السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إسرائيل تسحب طائرات الاستطلاع من سماء قطاع غزة

بعد انتهاء جولة التصعيد العسكرية المحدودة على غزة، ليل 24 فبراير (شباط) الحالي، سحبت إسرائيل مباشرة طائراتها الحربية، بما فيها طائرات الاستطلاع، التي كانت ترصد جميع مناطق وأرجاء غزة على مدار الساعة، وجاءت هذه الخطوة بطلب من الفصائل الفلسطينية التي اشترطت ذلك مقابل عودة الهدوء في المنطقة.

فكرة سحب الطائرات الإسرائيلية الحربية بما فيها الاستطلاع من سماء القطاع، بدأت حين طلبت الفصائل الفلسطينية من الوفد الأمني المصري، الذي زار غزة في بداية فبراير الحالي، أن يشترط على إسرائيل سحب طائراتها من سماء القطاع لضمان الاستقرار الأمني.

الفصائل اشترطت… وإسرائيل وافقت

وبحسب المعلومات التي وصلت “اندبندنت عربية”، فإن إسرائيل وافقت بالفعل على سحب طائراتها من سماء غزة، لكنها لم تنفذ ذلك مباشرة، ويعتقد مراقبون سياسيون أنّ السبب في ذلك يعود إلى دخول المنطقة في جولة تصعيد عسكري محدود الأسبوع الماضي، ما يمنع أن يسحب الجيش طائراته، خصوصاً وأنّها أساس العملية العسكرية.

لكن بعد إعلان إسرائيل وحركة “الجهاد الإسلامي” وقف إطلاق النار المتبادل، لاحظ مراقبون أمنيون أن الأولى سحبت جميع أنواع طائراتها من سماء القطاع، بما فيها طائرات الاستطلاع.

ويقول أستاذ العلوم الأمنية في قطاع غزة، هشام المغاري “في قوانين الأمن، يحمل السحب المباشر لطائرات الاستطلاع من سماء المعركة احتمالين، إمّا أن العدو تكبد خسائر فادحة ولن يستطيع المراوغة الإضافية، أو أن هناك خطة مباغتة يحضرها الطرف الإسرائيلي لضرب غزة من جديد”.

لكن المغاري يشير إلى أنّ ما يجري في غزة مغاير بعض الشيء، ففكرة سحب طائرات الاستطلاع من سماء القطاع، جاءت قبل العملية العسكرية، وهي طلب فصائلي. أمّا عن موافقة إسرائيل على هذه الخطوة يوضح أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو يرغب في الذهاب إلى هدنة طويلة الأمد، ولا يريد تصعيداً عسكرياً يجلب له المزيد من الخسائر، لذلك استجاب لطلب الفصائل بسحب طائرات الاستطلاع.

مراقبة مستمرة لغزة

وفي الحقيقة، تراقب إسرائيل غزة بأكثر من وسيلة، من بينها طائرات الاستطلاع، التي تنتشر في مختلف أنحاء محافظات القطاع، وتقوم برصد كل تحركات المواطنين لا سيما العاملين في المجال العسكري التابع للفصائل المسلحة على ساحة غزة، وتستخدم إسرائيل في حربها ضد غزة، أكثر من نوع من طائرات الاستطلاع، جزء منها للمراقبة ومزود بكاميرات عالية الدقة، وقسم آخر مزود بتقنية ضرب صواريخ خفيفة، يسميها سكان القطاع “بالتحذيرية”، ونوع ثالث يقوم بعمليات عسكرية صغيرة محدودة.

ويوضح المغاري أنّ الفصائل (حماس والجهاد الإسلامي)، وضعت بنداً في التفاهمات المبرمة مع إسرائيل برعاية مصرية يجبرها على سحب طائرات الاستطلاع من سماء غزة، ووافق عليه نتنياهو ضمن سياسة تحقيق أهدافه التي يسعى لتحقيقها لكسب معركة الانتخابات المقبلة.

سحب سري

ويؤكّد المغاري أنّ إسرائيل لن تعلن لمواطنيها أنها سحبت طائرات الاستطلاع من سماء غزة، واكتفت بإعلانها عن ضبطها لأوضاع الحدود الأمنية، لافتاً إلى أنه في حال أعلن نتنياهو عن تلك الخطوة، سينقلب عليه المجتمع الإسرائيلي، الذي يعتبر هذه الخطوة لصالح “حماس”، حتى تتمكن من تدعيم قوتها العسكرية من دون مراقبة إسرائيل.

ويتخيل المجتمع الإسرائيلي أن طائرات الاستطلاع أهم خطوة في مراقبة تحركات عناصر “حماس” في غزة، وانتشار هذه الطائرات لا سيما التي تعمل على نظام المراقبة، يفيد في ضبط عمليات التهريب وأماكن الأنفاق، وكذلك مناطق إطلاق الصواريخ.

ويؤكّد ذلك المغاري قائلاً “تعتمد أجهزة الأمن الإسرائيلي على طائرات الاستطلاع كثيراً في الحصول على المعلومات أكثر من فكرة العملاء، فهي لا تثق إلا في أجهزتها، خصوصاً إذا كان يشرف عليها جنودها”.

هل استغنت إسرائيل عن مراقبة القطاع؟

وسحب طائرات الاستطلاع من سماء غزة، قد يدفع عناصر الفصائل المسلحة إلى تكثيف طبيعة عملها في ترتيب مكائد لعناصر الجيش الإسرائيلي، في حال ذهبت المنطقة لعملية عسكرية جديدة، ويلفت المغاري إلى أن الفصائل الفلسطينية عليها استغلال الوقت في مضاعفة عملها ضد إسرائيل في ظل سحب طائرات الاستطلاع.

و حول فكرة سحب طائرات الاستطلاع من ناحية أمنية وعسكرية، يؤكد المغاري أن موافقة إسرائيل على هذه الخطوة، يحمل سلسلة احتمالات، الأول أنها تمتلك أجهزة مراقبة دقيقة تستطيع فرض رقابتها على كل أرجاء غزة، لذلك استغنت عن الطائرات، والاحتمال الثاني أنها فعلاً تخطط لضربة عسكرية قوية ضد القطاع، لا سيما وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو هدد أكثر من مرة بشن عملية قوية ضد غزة لعودة الهدوء وكسر شوكة “حماس”، أما الاحتمال الثالث، فيتمثل في أن إسرائيل فعلياً انصاعت لشروط “حماس” ووافقت على سحب الطائرات الحربية بما فيها الاستطلاع من موضع ضعف، لكن المغاري يشير إلى أن ذلك غير وارد، لا سيما وأن تصنيف جيشها الرابع على مستوى العالم.

طائرة مسيرة من غزة

في سياق آخر، حاولت الفصائل المسلحة فرض معادلة وجود طائرات استطلاع في سماء غزة، ما يعني أن حركتي “حماس” أو “الجهاد” سترسلان طائرات مسيرة صوب إسرائيل.

وفي تطبيق هذه المعادلة، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، أن جيشه أسقط طائرة مسيرة أطلقت من غزة صوب إسرائيل من جهة البحر الأبيض المتوسط. لكن الغريب أن أي فصيل سياسي لم يتبنَّ مسؤولية إطلاق طائرة مسيرة نحو إسرائيل، لكن “الجهاد الإسلامي” قالت على لسان ناطقها مصعب البريم إنها تعمل على تطوير عناصرها، وتفرض معادلات جديدة في المعركة، وقد تدخل الطائرات المسيرة ضمن السلاح الجديد في مواجهة إسرائيل.