الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

استمرار حصار ماريوبول.. وعدد اللاجئين الأوكران تخطى 5 ملايين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نحو ألف مدني ما زالوا محاصرين في مصنع للصلب حيث تتحصن القوات الأوكرانية بآخر موقع لها في مدينة ماريوبول المحاصرة، بعد انتهاء مهلة الإنذار الروسي بالاستسلام أو الموت اليوم الأربعاء.

وأضاف زيلينسكي أن الأوضاع في ماريوبول، التي شهدت أسوأ قتال في الحرب المستمرة منذ ثمانية أسابيع، مستمرة في التدهور، رغم أن شهودا من رويترز قالوا إن بضع عشرات من المدنيين تمكنوا من مغادرة المدينة اليوم الأربعاء في قافلة صغيرة من الحافلات.

وقالت الأمم المتحدة إن العدد الإجمالي للاجئين الذين فروا من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير شباط تخطى الآن خمسة ملايين، أكثر من نصفهم أطفال.

وقالت أوكرانيا إنها صدت حتى الآن هجوما شنه آلاف الجنود الروس حاولوا من خلاله التقدم فيما تسميه كييف معركة دونباس، وهي حملة جديدة للاستيلاء على أقليمين في الشرق تطالب بهما موسكو لحساب الانفصاليين.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في أحدث تقرير لها أن قواتها نفذت ضربات على عشرات المنشآت العسكرية في شرق أوكرانيا وأسقطت طائرة هليكوبتر أوكرانية من طراز مي-8 بالقرب من قرية كوروفي يار.

وفي ماريوبول التي كانت ذات يوم مدينة ساحلية مزدهرة يقطنها 400 ألف شخص، ولكنها تحولت إلى أرض مقفرة مدمرة تتناثر الجثث في شوارعها، قالت كييف إن روسيا تضرب آخر معقل أوكراني رئيسي وهو مصنع آزوفستال للصلب، بقنابل خارقة للتحصينات.

إجلاء أعداد قليلة من المدنيين

قالت سلطات ماريوبول اليوم الأربعاء إنها كانت تأمل في إجلاء 6000 مدني من المدينة بموجب “اتفاق مبدئي” مع روسيا على فتح ممر آمن، وذلك لأول مرة منذ أسابيع.

لكن سفياتوسلاف كالامار نائب قائد كتيبة آزوف في ماريوبول قال في وقت لاحق للتلفزيون الأوكراني إن المدنيين خائفون جدا من شق طريقهم إلى نقاط الإجلاء المتفق عليها لأن مصنع آزوفستال يتعرض للقصف المستمر.

وأضاف كالامار أن عدة أقبية تحت المصنع لا يزال يتحصن بها من 80 إلى 100 مدني في كل منها.

وقال حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو إن عدد الحافلات التي تمكنت من العبور أقل مما كان مخططا لنقل المدنيين.

وأضاف “تجمع الناس بالطبع عند نقاط التجمع المتفق عليها، لكن عددا قليلا منهم صعدوا إلى الحافلات”، ولم يقدم أي أرقام.

وقال الانفصاليون المدعومون من موسكو قبيل الموعد النهائي في الساعة الثانية بعد الظهر (1100 بتوقيت جرينتش) اليوم الأربعاء إن خمسة أشخاص فقط استسلموا عقب إنذار موسكو. وقالت روسيا أمس إن أحدا لم يرد على طلب استسلام مماثل.

وقال الرئيس زيلينسكي إنه لا يزال على استعداد لمبادلة أسرى الحرب الروس مقابل ممر آمن للمدنيين المحاصرين والجنود الأوكرانيين.

في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، قال سيرهي فولينا قائد مشاة البحرية الأوكرانية إن قواته قد تكون قادرة على الصمود لبضع ساعات فقط. ولم يتضح مساء الأربعاء عدد القوات الأوكرانية التي بقيت في المدينة.

وأضاف “وحدات العدو أكبر بعشرات المرات من وحداتنا، ولهم الغلبة في الجو والمدفعية والقوات البرية والعتاد والدبابات”.

ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة الفيديو الذي نُشر على تطبيق تيليجرام.

تحاول روسيا السيطرة على ماريوبول بأكملها منذ الأيام الأولى من الحرب. وسيكون الاستيلاء عليها بمثابة جائزة استراتيجية كبيرة إذ أنها تربط الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق بمنطقة القرم التي ضمتها في عام 2014.

وفشل الغزو الروسي المستمر منذ ما يقرب من ثمانية أسابيع في السيطرة على أي مدينة كبيرة. واضطرت موسكو للانسحاب من شمال أوكرانيا بعدما تصدت القوات الأوكرانية لهجوم شنته على كييف الشهر الماضي، لكنها أعادت حشد القوات من أجل هجوم على الشرق بدأ هذا الأسبوع.

قد تكون معركة منطقة دونباس، التي تضم إقليمي لوجانسك ودونيتسك، حاسمة مع بحث روسيا عن نصر لتبرير الغزو الذي شنه الرئيس فلاديمير بوتين. ويتهم بوتين أوكرانيا بارتكاب انتهاكات بحق المتحدثين بالروسية في دونباس وهو ما تنفيه كييف وتصفه بأنه ادعاء كاذب.

محادثات سلام متعثرة

قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش إن روسيا تركز على التقدم نحو مدينة سلوفيانسك ذات الأهمية الاستراتيجية في دونباس، لكنها “لم تنجح حتى الآن”. واستهداف تلك المنطقة من عدة اتجاهات هو جزء من تحرك واضح لمحاصرة القوات الأوكرانية في الشرق.

وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على تويتر “القدرة العسكرية الروسية تضاءلت بشكل كبير” منذ بداية الحرب. “نحن نهزم المحتلين وسنواصل هزيمتهم!”

أصيبت محادثات السلام بالجمود. واتهم الكرملين كييف بتأجيل المحادثات وتغيير مواقفها بينما اتهمت كييف موسكو بعرقلة المحادثات من خلال رفضها وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه طلب بشكل منفصل من بوتين وزيلينسكي استقباله لمناقشة خطوات إحلال السلام.

كما دعا جوتيريش إلى وقف القتال لأربعة أيام لأسباب إنسانية خلال عطلة عيد القيامة الأسبوع القادم.

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس جو بايدن مع كبار القادة العسكريين الأمريكيين اليوم الأربعاء في اجتماع سنوي بالبيت الأبيض يكتسب أهمية خاصة مع دخول الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة وتخطط واشنطن لمزيد من المساعدات العسكرية.

في غضون ذلك، أجرت روسيا تجارب إطلاق لصاروخها الباليستي العابر للقارات من طراز سارمات، وهو إضافة جديدة إلى ترسانتها النووية قال بوتين إنه ليس له نظير وسيجعل أعداء موسكو يفكرون أكثر من مرة قبل تهديد بلاده.

والتقى شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي الذي يضم 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، بالرئيس الأوكراني في كييف لإظهار التضامن. وزار ميشيل أيضا بلدة بوروديانكا القريبة حيث تشتبه أوكرانيا بارتكاب القوات الروسية فظائع، وهو ما تنفيه موسكو.

وكتب ميشيل على تويتر “لن ينسى التاريخ جرائم الحرب التي ارتكبت هنا”.

وفي أحدث إشارة على عزلة روسيا الدولية المتزايدة، حظر منظمو بطولة ويمبلدون للتنس مشاركة اللاعبين من روسيا وروسيا البيضاء في مسابقة هذا العام.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين “جعل الرياضيين رهنا لتجاذبات السياسة هو أمر غير مقبول”.