الأربعاء 14 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بوتين يوقع مرسوما يمهد الطريق لضم "خيرسون وزابوريجيا"

وقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين (الخميس 29-9-2022) مرسوما يمهد الطريق أمام ضم منطقتي خيرسون وزابوريجيا الأوكرانيتين المحتلتين رسميا إلى روسيا.

وجاء في المرسوم الذي أعلنه الكرملين أن بوتين اعترف بخيرسون وزابوريجيا منطقتين مستقلتين.

ومن المقرر أن يعلن بوتين غدا الجمعة أن المنطقتين جزء من روسيا.

كانت أنباء قد أفادت في وقت سابق بأن بوتين سيبدأ عملية ضم أربع مناطق أوكرانية لروسيا غدا الجمعة منها خيرسون وزابوريجيا، في خطوة حذرت الأمم المتحدة من أنها ستشكل “تصعيدا خطيرا” وتهدد آفاق السلام بينما توعدت كييف برد قاس.

والمنطقتان الأخرتان هما دونيتسك ولوجانسك.

وتمثل المساحة التي تعتزم موسكو ضمها إليها حوالي 15 بالمئة من أراضي أوكرانيا. ويأتي ذلك في أعقاب ما تصفه كييف والدول الغربية بأنها استفتاءات زائفة تم إجراؤها تحت تهديد السلاح في المناطق التي تحتلها روسيا. وباتخاذ هذه الخطوة يضاعف بوتين رهانه على الحرب على الرغم من الانتكاسة التي مني بها في ساحة المعركة هذا الشهر وتنامي مشاعر الاستياء في الداخل إزاء عملية التعبئة العسكرية الجزئية.

وقال بوتين إنه يجب تصحيح “جميع الأخطاء” التي ارتكبت في عملية استدعاء جنود الاحتياط لدعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهو أول اعتراف علني له بأن “التعبئة الجزئية” التي أعلن عنها الأسبوع الماضي لم تجر كما خطط لها.

وتحدث بوتين في وقت متأخر من اليوم الخميس عشية مراسم مخطط لها في الكرملين وحفل موسيقي في الساحة الحمراء بموسكو بمناسبة الضم، وهي فعاليات أثارت بالفعل جولة جديدة من الإدانات الدولية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للصحفيين إن “أي قرار بالمضي قدما في ضم مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا في أوكرانيا لن يكون له أي قيمة قانونية ويستوجب التنديد”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الاستفتاءات الروسية ما هي إلا عملية زائفة “ومحاولة فاشلة للتغطية على محاولة الاستيلاء على الأراضي في أوكرانيا”. وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للضغط على بوتين في اتصال هاتفي لاتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوترات في أوكرانيا.

وتقول روسيا إن الاستفتاءات كانت حقيقية وأظهرت الدعم الشعبي للانضمام إليها.

وتوعد الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي، الذي سيعقد اجتماعا طارئا مع وزيري الأمن والدفاع غدا الجمعة، برد قاس على هذه الخطوة التي قال إنها تقضي على فرص إحياء محادثات السلام.

وأضاف أن الاستفتاءات “لا قيمة لها ولا تغير الواقع. وسيتم استعادة كامل الأراضي الأوكرانية”.

وقال الجنرال فاليري زالوجني، رئيس أركان الجيش الأوكراني، إنه بحث مع أكبر قائد للجيش الأمريكي في أوروبا الحرب مع روسيا وتلقى تأكيدات بتقديم واشنطن للمزيد من الدعم.

مراسم رسمية وحفل موسيقي

ستقام مراسم الضم في واحدة من أكبر قاعات الكرملين بحضور شخصيات تعتبرها موسكو قيادات رئيسية للمناطق الأوكرانية الأربع.

وقال المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف إن الرئيس الروسي سيلقي خطابا مهما. ولم يذكر ما إذا كان بوتين سيحضر الحفل الموسيقي الذي سيقام في الساحة الحمراء على غرار ما حدث في عام 2014 بمناسبة إعلان روسيا ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وتم بالفعل إنشاء منصة في الساحة الرئيسية بموسكو فيما وضعت حولها شاشات ولوحات إعلانية عملاقة كتب عليها “دونيتسك… لوجانسك… زابوريجيا… خيرسون – روسيا!”

وقال مستشار سياسي للرئيس الأوكراني اليوم الخميس إن الحفل “لا معنى له من الناحية القانونية”.

ومن المقرر أن تفرض واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على روسيا بسبب خطة الضم، وحتى بعض حلفاء روسيا التقليديين المقربين، مثل صربيا وقازاخستان، قالوا إنهم لن يعترفوا بالخطوة.

وحذر بوتين من أنه قد يستخدم الأسلحة النووية للدفاع عن الأراضي الروسية إذا لزم الأمر، وقال اليوم الخميس إن الغرب على استعداد لإثارة “ثورات ملونة” و “حمام دم” في أي بلد، دون أن يذكر أي دولة بالاسم.

ومع فرار عشرات الآلاف من الرجال الروس إلى الخارج هربا من الاستدعاء للتجنيد، أغلقت فنلندا أحد الطرق القليلة المتبقية المؤدية إلى أوروبا، قائلة إنها لن تسمح بعد الآن للروس بالدخول عن طريق البر بتأشيرات سياحية من دول الاتحاد الأوروبي.

ووفقا لاستطلاع رأي نشره مركز ليفادا المستقل اليوم الخميس، شعر أكثر من نصف الروس بالخوف أو القلق بعد سماع نبأ التعبئة.

وقال رئيس مجلس الشيوخ بالبرلمان الروسي إن المجلس قد يدرس دمج المناطق الأربع في الرابع من أكتوبر تشرين الأول، أي قبل ثلاثة أيام من عيد ميلاد بوتين السبعين.

ويأتي ما تصفه روسيا باعتباره احتفالا بتوسع أراضيها في أعقاب معاناتها من أسوأ نكساتها في الحرب عندما تقهقرت قواتها في الأسابيع الأخيرة في شمال شرق أوكرانيا.

ويقول بعض الخبراء العسكريين إن كييف تستعد لإنزال هزيمة كبيرة أخرى بالقوات الروسية، حيث تعمل تدريجيا على تطويق بلدة ليمان، المعقل الرئيسي المتبقي لروسيا في الجزء الشمالي من إقليم دونيتسك. وقد يفتح سقوطها الطريق أمام القوات الأوكرانية لشن هجمات على مساحات شاسعة من الأراضي التي تهدف روسيا الآن إلى ضمها.

وقال كارل بيلت رئيس الوزراء السويدي السابق على تويتر “يبدو الوضع محفوفا بالمخاطر بشكل متزايد بالنسبة للقوات الروسية في ليمان حيث أن القوات الأوكرانية على وشك عزلها”.

وأضاف “هناك هزيمة مؤلمة أخرى تلوح في الأفق لقوات الغزو الروسية”.

وامتنعت كييف حتى الآن عن الكشف عن تفاصيل الوضع في ليمان. وقالت وزارة الدفاع الروسية في اليوم السابق إن الهجوم الأوكراني على ليمان باء بالفشل بعد مقتل 70 جنديا أوكرانيا.

مظلة نووية

قال مسؤولون في الحكومة الروسية إن المناطق الأربع ستدخل تحت المظلة النووية لموسكو بمجرد ضمها رسميا إلى روسيا.

وكشفت الولايات المتحدة عن تقديمها حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.1 مليار دولار، ليصل بذلك إجمالي المساعدات الأمنية الأمريكية لكييف إلى 16.2 مليار دولار.

ولا يزال الغموض يكتنف هجوما استهدف خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 تحت بحر البلطيق والذي جرى بناؤهما لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وذلك على الرغم من أنهما مغلقان بالفعل.

وأدت ثلاثة انفجارات على الأقل إلى تسرب مئات الآلاف من الأطنان من غاز الميثان هذا الأسبوع وتسببت في تضرر الأنابيب بشدة، وربما بشكل دائم. وقال خفر السواحل السويدي إنه اكتشف تسريبا رابعا.

ووصفت الدول الغربية هذه الحوادث بأنها تخريبية لكنها لم تصل إلى حد توجيه اللوم علانية لطرف بعينه. وقالت روسيا، التي نفت تورطها، إن الحوادث ناتجة فيما يبدو عن “أعمال إرهابية” ترعاها دولة وإن الولايات المتحدة هي المستفيدة.

    المصدر :
  • رويترز