الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المناظرة الرئاسيّة الأولى انتهت... هذه أبرز محطاتها

انتهت المناظرة الرئاسيّة الأولى  بين الرئيس الحاليّ دونالد ترامب ومنافسه نائب الرئيس السابق جو بايدن بإدارة مقدّم برنامج “فوكس نيوز صنداي” الإعلاميّ كريس والاس، التي امتدّت على مدى ساعة ونصف وغطّت معظم القضايا الداخليّة، حيث كان للمرشّحَين خلالها لحظاتهما الصعبة كما الإيجابيّة.

“الرجل الخطأ في التوقيت الخطأ”

توقّع البعض أن يهاجم ترامب منافسه بشكل شخصيّ في البداية، لكنّ العكس حصل حين شكّك بايدن بذكاء ترامب. فما كان من الرئيس إلّا أن عيّره بأنّه تخرّج في المرتبة الأخيرة في صفّه.

وانتظر أيضاً مؤيّدو الرئيس الحاليّ أن يشطّ بايدن عن التركيز وأن يفقد ذاكرته في بعض المواقف كما حصل في إطلالاته الأخيرة. لكنّه، وباستثناء بعض التلعثم، خيّب آمال هؤلاء بشدّة. وفي بعض الأحيان، كان بايدن يردّ بضحكة خفيفة وساخرة على انتقادات ترامب.

بمرور الوقت، أصبح ترامب يقاطع بايدن بشدّة، وقد نبّهه والاس إلى ذلك. وطلب بايدن من الرئيس أن يسكت وبطريقة ليس فيها الكثير من الاحترام: “هلّا تصمت يا رجل!”. كما وصفه أيضاً بـ”المهرّج” و”الكاذب”. وحين طالب والاس من ترامب ألّا يقاطع منافسه قال بايدن: “لا، لا يعرف كيف يفعل ذلك… لقد اخترْتَ الرجل الخطأ، الليلة الخطأ في التوقيت الخطأ”.

استعداد

على الرغم من المقاطعة، بدا ترامب في أحيان كثيرة أكثر نضجاً بالمقارنة مع مناظراته التي أجراها في 2016 ضدّ هيلاري كلينتون. في ذلك الوقت، كان يقع في فخّ التكرار أو يغالط منافسته بغلاظة من دون أن يقدّم رؤية خاصّة به. في مناظرة الثلاثاء، أظهر ترامب أفكاراً أكثر تناسقاً في الهجوم والدفاع.

في هذا الإطار، تناقلت وسائل إعلاميّة خبراً مفاده أنّ ترامب لا يجري تدريباً خاصّاً على المناظرة لأنّه يثق بقدراته. لكنّ ما لا يقلّ عن نصف المناظرة أثبت أنّ الرئيس استعدّ جيّداً لها. غير أنّه وبمرور الوقت، بدأت الكفّة تميل لصالح بايدن بسبب تفويت الأوّل بعض الفرص التي سنحت له كي ينقض تهماً موجّهة إليه أكان في ما يتعلّق بالعنصريّة أو بنزاهة الانتخابات.

في المقابل، كان بايدن يجيب على أسئلة والاس في معظم الأحيان بالنظر إلى الشاشة مباشرة وكأنّه يدلي ببيان. كان القصد من ذلك أن يخلق رابطاً عاطفيّاً بينه وبين الجمهور الأميركيّ. لكنّ نظرَ ترامب كان أكثر تركيزاً على والاس أو على بايدن من دون النظر إلى الشاشة.

إلقاء قنبلة ذرّيّة

حاول الطرفان إثارة التناقضات الموجودة عند بعضهما البعض. لفت بايدن النظر إلى أنّ ترامب لا يستمع إلى الخبراء الصحّيّين، ومن بينهم كبير خبراء الأوبئة أنتوني فاوتشي، لمواجهة “كورونا”. بينما لعب ترامب على التناقضات الديموقراطيّة بين “اليسار الراديكاليّ” والوسطيّين. وقال إنّ الحزب الديموقراطيّ يريد “طبابة إشتراكيّة” مشيراً ضمناً إلى ما يريده بعض الديموقراطيّين اليساريّين من “رعاية اجتماعيّة للجميع” مبنيّة على إلغاء شركات الرعاية الخاصّة. أزعج ذلك بايدن الذي قال إنّه أصبح مرشّح الحزب الديموقراطيّ وأنّه هو الذي يتكلّم باسمه: “أنا الحزب الديموقراطيّ الآن”.

وتحدّى ترامب منافسه أن يستخدم كلمتي “القانون والنظام” قائلاً إنّه لا يجرؤ على ذلك لأنّه سيخسر أصوات اليسار المتطرّف. بعد تردّد، استخدام بايدن هاتين الكلمتين مضيفاً إليهما “العدالة”.

وفي موقف نادر، اعترف ترامب بأنّ الإنسان يساهم إلى حدّ ما بالتغيّر المناخيّ، لكنّه قال إنّ الحرائق التي تشهدها كاليفورنيا بحاجة إلى “إدارة غابات”، وقال إنّه يريد مياهاً وهواء نظيفين جدّاً. لكنّ بايدن كان أكثر توسّعاً في الإجابة عندما قال إنّه سيعود إلى “اتّفاقيّة باريس للمناخ” لإلزام الدول الأخرى على تخفيض انبعاث غازات الدفيئة. وأعلن أنّه سيحضّ البرازيل كي تحافظ على الغابات المطيرة بواسطة دعم ماليّ تقدّمه بلاده لها. وتحدّث عن أنّه سبؤسّس بنية تحتيّة خضراء قادرة في الوقت نفسه على خلق الوظائف. وذكّر منافسه بأنّه قال ذات يوم إنّ إلقاء قنبلة ذرّيّة داخل الأعاصير سيبدّدها، فردّ عليه ترامب بأنّ ذلك كان مزاحاً.

ابنُك طُرد من الجيش بسبب المخدّرات

هاجم بايدن منافسه لأنّه وصف بحسب أحد التقارير عناصر الجيش الأميركيّ الذين يسقطون في المعارك بأنّهم “خاسرون” و “حمقى”، فقال إنّ ابنه بو بايدن (توفّي بالسرطان منذ خمس سنوات) خدم في العراق وحصل على النجمة البرونزيّة ولم يكن خاسراً. فقال ترامب إنّه لا يعرف بو بل هانتر الذي طُرد من الجيش بسبب تعاطيه المخدّرات، والذي “لم يكن يملك وظيفة حتى صرت نائباً للرئيس”. واتّهم هانتر بجمع ثروة في أوكرانيا والصين وروسيا، لكنّ بايدن نفى ذلك، معترفاً بأنّ ابنه وقع في مشكلة مخدّرات كما يحصل مع العديد من الأميركيّين وأنّه فخور بتمكّنه من تخطّيها.

وانتقد بايدن ترامب لأنّه لم يُدن “المتسيّدين البيض” في حادثة تشارلوتسفيل سنة 2017 في إدانة له لعدم وقوفه إلى جانب الأميركيّين من أصل أفريقيّ. لكنّ الأخير ذكّره بتوقيعه على قانون الجرائم لسنة 1994 الذي أنشأ مروحة واسعة من التهم الفيديراليّة الجديدة ووسّع استخدام عقوبة الإعدام. ويقول الجمهوريّون إنّ هذا القانون أدّى إلى تضرّر مجتمع السود منه بشكل خاصّ.

“هو ما هو لأنّك أنت من أنت”

وفي ما خصّ التعامل مع وباء “كورونا”، أشار بايدن إلى معرفة ترامب المسبقة بخطورة الوضع، مهاجماً إيّاه لإخفائه الأمر عن الأميركيّين لأنّه أراد ألّا يهلعوا بحسب كلمات الرئيس. لكنّ بايدن ذكر أنّ الرئيس هو من كان في حالة هلع. وأضاف أنّه لا يمكن إصلاح الاقتصاد قبل إصلاح أزمة “كورونا”.

وردّ ترامب بتذكير منافسه كيف وقف ضدّ وقف الرحلات من وإلى الصين الذي فرضته إدارته ووصف نائب الرئيس السابق الأمر حينها بـ”العنصريّ”. وتحدّث ترامب عن أحد حكّام الولايات الذي قال إنّه يريد فتح الاقتصاد في تشرين الثاني، أي بعد انتهاء الانتخابات، وذلك لغايات سياسيّة. وقال بايدن إنّه توجّب على ترامب جمع الديموقراطيّين والجمهوريّين لوضع خطّة واضحة لمواجهة الوباء بدلاً من لعب “الغولف” فردّ عليه ترامب بأنّ بايدن “يلعب الغولف أكثر منه على الأرجح”. وقال ترامب إنّه يؤيّد استخدام الكمّامات مظهراً من ثيابه كمّامة جلبها معه، لكنّه أوضح أنّه يرتديها عندما يكون الأمر مناسباً لا كما يفعل بايدن الذي يلبسها عندما يكون على بعد 200 قدم (حوالي 60 متراً) من أقرب إنسان إليه.

وقال ترامب إنّه شارك في تجمّعات انتخابيّة في الهواء الطلق نافياً قدرة بايدن على فعل ذلك لأنّه لو أقام تجمّعاً انتخابيّاً لما حضره أحد. من جهته، استشهد بايدن بعبارة لترامب عن الوباء “هو ما هو” فتوجّه إلى ترامب بالقول “هو ما هو، لأنّك أنت من أنت”. وقال إنّه توجّب على ترامب إرسال أشخاص أميركيّين إلى الصين كي يروا مدى خطورة الفيروس، مذكّراً بأنّ الرئيس توقّع اضمحلال الوباء مع مجيء الربيع وارتفاع درجات الحرارة.

وتخوّف من ضغط ترامب على الخبراء كي يستعجلوا تطوير اللقاح ممّا يعرّض فاعليّته للخطر، بينما شدّد الأخير على أنّ اللقاح سيتوفّر قريباً. وأكّد ترامب أنّه لو كان بايدن مكانه لكان وصل عدد الوفيات إلى مليونين بدلاً 200 ألف كما هي الحال عليه اليوم. وحذّر من أنّ الإغلاق الذي يدعو إليه بايدن يؤدّي إلى ارتفاع حالات الانتحار والطلاق والإدمان على الكحول والمخدّرات، مؤكّداً بالمقابل تمكّن الإدارة من الحصول على الأجهزة الطبّيّة والصحّيّة المناسبة للتعامل مع الوباء. وذكّره بايدن بأنّه اقترح حقن المرضى بالمطهّرات فردّ ترامب بأنّ ذلك كان من قبيل التهكّم.

الضرائب والمحكمة

وسأل والاس ترامب عن دفعه الضرائب على أرباحه والذي ذكر أحد التقارير إنّه كان عبارة عن 750 دولاراً فقط بين سنتي 2016 و 2017 فقال إنّه دفع 38 مليون دولار في سنة و 27 مليوناً في الأخرى. وردّ بايدن بأنّ القانون الذي يسمح لترامب بدفع ضريبة تقلّ عن الضريبة التي يدفعها أستاذ المدرسة سيلغيه ليستفيد منه من هم بحاجة للدعم. فسأله ترامب لماذا لم يفعل ذلك خلال السنوات العشرين والخمس والعشرين الماضية.

وعن ملء الشغور الذي خلّفه رحيل القاضية روث غينسبرغ، قال ترامب إنّ ذلك أتى بسبب فوز الجمهوريّين بالانتخابات في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض معاً. وقال إنّ مرشّحته آيمي باريت مدعومة حتى من قبل بعض الليبيراليّين. ومع أنّ بايدن قال إنّ باريت تبدو شخصاً جيّداً، أشار إلى أنّ ترشيحها يهدف إلى التخلّص من قانون الرعاية الميسّرة.

مالت الدفّة؟

في ختام المناظرة، بدا بايدن أكثر تفوّقاً من ترامب فقال إنّه سيرضخ لنتائج الانتخابات مهما تكن. بينما تجنّب الرئيس ذلك مكرّراً احتمالات التلاعب بالنتائج والتي سبق أن ذكرها سابقاً. وعندما طلب والاس منهما التأكيد على دعوة مناصريهما للهدوء وانتظار النتائج النهائيّة، قال ترامب إنّه سيطلب من مؤيّديه “الهدوء والمراقبة بحذر”. وعندما سأله والاس عن نيّته إدانة المتسيّدين البيض قال: “أكيد، أنا أريد فعل ذلك” قبل أن يضيف أنّ معظم ما يراه من عنف صادر عن اليسار لا عن اليمين. ودعا “الفتية الفخورين” إلى “التراجع والاستعداد” قائلاً إنّ على أحدهم أن يقوم بشيء ضدّ “أنتيفا” واليسار.

ومن المتوقّع أن تجري المناظرة الرئاسيّة الثانية في 15 تشرين الأوّل. لكن قبل ذلك، سيكون الأميركيّون بانتظار مناظرة المرشّحين إلى نيابة الرئاسة، مايك بنس وكمالا هاريس، في السابع من الشهر نفسه، وذلك بحسب (أ ف ب).