الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الاستعداد للأسوأ.. خطط أوكرانيا لمواجهة "البرد والقصف"

تعاني أوكرانيا من أوضاع صعبة، جراء استمرار الغزو الروسي ومواصلة استهداف البنى التحتية خاصة فيما يتعلق بشبكات الطاقة والكهرباء.

في مكتبه بمجلس مدينة كييف، يخطط رئيس بلدية العاصمة، فيتالي كليتشكو، لأسوأ السيناريوهات وأصعبها، غير أنه يتمسك بأمل خروج بلاده من الحرب منتصرة، بفضل مقاومة الشعب الأوكراني وصموده.

ويتحدث عمدة كييف، لصحيفة “الغارديان” بكل ثقة عن فرص بلاده في الانتصار بهذه الحرب، مؤكدا أن تاريخ الحروب يكشف أن الطرف الذي يملك أقوى الدوافع للقتال، دائما يفوز في النهاية.

ويرى كليتشكو، الذي انتقل من حلبات “الفن النبيل” إلى عوالم السياسة، أن لإنهاء وضع الحرب “إجابة حقيقية واحدة: هزيمة روسيا في ساحة المعركة”.

ويقول: “أجهل متى ستنتهي هذه الحرب، لكنني أعلم أننا سنفوز بها، إنها قاعدة أن يموت الناس في الحروب، لكن يبقى الأهم ما الذي يدفعك للقتال؟”.

يجيب على سؤاله: “لا يوجد تفسير حقيقي لقتال الجنود الروس، إنهم يقاتلون من أجل المال فقط، أما نحن، نحن مستعدون للموت من أجل عائلتنا وأطفالنا، كلنا، نحن نناضل من أجل مستقبل أطفالنا، من أجل الديمقراطية.. لأننا لا نريد أن نعيش في بلد عبارة عن سجن بناه بوتين، لكل هذه الأسباب يفضل جنودنا الموت على الانحناء”.

الاستعداد للأسوأ

تتوسط مكتب العمدة، صحيفة محلية، تحمل عنوانا عريضا: “سنتغلب وننتصر”، يكشف المسؤول الأوكراني أن السلطات تصدرها وتوزعها في جميع أنحاء المدينة، حيث تقدم معلومات ونصائح وتوجيهات لتتبعها في مختلف الحالات والسيناريوهات المحتملة.

وتكشف الجريدة المطبوعة، مواقع الخدمات الأساسية في حالات الطوارئ القصوى، مثل مواقع المتاجر ومكاتب البريد والبنوك، وترتيبات النقل العام.

كما تحدد مواقع 45 محطة مترو، ستظل مفتوحة كملاجئ، وستوفر شحن الهاتف والإنترنت، بالإضافة إلى نصائح للبقاء على قيد الحياة في حالة انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.

يقول كليتشكو، بطل العالم السابق في الملاكمة، هذا السيناريو الأخير يبقى أسوأ احتمال، مضيفا: “نحتاج إلى إخبار الناس بما يتعين عليهم فعله إذا أصبح الموقف حرجا ولم يستطيعوا الوصول إلى الإنترنت أو وسائل الإعلام”.

“يريدون تجميدنا”

وبعيدا عن الضربات الجوية الضخمة التي تستهدف المدينة منذ 20 أكتوبر الماضي، تبدو الحياة في العاصمة طبيعية إلى حد كبير، فالمطاعم والشوارع مزدحمة، وحركة المرور تتم بشكل عادي، غير أن انخفاض درجات الحرارة إلى -8 درجة مئوية هذا الأسبوع، أعاد إلى كييف هواجس حدوث أزمة إنسانية.

معاناة الأوكرانيين في ظل استمرار القصف الروسي

يقول كليتشكو: “بفضل جيشنا، تمكننا من القضاء على جميع الصواريخ التي أطلقت على كييف، الثلاثاء”، قبل أن يستدرك قائلا، “لكن قبل أسبوعين فقط كنا على وشك انقطاع شامل للتيار الكهربائي التام، وهذا ما نخشاه، حيث إن توقف الطاقة يعني غياب الماء والكهرباء والتدفئة، وبالتالي، عواقب وخيمة”.

ويتابع المسؤول الأوكراني، “في الهجوم السابق، كانت المدينة بأكملها تقريبا بدون كهرباء، وخلال الـ 12 ساعة التالية، كنا نعمل ليلا ونهارا لإعادة تشغيلها “.

“لم نتوقع أبدا أنهم سيحاولون تدمير البنية التحتية المدنية لمدننا”، يضيف كليتشكو، واصفا هذه الخطوة بـ”إبادة جماعية وإرهاب.. إنهم يريدون تجميد السكان المدنيين. يريدون قتلنا، يريدون أوكرانيا بدون الأوكرانيين”.

وبالنسبة إلى كليتشكو، تبقى الجهود لحماية العاصمة “ضبابية”، قائلا: “بصراحة، إنها أيام طويلة، أحيانا أكون في حيرة من أمري في أي يوم من أيام الأسبوع نحن، أنام في مكان مختلف كل ليلة ولا أعرف ما التحديات التي سيتوجب عليها مواجهتها في اليوم الموالي، الأهم أنني، ما زلت على قيد الحياة وليس كل شخص يتمتع بامتياز التمتع بصحة جيدة”.

تهديدات قائمة

وبحسب الغارديان، فإن فشل جهود الكرملين في “تجميد سكان أوكرانيا ودفعهم للاستسلام”، لا يعود فقط للتحسن السريع للدفاعات الجوية في البلاد، ولكن أيضا بسبب الجهود الهائلة لإصلاح محطات الطاقة بمجرد إتلافها.

وحتى الآن، تشير الصحيفة البريطانية، إلى أن الربط بالكهرباء ما يزال غير مكتمل في أجزاء بكييف، مع استمرار تطبيق تدابير خاصة للحفاظ على الطاقة، كما تعتمد الشركات المسؤولة عن الطاقة على مولدات متنقلة لتوفير الكهرباء لسكان العاصمة.

وأطلقت موسكو وابلا آخر من الصواريخ على مواقع في أوكرانيا، بداية الأسبوع الجاري، وضربت منازل ومباني وقتلت مدنيين، بعد ادعاء الكرملين أن طائرات مسيرة أوكرانية ضربت قاعدتين جويتين.

آثار الدمار في بلدة فيشهورود بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف

وبينما اطمأن العديد من سكان كييف لعدم سقوط أي صواريخ على المدينة، لا ينفي العمدة كليتشكو، أن التهديدات الجوية ما تزال قائمة، حتى مع وصول أنظمة دفاع جوي جديدة من الحلفاء الغربيين.

ولدى سؤاله عما إذا كانت الدفاعات الجوية تخفف الضغط عن المدينة، قال: “الثلاثاء، تم إسقاط 70 صاروخا استهدف المدينة، لكن اليوم، أطرح بدوري نفس السؤال على شركائنا العسكريين”.

“لا توجد إجابة واضحة، لا يمكننا معرفة ما إذا كانت دفاعاتنا الجوية في حالة ممتازة في الوقت الحالي. أستطيع أن أقول إن الوضع أفضل مما كان عليه قبل أسبوعين وأفضل بكثير مما كان عليه قبل شهرين. لكننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد والمزيد من أسلحة الدفاع الجوي الحديثة لإنقاذ الأرواح”، يصرح عمدة كييف.

ويرى المسؤول الأوكراني، أن جهود حلفاء أوكرانيا في توفير وحدات توليد متنقلة للمساعدة في حماية البنية التحتية المدنية الحيوية، تبقى “غير كافية أمام العجز والتحديات التي تواجهها كييف”.

ويقول: “من الجيد الحصول مولدات كبيرة لكنها ليست الدواء الشافي لجميع التحديات التي نواجهها”، واسترسل قائلا: “تتطلب محطة واحدة فقط من محطات ضخ المياه في كييف 4 ميغاوات للعمل، وكميات هائلة من الوقود، لهذا السبب توجد هذه المولدات في المستشفيات والمدارس والمواقع الرئيسية التي تعتبر بالغة الأهمية حقا والتي يحتاجها الأشخاص حقا، لأنه ليس لدينا ما يكفي لسد العجز”.