وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين 5 فبراير/شباط، إلى السعودية المحطة الأولى في جولته الجديدة بالشرق الأوسط، في وقت تحاول فيه واشنطن إعطاء دفعة للمفاوضات بين المملكة وإسرائيل بخصوص اتفاق تطبيع العلاقات بينهما وكذلك إحراز تقدم في المحادثات الخاصة بحكم غزة بعد الحرب.
وتعتبر هذه الجولة هي الخامسة التي يقوم بها بلينكن إلى المنطقة منذ الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في لحظة محفوفة بالمخاطر ووسط ضربات تشنها الولايات المتحدة على الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في سوريا والعراق واليمن.
ومن المقرر أيضا أن يزور بلينكن مصر وقطر وإسرائيل في وقت لاحق من الأسبوع الجاري لإعطاء دفعة للمحادثات التي تتوسط فيها مصر وقطر مع حماس للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
وقال مسؤول أمريكي إن بلينكن التقى بولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في الرياض.
وتأتي جولة بلينكن إلى الشرق الأوسط في وقت يصفه مسؤولون أمريكيون كبار بأنه من أخطر الأوقات التي تشهدها المنطقة منذ عقود.
وتفاقم الصراع في الشرق الأوسط مع دخول جماعات متحالفة مع إيران إلى ميدان القتال وشنها هجمات على قوات أمريكية في العراق وسوريا، في الوقت الذي تهاجم فيه جماعة الحوثي في اليمن طرق الشحن في البحر الأحمر.
وسيحاول بلينكن خلال جولته التأكيد على الموقف الأمريكي بأن إدارة الرئيس جو بايدن لا تسعى إلى خوض حرب مع إيران ولا تريد أن يتفاقم الصراع أكثر.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى للصحفيين في الطريق إلى الرياض إن إحدى أولويات بلينكن في هذه الجولة هي “إيصال رسالة مباشرة إلى دول المنطقة مفادها أن الولايات المتحدة لا تريد أن يتأجج الصراع ولن تفعل ذلك… من المهم أن يذهب ويقول ذلك وجها لوجه”.
وتنأى إيران حتى الآن بنفسها عن أن يكون لها أي دور مباشر في الصراع حتى مع دعمها تلك الجماعات المسلحة. وقالت إدارة بايدن صراحة إنها لا تريد خوض حرب مع إيران على الرغم من انتقادات الجمهوريين في الكونغرس الذين دعا بعضهم إلى شن هجمات داخل إيران.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها تعتقد أن طهران لا تريد الحرب أيضا.
ورفض مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أمس الأحد التعليق على ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تهاجم مواقع داخل إيران. وقال إن واشنطن لا تريد حربا أوسع في المنطقة لكنها ستواصل الرد في حال تعرض قواتها لهجوم.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن الحملة الانتقامية الأمريكية التي بدأت يوم الجمعة لا ينبغي أن تعرقل المحادثات التي تجريها واشنطن لتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل بالإضافة إلى مناقشة الوضع في غزة بعد الحرب.