الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

شنغهاي تشدد التدابير الأمنية بعد احتجاجات مناهضة للإغلاق

وضعت سلطات شنغهاي حواجز (الاثنين 28-11-2022) حول منطقة وسط المدينة حيث احتج المئات مطلع الأسبوع على تدابير مشددة لمكافحة كوفيد-19، في واحدة من عدة مظاهرات اندلعت على مستوى البلاد.

وفي شوارع شنغهاي وبكين وداخل العشرات من الجامعات أظهر المحتجون عصيانا مدنيا غير مسبوق منذ تولى الرئيس شي جين بينغ السلطة قبل عقد من الزمن والذي أشرف على قمع المعارضة وتأسيس نظام مراقبة اجتماعية واسع النطاق عالي التقنية.

وقال محتج يدعى شي (28 عاما) في وقفة احتجاجية على ضوء الشموع بالعاصمة بكين في وقت متأخر أمس الأحد “نأمل في إنهاء الإغلاق … نريد أن نعيش حياة طبيعية. علينا جميعا أن نعبر بشجاعة عن مشاعرنا”.

ولم تظهر أي مؤشرات على احتجاجات جديدة، الاثنين في بكين أو شنغهاي. ولم يرد مكتب الأمن العام حتى الآن على طلب للتعليق.

ويمثل رد الفعل العنيف على قيود مكافحة كورونا انتكاسة لجهود الصين للقضاء على الفيروس، الذي يسجل أعدادا قياسية من الإصابات ويثير القلق بشأن الخسائر الاقتصادية لعمليات الإغلاق في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وألقت الاحتجاجات بظلالها على الأسواق العالمية اليوم الاثنين، إذ أدت إلى انخفاض أسعار النفط وصعود الدولار وهبوط حاد للأسهم الصينية واليوان.

وبعد مرور ثلاث سنوات على ظهور الفيروس في مدينة ووهان بوسط البلاد، لا تزال الصين الدولة الكبرى الوحيدة التي لا تتعامل مع كوفيد على أنه مرض متوطن، وتفرض قيودا شاقة على الحياة اليومية لمئات الملايين على مستوى البلاد.

وحافظت سياسة صفر كوفيد الصينية على انخفاض عدد الوفيات مقارنة بالعديد من الدول الأخرى، ويقول المسؤولون إنه يجب الإبقاء عليها لإنقاذ الأرواح، خاصة بين كبار السن مع انخفاض معدلات التطعيم بينهم.

ولم تمنح الصين موافقة لأي لقاحات غربية لكوفيد، وخلصت دراسة أجريت في هونج كونج أواخر العام الماضي إلى أن لقاح كورونافاك الصيني الذي أنتجته شركة سينوفاك لم ينتج مستويات كافية من الأجسام المضادة لمحاربة المتحور أوميكرون.

يقول الخبراء إنه يجب على الصين تكثيف عمليات التطعيم قبل أن يصبح بإمكانها التفكير في إعادة الفتح، ويقول الكثير من المحللين إنه ليس من المرجح أن يتم هذا قبل مارس آذار أو أبريل نيسان.

توقعات بتفرق الاحتجاجات

اشتبك محتجون في وقت متأخر أمس الأحد مع الشرطة في المركز التجاري شنغهاي، التي أبقت سكانها البالغ عددهم 25 مليونا في منازلهم في أبريل نيسان ومايو أيار، واقتادت قوات الأمن ملء حافلة من الناس.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن الشرطة تعدت على أحد صحفييها واحتجزته أثناء تغطيته احتجاجا في مدينة شنغهاي قبل أن تفرج عنه بعد عدة ساعات. كما تم احتجاز صحفي من رويترز لنحو 90 دقيقة مساء الأحد قبل الإفراج عنه.

ولم ترد حكومة شنغهاي حتى الآن على طلب للتعليق.

وتم إغلاق شوارع شنغهاي التي تجمع المحتجون بها قبل ذلك بحواجز معدنية زرقاء اللون اليوم الاثنين، فيما بدا أنه محاولة لمنع تجمع الحشود. ويقوم رجال شرطة يرتدون سترات بالألوان المضيئة بدوريات وتجوب سيارات الشرطة ودراجاتها النارية بالقرب منهم.

وقال موظف في أحد المتاجر لرويترز إنه طُلب من المتاجر والمقاهي في المنطقة إغلاق أبوابها.

وسعت الصين هذا الشهر إلى أن تكون قيود مكافحة كوفيد أكثر تحديدا وأقل إرهاقا، مما عزز الآمال في أنها ستبدأ قريبا في التحرك نحو إعادة الفتح بالكامل، لكن زيادة الإصابات دفعتها لإعادة تشديد القيود.

مع استمرار سياسة صفر كوفيد في الصين كمصدر رئيسي للضبابية بالنسبة للمستثمرين، هناك مراقبة للتطورات أيضا الآن لرصد أي علامات على الاضطراب السياسي، وهو أمر لم يفكر فيه العديد من المستثمرين في الصين السلطوية التي حصل رئيسها شي قريبا على ولاية ثالثة.

وقال مارتن بيتش، نائب رئيس وكالة موديز لخدمات المستثمرين، إن وكالة التصنيف الائتماني توقعت أن “تتفرق الاحتجاجات سريعا نسبيا ودون أن تؤدي إلى عنف سياسي خطير”.

وأضاف “مع ذلك، من المحتمل أن يكون لها تأثير سلبي على التصنيف إذا استمرت وأسفرت عن رد أكثر قوة من جانب السلطات”.

ولم تشر وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى الاحتجاجات، بل حثت المواطنين في الافتتاحيات على الالتزام بقواعد مكافحة كورونا.

حريق أورومتشي

انطلقت شرارة الاحتجاجات بعد حريق في مبنى سكني شاهق في مدينة أورومتشي غرب الصين أسفر عن مقتل عشرة. وتكهن كثيرون بأن قيود مكافحة كورونا في المدينة، التي ظلت أجزاء منها قيد الإغلاق لمئة يوم، أعاقت عمليات الإنقاذ والفرار، وهو ما نفاه مسؤولو المدينة.

وخرجت الحشود في أورومتشي إلى الشوارع يوم الجمعة. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، خرب محتجون في مدن من بينها ووهان ولانتشو مرافق فحوص كورونا، بينما احتشد الطلاب في حرم جامعاتهم بأنحاء الصين.

وفي بكين، تجمعت حشود كبيرة مسالمة بعد منتصف ليل الأحد على طريق دائري بالمدينة.

وحمل البعض أوراقا بيضاء أصبحت رمزا للاحتجاجات. وأطلق بعض قائدي المركبات أبواق سياراتهم مع رفع إبهامهم.

وأمس الأحد في شنغهاي، ردد بعض المحتجين لفترة وجيزة شعارات مناهضة للرئيس شي، والتي لم يسمع بها من قبل في بلد يتمتع فيه شي بنفوذ لم يسبق له مثيل منذ عهد ماو تسي تونغ.

ورددت مجموعة كبيرة هتافات “يسقط الحزب الشيوعي الصيني، يسقط شي جين بينغ”، وفقا لشهود ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن معظم خيبة الأمل كانت تتعلق بسياسة صفر كوفيد.

وهتف حشد في بكين “لا نريد كمامات، نريد الحرية. لا نريد فحوص كورونا، نريد الحرية”.

    المصدر :
  • رويترز