الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"مسألة وقت".. القوات الأوكرانية عازمة على تحرير الجنوب وطرد الروس

نجحت القوات الأوكرانية في تحقيق عدة أهداف خلال حملتها الواسعة لطرد القوات الروسية من منطقة خيرسون، وفي الوقت ذاته يشير خبراء إلى “ميزة روسية” قد تعطل تحرير جنوب أوكرانيا.

بعد ستة أشهر من الحرب، فشلت القوات الروسية في “فرض سيطرتها على خط المواجهة بين ميكولايف وخرسون”، في جنوب أوكرانيا، وفقا لتقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.

وفي حملتها لطرد الروس من خيرسون، دمرت القوات الأوكرانية مراكز القيادة الروسية ومستودعات الذخيرة، وقطعت خطوط الإمداد بضربات دقيقة على الجسور الرئيسية، ونجحت في بث الرعب بين المسؤولين المتعاونين مع موسكو، وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.

نجاحات أوكرانية

استطاعت المدفعية الأوكرانية إبطاء تدفق الأسلحة والمعدات والقوات الروسية إلى خيرسون، حسبما قال مسؤولون أوكرانيون لـ”نيويورك تايمز”.

واستخدمت القوات الأوكرانية مدفعية عالية الدقة في وقف التقدم الروسي، وعلى رأسها نظام الصواريخ المدفعية عالي الحركة “هيمارس”، الذي قدمته الولايات المتحدة لكييف.

ولذلك مثلت هيمارس العامل الرئيسي لتغير “قواعد اللعبة في ساحة المعركة في خيرسون”، وفقا لما نقلته “الغارديان” عن عسكريين أوكرانيين.

ميزة روسية

ورغم ذلك لم يتسبب قطع خطوط الإمداد في تآكل ميزة موسكو في المدفعية والذخيرة والأسلحة الثقيلة، مما يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، على القوات الأوكرانية المضي قدما دون التعرض لخسائر فادحة، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وتحتفظ روسيا بتفوق ساحق في أعداد القوات والذخيرة، وفي الأسابيع الأخيرة تحرك الكرملين لتعزيز قواته في الجنوب، ولذلك سيتعين على القوات الأوكرانية خوض معركة حضرية شرسة للسيطرة على مدينة خيرسون، مما قد يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

وأقر القادة العسكريون الأوكرانيون بأن تحرير خيرسون بالكامل مازال بعيد المنال بسبب “نقص الأسلحة”، وفقا لـ”الغارديان”.

وقال أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، فيليبس أوبراين، إن القوات الأوكرانية تواجه تحديا حقيقيا يتعلق بالمضي قدما وسط تلك الظروف.

وأضاف “ما لم تكن لديك سيطرة كاملة على السماء والقدرة على تطهير المنطقة أمام قواتك، فإن أولئك الذين يتحركون للأمام في خطر حقيقي”، وفقا لما قاله لصحيفة “نيويورك تايمز”.

ويشير أوبراين في الوقت ذاته إلى أن “موقف روسيا في خيرسون محفوف بالمخاطر”.

هل تنسحب روسيا من جنوب أوكرانيا؟

تثير تلك التطورات التساؤل حول إمكانية شل القدرة القتالية لموسكو وربما إجبار الكرملين على سحب جزء من قواته من الجنوب، تحت وطأة الضغط المدفعي الأوكراني على خطوط الإمداد الروسية، حسب “نيويورك تايمز”.

ويعتقد بعض الخبراء أنها مسألة وقت قبل أن تتخلى القوات الروسية عن خيرسون.

لكن الزميل البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بن باري، يتوقع نقل روسيا بالفعل كميات كبيرة من المعدات والذخيرة إلى خيرسون، مما سمح لها بالقتال لبعض الوقت، حتى مع تعطل خطوط الإمداد بشدة.

وقال في تصريحات لـ”نيويورك تايمز”، إنه لا يزال لدى روسيا خيارات لإعادة الإمداد حتى مع تدمير الجسور العسكرية، مشيرا إلى امتلاك موسكو “زوارق نهرية”.

من جانبه أشار مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في معهد أبحاث “سي أن إيه” في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، إلى أن الضغط الأوكراني قد يتسبب في مشكلات للقوات الروسية على المدى الطويل، متوقعا تراجعهم خارج المدينة.

وقال إن “الموقف الذي اتخذه الجيش الروسي في خيرسون هو الأقل دفاعا عن الأراضي التي احتلوها”، مضيفا “بمجرد اختفاء تلك الجسور وبمجرد اختفاء رابط جسر السكك الحديدية إلى خيرسون، سيواجهون صعوبة بالغة في الحصول على الذخيرة هناك”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.

وفي سياق متصل قال حاكم منطقة ميكولايف، فيتالي كيم، “إنها مسألة وقت حتى نستعيد الأراضي التي احتلها الروس”، مطالبا الغرب بالإسراع في منح “أوكرانيا المزيد من الأسلحة الثقيلة” لمساعدتها في تحرير خيرسون.

ووصف كيم تكتيكات الكرملين بأنها “إرهابية”، مضيفا أن القوات الروسية تقصف المدنيين بانتظام “لكسر إرادتنا”، وفقا لما ذكره لصحيفة “الغارديان”.

وأشار إلى تحقيق القوات الأوكرانية نجاحات في ميكولايف، وتحريرها عدة قرى حول نهر إينهول، بعد دفعها القوات الروسية للتراجع هنا، وفقا للصحيفة البريطانية.