الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تقرير أمريكي: لبنان على حافة الانهيار وبحاجة لرئيس خالٍ من الفساد

تساءلت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية حول ما إذا كانت واشنطن قادرة على منع لبنان من الانهيار التام، داعية إدارة الرئيس، جو بايدن، إلى جعل بيروت أولوية، وذلك في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

وأشارت المجلة إلى استراتيجية تبناها مشرعان أمريكيان، هما السيناتور الديموقراطي بوب مينينديز، والجمهوري جيم ريش، في ديسمبر الماضي، من خلال البعث برسالة شديدة اللهجة إلى قادة لبنان، مفادها: “إما إحراز تقدم أو مواجهة العقوبات”.

واعتبرت أن مثل هذه التصريحات تعد مثالاً واضحاً على أن واشنطن لا تزال تلعب “دورًا قياديًا حيويًا”، ليس فقط في مساعدة لبنان على التعافي من أزمته التاريخية، ولكن أيضًا في إعادة بناء أساساته ليصبح دولة ذات قيادة سياسية ومالية شفافة وذات توجه إصلاحي.

وذكرت “ناشيونال إنترست” أن هناك إجماعا من قبل صناع السياسة حول الحاجة إلى “إطار دولي جديد” لتثبيت إدارة أكثر فاعلية بلبنان، مشيرة إلى أنه يجب على واشنطن أن تقود مثل هذ الجهود لأن بيروت أصبحت على حافة الانهيار.

وقالت المجلة، في تحليل إخباري لها، إن الأولوية بالنسبة لقادة لبنان المنتخبين والأحزاب السياسية هي “انتخاب رئيس إصلاحي خالٍ من الفساد وملتزم بتلبية احتياجات الشعب، يتبعه تشكيل حكومة فعالة في الوقت المناسب”.

وأشارت إلى أن لبنان يعيش دون رئيس منذ أكتوبر الماضي، داعية إدارة بايدن إلى استخدام جميع الأدوات الموجودة تحت تصرفها، بما في ذلك الضغط على قادة لبنان لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة يمكن أن تبشر بالإصلاحات التي تحتاجها البلاد بشدة.

ورأت “ناشيونال إنترست” أن معاناة الشعب اللبناني المأساوية جاءت نتيجة لفساد النخبة المالية والسياسية في البلاد، الأمر الذي جعل عملة البلاد بلا قيمة وأثار أزمة في القطاع المصرفي، قائلة إن المعاناة تفاقمت بعد إهمال القادة تنفيذ الإصلاحات التي أوصى بها صندوق النقد الدولي، مما عطل بدوره جهود إعادة تأهيل اقتصاد البلاد.

وأضافت: “أكدت واشنطن أن حزمة صندوق النقد الدولي ضرورية لكل من الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي للبنان والدعم المستقبلي من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ونتيجة لهذه الأزمة، يعيش 80٪ من سكان لبنان البالغ عددهم 6.5 مليون مقيم ولاجئ تحت مستوى الفقر”.

وتابعت: “يتم إهمال كافة قطاعات الدولة ومؤسساتها. ومع انجراف لبنان إلى وضع الدولة الفاشلة، هناك فرصة قوية لأن تنجر الولايات المتحدة أكثر إلى مهمة مطولة وصعبة بشكل متزايد لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة ومواجهة التهديدات المتزايدة من روسيا وإيران”.

وعلى سبيل المثال، رأت المجلة أن تبدأ الولايات المتحدة بإصلاح شبكة الكهرباء المدمرة التي تؤثر بشكل ملموس على ملايين اللبنانيين، وهو مجال يمكن أن تظهر فيه واشنطن قيادتها. وأشارت إلى ما يعرف بـ”صفقة الطاقة في بلاد الشام”، التي ستشهد استيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان، وقالت إنها حل رئيسي تروج له واشنطن.

وتابعت: “كما يدعو الحزبان إلى زيادة دعم واشنطن للقوات المسلحة اللبنانية.. إن الدعم المستمر للجيش اللبناني ضروري إذا أرادت البلاد السيطرة على أمنها وحماية وحدة أراضيها ضد أعدائها وأعداء الولايات المتحدة”.

واختتمت “ناشيونال إنترست” تحليلها بالقول: “إذا تمكنت الولايات المتحدة من إعطاء الأولوية للبنان الآن، فيمكنها بذلك تجنيب البلاد المزيد من التدهور الذي لن يؤدي إلا إلى دفع ثمن باهظ في وقت لاحق”.