الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عمران خان من الكريكيت إلى رئاسة حكومة باكستان

أدى رئيس باكستان الجديد، عمران خان، اليمين لتولي مهامه رسمياً في مراسم، السبت، بعد فوز حزبه في الانتخابات العامة التي جرت في 25 تموز/يوليو.

وانتُخب خان (65 عاماً) قبل يوم خلال تصويت على الثقة في المجلس الوطني (البرلمان)، ومن المتوقع أن يترأس حكومة ائتلاف.

وولد عمران أحمد خان نيازي في 5 أكتوبر عام 1952 لأسرة بشتونية في مدينة لاهور عاصمة إقليم #البنجاب حيث ترعرع فيها وبدأ فيها تعليمه قبل أن ينتقل إلى لندن ويتخرج في جامعة أوكسفورد عام 1975.

كما تعلق خان بلعبة #الكريكت الأكثر شعبية في باكستان منذ صغره، وبدأ نجمه بالسطوع في هذه اللعبة في بريطانيا ثم باكستان التي قاد فريقها للفوز ببطولة العالم للكريكيت عام 1992، بل إن تعلقه بهذه اللعبة المفضلة في باكستان امتد للسياسة حيث اختار لحزبه شعارا انتخابيا هو مضرب الكريكت.

وخلال تسعينيات القرن الماضي شهدت أنشطة خان التطوعية والإنسانية والخيرية اتساعا ملحوظا في منطقة جنوب آسيا وخاصة باكستان، وساهم في إنشاء ودعم العديد من المشاريع الخيرية، ويذكر الباكستانيون له إنشاء ما يعتبر أول مستشفى خيري متخصص لعلاج السرطان في باكستان عبر التبرعات وهو مستشفى “شوكت خانم”، وحمل المستشفى اسم والدته التي قضت بالمرض.

طريق السياسة لم يكن محفوفاً بالورود لعمران خان الذي بدأ مشواره السياسي عام 1992 وأسس حزبه #حركة_الإنصاف الباكستانية حين نادى بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، ولم يحالف خان الحظ في أول انتخابات خاضها حيث خسر في كافة الدوائر الثلاث التي ترشح عنها.

وعلى عكس الكثير من الساسة دعم خان الرئيس الأسبق الجنرال #برويز_مشرف والذي تولى السلطة عبر انقلاب عسكري على حكومة #نواز_شريف عام 1999، وبرر خان دعمه لمشرف لاعتقاده بأنه سوف يحارب الفساد وما وصفها بالمافيا السياسية، وفاز لأول مرة في انتخابات عام 2002. وأعلن عمران أن مشرف عرض عليه تولي رئاسة وزراء حكومته عام 2002 لكنه رفض العرض.

وفي أكتوبر عام 2007 انضم خان إلى حراك الأحزاب الباكستانية ضد محاولة الرئيس الأسبق برويز مشرف خوض الانتخابات دون التخلي عن منصبه العسكري، وفي 3 نوفمبر من نفس العام وُضع عمران تحت الإقامة الجبرية عند فرض الجنرال مشرف حالة الطوارئ، قبل أن يتمكن من الاختباء في مكان مجهول.

وفي أكتوبر عام 2011 كان خان من أبرز معارضي سياسات حكومة حزب الشعب الباكستاني، حيث ألقى خطابا أمام نحو 100 ألف متظاهر في مدينة لاهور، وفي شهر ديسمبر من نفس العام استطاع عمران حشد الآلاف في مدينة كراتشي، ومن هنا يعتبر البعض أن خان بات يشكل تهديدا سياسيا لخصومه.

وفي انتخابات عام 2013 حل حزب عمران خان في الترتيب الثالث في البرلمان الاتحادي، ونجح حزبه في تشكيل حكومة ائتلافية في إقليم خيبر بختون خواه مع عدة أحزاب من أبرزها الجماعة الإسلامية.

وخلال فترة حكومة حزب الرابطة الإسلامية، اتهم خان، حزب الرابطة بتزوير الانتخابات في عدد من الدوائر الانتخابية، وقاد حملة احتجاجات واعتصامات ضد سياسات حكومة نواز شريف كان أبرزها اعتصام عام 2014 بمشاركة حركة منهاج القرآن بزعامة طاهر القادري والتي كادت أن تطيح بالحكومة، لكن اقتحام أنصار عمران والقادري مباني ومقار حكومية كالبرلمان ومبنى التلفاز الرسمي ومحاولة اقتحام مبنى رئاسة الوزراء أدى لدخول الجيش على خط الوساطة وإنهاء الاعتصام.

معارضة خان لحكومة نواز شريف لم تتوقف وكان الكشف عما يعرف بقضية أوراق بنما عام 2016 حول ملاذات آمنة ودون ضرائب لأموال وممتلكات شخصيات دولية علامة فارقة، وبالرغم أن الوثائق لم تتضمن اسم رئيس الوزراء الأسبق شريف، إلا أن ورود أسماء ثلاثة من أبنائه مثّل فرصة ذهبية لعمران وحزبه للمطالبة باستقالة شريف والتحقيق معه وأسرته بالفساد.

وبالفعل باءت محاولات عمران خان بالنجاح وأقيل شريف من منصبه لعدم الأهلية ولاحقا تمت ملاحقته وأفراد من أسرته وعدد من قادة حزبه قضائيا ثم سجنه وابنته وصهره على خلفية القضية بالرغم من عدم ثبوت تهمة الفساد ضدهم، وهو ما استفاد منه خان في حملته الانتخابية وحشد أنصاره واستمالة بعض قادة حزب الرابطة للانضمام إلى صفوفه والفوز في انتخابات عام 2018، ويُتهم خان بأنه لم يكن ليفوز دون دعم ما يوصف بالدولة العميقة وعلى رأسها الجيش وهو ما نفاه الجيش وعمران مرارا.

عُرف خان بمواقفه المناهضة للسياسات الأميركية في بلاده والمنطقة، حيث دعا مرارا للحوار مع الجماعات المسلحة الباكستانية ومن بينها حركة طالبان باكستان، لذا يصفه بعض خصومه بطالبان خان، كما اشتهر عمران خان برفضه للغارات التي تشنها الطائرات الأميركية المسيرة على الأراضي الباكستانية، وفي أكتوبر عام 2012 قاد عمران خان قافلة من المحتجين من العاصمة إسلام آباد إلى قطاع جنوب وزيرستان القبلي للاحتجاج على الضربات الصاروخية الأميركية.

وفي خطاب النصر أطلق خان وعودا عريضة وتعهد بالقيام بإصلاحات لعل من أبرزها تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية ومحاربة الفساد والارتقاء بالخدمات التعليمية والصحية، وتحسين عمل أجهزة الدولة المختلفة كجهاز الضرائب وهيئة المحاسبة والشرطة.

ودعا خان إلى الوحدة وطالب بفتح صفحة جديدة مع خصومه، وأكد على أن حكومته لن تضطهد أيا من خصومها سياسيا لكنها ستنفذ القانون على الجميع، وأعرب خان عن استعداده لفتح تحقيق في اتهامات بعض الأحزاب بالتلاعب وتزوير الانتخابات.

وخلال خطابه أكد خان أنه يتطلع لعلاقات متوازنة مع الولايات المتحدة مبنية على المصالح المتبادلة، وشدد على أهمية عودة الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، معتبراً أن ذلك يصب في مصلحة باكستان. وحول العلاقات الهندية الباكستانية أعرب خان عن استعداده للحوار والسلام مع نيودلهي بما يصب في مصلحة البلدين والمنطقة، لكن عمران انتقد ما وصفها بالانتهاكات التي تقوم بها القوات الهندية في كشمير وتدخلها في الشؤون الباكستانية.

 

المصدر إسلام آباد – عبد الرحمن رزق