كشف استطلاع أجراه “معهد أوبنيون واي” لدراسات الرأي العام، لصالح شبكة “سي نيوز” الفرنسية ومحطة “يوروب1″، نُشر اليوم الجمعة، تقدم حزب التجمع الوطني الفرنسي (يمين متطرف) في نوايا التصويت لانتخابات البرلمان الأوروبي قبل يومين من إجرائها.
وبحسب الاستطلاع، فإن الأغلبية الرئاسية لحزب النهضة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقائمة الحزب الاشتراكي (يسار)، يواصلون معركتهم على المركز الثاني.
وأشار إلى أن المعركة على المركز الثاني في الانتخابات الأوروبية مستمرة بين مرشحة حزب النهضة فاليري هاير، ومرشح الحزب الاشتراكي رافائيل جلوكسمان.
وإذا نجحت قائمة الوسط بقيادة النائبة الأوروبية فاليري هاير في تثبيت نسبة نوايا التصويت عند 15%، بعد انخفاض شبه متواصل منذ أبريل/نيسان، فإن نسبة الحزب الاشتراكي ستخسر نقطة واحدة لتتوقف عند 13%.
في حين لا تزال هناك احتمالية لحدوث مفاجأة؛ إذ إن هناك 17% لم يختاروا بعد مرشحهم قبل 48 ساعة من الموعد النهائي للانتخابات، وفقاً للاستطلاع.
وأظهر الاستطلاع أنه قبل يومين من الانتخابات، لا تزال الفجوة ضئيلة للغاية، ولا يزال من الممكن أن تخشى الأغلبية الرئاسية من انقلاب الحظ والهزيمة أمام اليسار التقليدي.
وتفصيلاً، تركز قائمة النهضة وقائمة الحزب الاشتراكي أصواتهما بين الناخبين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، فقد صوت لهذه القائمة 20% و25% على التوالي.
ويظل الشباب أقل انجذاباً إليهما، رغم أن فاليري هاير تمثل 7% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً بين ناخبيها، مقارنة بنحو 1% فقط لرافائيل جلوكسمان.
والدرس الآخر المستفاد من هذا الاستطلاع، هو أنه إذا كانت قائمة اليسار التقليدي تحتوي على تركيز متساو تقريباً من الرجال والنساء في نوايا التصويت (14% نساء، و12% رجال)، فإن الأغلبية الرئاسية أكثر ذكورية.
وفي الواقع، يعتزم 20% من الرجال التصويت لها، مقارنة بـ 10% فقط من النساء.
التجمع الوطني في الصدارة
مع ذلك، لا يبدو أن هذه المبارزة بين القائمتين تزعج المرشح الأوفر حظا في هذه الانتخابات حزب التجمع الوطني، الذي حصل جوردان بارديلا على نقطة إضافية، واستقر بشكل مريح عند نسبة 33% من نوايا التصويت.
ويجذب جوردان بارديلا، رئيس قائمة حزب التجمع الوطني، الذي يبلغ من العمر 28 عامًا فقط، الشباب بشكل كبير، إذ إن 46% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يعتزمون منحه أصواتهم.
وتظل النسبة مرتفعة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و49 عامًا، (40%)، وبين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عامًا، (41%).
وإذا كانت قائمة التجمع الوطني هي القائمة التي تحظى بأكبر قدر من الجاذبية، فهي أيضاً القائمة التي تحتفظ بأكبر قدر من الولاء بين ناخبيها.
وبالتالي، فإن 89% من الأشخاص الذين صوتوا لصالح مارين لوبن في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2022، سيصوتون مرة أخرى لحزبها.
في المقابل، يشير 56% فقط ممن صوتوا لصالح إيمانويل ماكرون في عام 2022 إلى أنهم سيظلون موالين للأغلبية الرئاسية في التاسع من يونيو/حزيران.
أما بالنسبة للحزب الاشتراكي، فإن الوضع مختلف؛ فمع حصول مرشحته آن هيدالجو على 1.74% فقط من الأصوات في انتخابات 2022، كان الحزب على وشك الانقراض.
وبالتالي فإن الناخبين الذين غادروا لمرشحين آخرين يتجهون إلى رافائيل جلوكسمان، ويمكن للحزب الاشتراكي أن يعتمد على 23% من الناخبين الذين صوتوا لصالح مرشح الحزب الشيوعي، فابيان روسيل، أو زعيم حزب فرنسا المتمرجة (يسار متطرف) جان لوك ميلاينشون.
ولم تتمكن أي من القوائم الأخرى في السباق من اللحاق بالمنافسين الثلاثة، إذ استقرت قائمة الجمهوريين (يمين) بقيادة فرانسوا زافييه بيلامي عند 7% من نوايا التصويت، تماماً مثل قائمة مرشحة حزب “فرنسا المتمردة” (يسار متطرف ) مانون أوبري (+1 نقطة)، وكلاهما حصل على 6%.
وإذا انخفضت نسبة المترددين بنقطة واحدة، فلا يزال هناك 17% لم يختاروا بعد مرشحهم قبل 48 ساعة من الموعد النهائي للانتخابات.
وأجري الاستطلاع عبر الاستبيان الذاتي إلكترونيا، يومي 4 و5 يونيو/حزيران الجاري، على عينة قوامها 963 شخصا مسجلا على القوائم الانتخابية، من عينة تمثيلية مكونة من 1027 شخصا تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق.