الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حدة المعارك تشتد جنوب شرق أوكرانيا.. وبريطانيا تستبعد تقدماً روسياً جديداً

قالت بريطانيا (الثلاثاء 31-1-2023) إن قوة روسية كبيرة تقدمت مئات الأمتار في هجوم كبير جديد على معقل تسيطر عليه أوكرانيا في جنوب شرقها الأسبوع الجاري، رغم أنه من المستبعد تحقيق نجاح كبير هناك.

وزعم مسؤولون روس أن التقدم ضمن لموسكو موطئ قدم في بلدة فوليدار الأوكرانية. واعترفت كييف باندلاع قتال عنيف هناك لكنها تقول إنها تصد الهجوم حتى الآن بينما ألحقت خسائر فادحة بالمهاجمين.

وفي تحديث استخباراتي قدم تفاصيل نادرة عن ساحة المعركة، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تهاجم البلدة بقوات لا تقل عن حجم لواء، وهي وحدة تتألف عادة من عدة آلاف من الجنود بقدرات كاملة.

ومن المحتمل أن يكون الروس تقدموا عدة مئات من الأمتار من الجنوب إلى ما بعد نهر كاشلاهاك، الذي قالت الوزارة إنه ظل بمثابة خط المواجهة لأشهر. ويجري النهر الصغير على طرف بلدة بافليفكا على بعد حوالي كيلومترين جنوبي فوليدار.

وجاء في التحديث أن “هناك احتمالا واقعيا أن تواصل روسيا تحقيق مكاسب محلية في القطاع. ومع ذلك، فمن المستبعد أن يكون لدى روسيا عدد كاف من القوات غير الملتزمة (بمهام) في المنطقة لتحقيق نجاح كبير من الناحية العملياتية”.

وأضاف أن قادة القوات الروسية حاولوا على الأرجح إنشاء محور تقدم جديد وإزاحة القوات الأوكرانية عن باخموت إلى الشمال، وهو المحور الرئيسي للجهود الهجومية الروسية منذ شهور.

ولم يتسن لرويترز التأكد من الوضع في المنطقة بشكل مستقل.

وتقع فوليدار في أقصى الطرف الجنوبي للجبهة الشرقية في أوكرانيا، وتطل على خطوط السكك الحديدية التي توصل الإمدادات إلى القوات الروسية على الجبهة الجنوبية المجاورة. وصدت أوكرانيا عدة هجمات روسية على البلدة منذ بدء الحرب قبل 11 شهرا.

ويأتي الهجوم الروسي هناك بعدما تقدمت موسكو بشكل كبير حول باخموت خلال الأسبوعين الماضيين، وهي أكبر مكاسب تحققها منذ استعادة أوكرانيا أجزاء كبيرة من الأراضي في النصف الثاني من عام 2022. وقد تحول الزخم إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة بعد استقرار الخطوط الأمامية منذ نوفمبر تشرين الثاني.

ويقول خبراء عسكريون إن موسكو عازمة على تحقيق مكاسب في أوكرانيا في الأشهر المقبلة قبل أن تتلقى كييف مئات الدبابات والمركبات المدرعة التي تعهد بها الغرب في الفترة الأخيرة لشن هجوم مضاد من أجل استعادة الأراضي المحتلة هذا العام.

وتبدو باخموت، المدينة التي كان يقطنها مئة ألف شخص في يوم من الأيام، معرضة للخطر بشكل متزايد بعد أن استولت روسيا قبل نحو أسبوع على بلدة سوليدار التي تقع إلى الشمال من باخموت وتشتغل في استخراج الملح. وتقول موسكو إنها حققت مكاسب كبيرة أخرى في الضواحي الشمالية والجنوبية لباخموت. وتقول كييف إن المدينة نفسها لم تتعرض لخطر السقوط بعد لكن القتال هناك شديد.

 انتقام

وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هجوم روسيا في الشرق بأنه محاولة “للانتقام” بعد أن تكبدت خسائر في وقت سابق.

وقال الاثنين “أعتقد أنه لن يكون بوسعهم أن يقدموا لمجتمعهم أي نتيجة إيجابية مقنعة من الهجوم. أنا واثق من جيشنا. سنوقفهم جميعا، شيئا فشيئا، سندمرهم ونجهز هجومنا المضاد الكبير”.

تقول كييف إن الهجمات الروسية في الأسابيع الماضية كان لها ثمن فادح، واعتمدت بشكل مبدئي في أغلبها على المرتزقة، بما يشمل آلاف المدانين المجندين من السجون الروسية الذين أُرسلوا إلى القتال في موجات بشرية بلا تدريب كاف أو معدات مناسبة.

ولكن استدعاء روسيا مئات الآلاف من قوات الاحتياط في أواخر العام الماضي يعني أنها قادرة الآن على إعادة تشكيل وحدات جيشها النظامي التي أُنهكت أو تكبدت خسائر كبيرة في وقت سابق من الحرب.

وورد في بيان وزارة الدفاع البريطانية أن الهجوم على فوليدار قادته وحدة من مشاة البحرية الروسية التي حاولت مهاجمة البلدة وفشلت في نوفمبر تشرين الثاني.

*بايدن يقول لا مقاتلات إف-16

منذ ظفرت كييف بتعهد من الغرب بإرسال دبابات بعد مناشدات على مدر أشهر، واصلت طلب مزيد من الأسلحة، بما يشمل مناشدات لإرسال طائرات مقاتلة مثل طائرات إف-16 الأمريكية. ولم يستطع أي من الطرفين تأمين السيطرة على سماء أوكرانيا.

ورفض الغرب حتى الآن إرسال أسلحة يمكن استخدامها للمهاجمة في عمق روسيا، وهو بمثاة خط لا يزال من الظاهر أن الدول لا تريد تخطيه. ورد الرئيس الأمريكي جو بايدن وقال “لا” عندما سأله الصحفيون في البيت الأبيض أمس الاثنين إذا ما كانت واشنطن سترسل طائرات إف-16.

ولكن آمال أوكرانيا لم تتبدد بعد. إذ من المقرر أن يصل وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، الثلاثاء إلى باريس للاجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال للصحفيين في لاهاي أمس الاثنين إن “لا شيء مستبعد” حينما يتعلق الأمر بالمساعدة العسكرية.

وقال ماكرون إن أي تحرك لإرسال الطائرات سيعتمد على عوامل من بينها الحاجة إلى تفادي التصعيد وتطمينات من أن الطائرات لن “تلمس الأرض الروسية”.

ولم يستبعد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إمدادا محتملا للجارة أوكرانيا بطائرات إف-16، ردا على سؤال من صحفي قبل حديث بايدن.

وقال مورافيتسكي في تصريحات نُشرت على موقعه الإلكتروني إن أي نقل سيحدث “بتنسيق كامل” مع الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي. ونادت بولندا منذ وقت طويل بتوفير دعم عسكري هجومي أكثر من دول الغرب إلى أوكرانيا.

    المصدر :
  • رويترز