السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هكذا فتح تقرير مولر النار على "صحافة المصادر المجهولة"

كشف تقرير المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عن سلسلة من الموضوعات الصحافية المجهولة المصدر التي لم يتم التحقق من مدى صحتها أو دقتها، بحسب التحقيق الذي أعده بيتر هاسون ونشره موقع “Daily Caller”.

وقام محررو كل من BuzzFeed وMcClatchy بعمل إضافات إلى موضوعين في أعقاب نشر تقرير مولر، تناقضت أيضاً مع ما تضمنته تقارير “سي إن إن”، بما يطرح المزيد من الأسئلة حول ما تمت إثارته من جانب صحيفة “ذا غارديان”.

الكذب حول شهادة الزور
تناقض تقرير مولر مباشرة مع موضوع نشره موقع BuzzFeed في 18 يناير يزعم أن مولر لديه أدلة على أن الرئيس دونالد ترمب أصدر أمراً إلى مايكل كوهين، محاميه السابق، بالكذب على الكونغرس بشأن تحرياته حول صفقة برج ترمب في موسكو المحتملة عام 2016.

وادعى ذلك الموضوع الصحافي أن كوهين “أخبر المحقق الخاص أنه بعد الانتخابات، أمره الرئيس شخصياً بالكذب – من خلال الادعاء بأن المفاوضات انتهت قبل أشهر من حدوثها فعلياً – من أجل إخفاء تورط ترمب”.

لكن تقرير مولر ينص على: “قال كوهين إنه والرئيس لم يناقشا صراحة ما إذا كانت شهادة كوهين حول مشروع برج ترمب في موسكو كانت أو ستكون كاذبة، وأن الرئيس لم يوجهه للقيام بالكذب عند الإدلاء بشهادته. وقال كوهين أيضاً إنه لم يخبر الرئيس عن تفاصيل شهادته المزمعة.”

كلوكوف غير الأولمبي
وفي موضوع نشره BuzzFeed في يونيو 2018، تمت الإشارة إلى بطل رفع الأثقال الأولمبي الروسي السابق ديمتري كلوكوف كوسيط محتمل بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وزعم الموضوع الصحافي أن كلوكوف كان على اتصال مع دونالد ترمب وإيفانكا ترمب، وعرض عقد لقاء بين ترمب وبوتين، حسبما تم نشره في BuzzFeed مصحوباً بصور فوتوغرافية للبطل الأولمبي الروسي. ونفى كلوكوف في ذلك الوقت بشدة أنه كان على اتصال مع معسكر حملة ترمب، وثبت صدق أقوال كلوكوف.

وكان كوهين على اتصال مع روسي اُعتقد أنه كان ديمتري كلوكوف، الأولمبي السابق، لكن كانت معلومات BuzzFeed خاطئة وغير دقيقة.

وأظهر تقرير مولر أن كوهين كان يخلط بين بطل رفع الأثقال الروسي ومسؤول روسي سابق يحمل نفس الاسم.

وكان كوهين لا يزال متأثرا بهذا الخلط عندما كان يتحدث إلى مكتب المحقق الخاص، وفقاً لما أورده تقرير مولر. ولم يتضمن تقرير مولر أي دليل يدعم ما نشرته “ذا غارديان” بتوسع دون الاعتماد على مصدر موثوق.

مانافورت وأسانج
وزعم مقال “ذا غارديان” أن بول مانافورت رئيس حملة ترمب السابق زار جوليان أسانج رئيس ويكيليكس 3 مرات بين عامي 2013 و2016، من بينها مرة واحدة عندما انضم إلى فريق حملة ترمب الانتخابية.

وأشار التحقيق الصحافي، الذي تم تداوله ومشاركته بين أكثر من 100 ألف قارئ عبر الإنترنت، إلى تلك المعلومات وفقاً لمصادر مجهولة.

ولم يشر تقرير مولر إلى مانافورت في زيارة أسانج. وقبل صدور تقرير مولر، كانت ما نشرته “ذا غارديان” موضع تساؤل.

تضليل “ذا غارديان”
ونشرت مجلة Politico مقالة في اليوم التالي نقلاً عن مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية يتساءل عما إذا كان مراسلو “ذا غارديان” قد سقطوا في “حملة التضليل”.

وبعد أسبوعين من نشر قصة “ذا غارديان”، أشار بول فرحي من “واشنطن بوست” إلى أن عدم وجود نافذة إعلامية أخرى تؤكد قصة الصحيفة البريطانية يعني أنها “يمكن أن تكون مفبركة”. وبعد أكثر من 5 أشهر من نشر ملاحظات فرحي، لا يزال تحقيق “ذا غارديان” غير مؤكد المصدر ولا المعلومات.

وأرسلت مؤسسة Daily Caller News Foundation رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى المكتب الصحافي في صحيفة “ذا غارديان” للاستفسار عما إذا كانت الصحيفة لديها أي خطط لتحديث قصتها أو تصحيحها أو حذفها، لكنها لم تتلق أي رد حينها.

كوهين لم يسافر لبراغ
قامت إدارة التحرير بشركة مكلاتشي الإخبارية، التي تصدر 29 صحيفة تحت مظلتها، بعمل إضافات إلى موضوعين يتعلقان بقضية ترمب-روسيا في أعقاب إصدار تقرير مولر.

وادعى التحقيقان الصحافيان، اللذان تم إدخال تعديلات عليهما من جانب ماكلاتشي، أن مولر توصل إلى دليل على أن كوهين سافر إلى براغ خلال حملة عام 2016، وهو ادعاء رئيسي في ملف ترمب-روسيا غير الدقيق.

وحدد التقرير الصحافي الثاني أن مولر تلقى أدلة على أن هاتف كوهين الشخصي أرسل إشارات إلى برج هواتف نقالة بالقرب من براغ في أواخر صيف 2016، في وقت قريب من الفترة التي يزعم فيها ملف القضية أن مسؤول ترتيب اللقاءات السابق في حملة ترمب كان يجتمع مع مجموعة من المطلعين على الكرملين.

لكن كوهين لم يسافر إلى براغ، وفقاً لتقرير مولر، حيث يقول التقرير: “لم يسافر كوهين قط إلى براغ ولم يكن قلقاً بشأن تلك الادعاءات التي أعتقد أنها خاطئة”.

وعندما طلبت “Daily Caller” من المتحدثة باسم شركة مكلاتشي التعليق حول هذه المعلومات غير الموثقة والتعديلات التي طرأت عليها، اكتفت بأن يتم الاطلاع على مقال نشرته مكلاتشي الخميس الماضي.

ويقول المقال “إن التقرير حجب حقائق بشأن ما إذا كان المحققون قد تلقوا معلومات تفيد بتواجد أحد هواتف كوهين في براغ أو بالقرب منها، بحسب ما نشرته مكلاتشي”، مضيفًا أن “ماكلاتشي تصر على دقة الحقائق التي تناولتها تقاريرها الإخبارية”.

تقرير سي إن إن مفبرك
ويؤكد تقرير مولر أن تقرير CNN الذي فجر ضجة إعلامية واسعة النطاق، حول عقد اجتماع في يونيو 2016 بحضور ترمب الابن ومانافورت وجاريد كوشنر (صهر ترمب) مع مواطنين روس كان معيباً أيضاً.

وذكر تقرير “سي إن إن” أن كوهين زعم أن ترمب (المرشح الرئاسي آنذاك) علم مسبقا بشأن اجتماع يونيو 2016 الذي جرى في مبنى “ترمب تاور”، الذي كان من المتوقع أن يعرض فيه الروس شن حملات هجومية وتشويه تستهدف هيلاري كلينتون.

وأضاف تقرير “سي إن إن” نقلاً عن مصادر لم يسمها: “يزعم كوهين أنه كان حاضراً، إلى جانب العديد من الآخرين، عندما تم إبلاغ ترمب بالعرض الذي تلقاه ترمب الابن من جانب الروس، على عهدة كوهين، وأن ترمب وافق على المضي قدماً في الاجتماعات مع الروس”.

وأصرت “سي إن إن” على صدق روايتها، حتى بعد أن دحض لاني ديفيس، محامي كوهين، ما تضمنه تقريرها. وتثبت البيانات الواردة في تقرير مولر عدم دقة ما نشرته “سي إن إن”، حيث ذكر تقرير مولر: “تذكر مايكل كوهين أنه تواجد في مكتب دونالد ترمب الابن في 6 أو 7 يونيو عندما أخبر ترمب الابن والده أن اجتماعاً للحصول على معلومات سلبية عن هيلاري كلينتون يمضي قدما. ولكن لم يتذكر كوهين ما يفيد بأن الاجتماع الذي أشار إليه ترمب الابن كان مرتبطًا بروسيا”

 

المصدر: ـ العربية.نت