادف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وكان المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي قد فتح المجال الخميس 27\8\2024 أمام استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني السريع التقدم، قائلاً للحكومة الإيرانية إنّ “لا عائق” أمام التعامل مع “عدوها”.
وتزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف استمراره في العمل كنائب للرئيس للشؤون الاستراتيجية بعد استقالته علناً في وقت سابق بسبب تشكيل مجلس الوزراء.
وحدّد خامنئي خطوطاً حمراء واضحة لأي محادثات تجري في ظلّ حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان وجدد تحذيراته من أنّ واشنطن لا يمكن الوثوق بها.
لكنّ تعليقاته تعكس تلك التي صدرت في وقت قريب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية، والذي شهد تقليص البرنامج النووي لطهران بشكل كبير في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح مقدار المساحة التي سيتمتع بها بزشكيان للمناورة، خاصة مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط بشأن الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” ومع استعداد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
وقال خامنئي في مقطع فيديو بثه التلفزيون الرسمي: “لا ينبغي لنا أن نعلّق آمالنا على العدو. ولا ينبغي لنا أن ننتظر موافقة الأعداء على خططنا. ولا تناقض بين مواجهة نفس العدو في بعض الأماكن، ولا يوجد أي عائق”.
كما حذر خامنئي، الذي يملك الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة، حكومة بزشكيان، قائلاً: “لا تثقوا بالعدو”.
وكان خامنئي، البالغ من العمر 85 عاماً، حض أحياناً على إجراء محادثات أو رفضها مع واشنطن بعدما انسحب الرئيس دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي في عام 2018.
وحصلت محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في السنوات الأخيرة بوساطة عمان وقطر، وهما اثنتان من محاوري واشنطن في الشرق الأوسط في ما يتعلق الأمر بإيران. وجاءت تصريحات خامنئي بعد يوم من زيارة رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن لطهران.