تحدثت مجلة “ذا أتلانتيك” عن التداعيات التي قد تتحملها إسرائيل في حال أطلقت حكومة نتنياهو ساعة الصفر للاجتياح البري لقطاع غزة المدمر بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر.
واعتبرت المجلة الأمريكية أن الهجوم المباغت الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل يوم السبت الماضي يحمل 3 توصيفات: (عمل وحشي، واستعراض لبراعة النضال العسكري، وإظهار لضعف الاستخبارات والدفاعات الإسرائيلية).
وأضافت: “يتمتع كل من إسرائيل والفلسطينيين بتاريخ طويل من التوحش ضد بعضهما البعض، ولكن الهجمات الدامية التي نفذتها حماس تفوق أي شيء منذ المجازر التي ارتكبت بحق اللاجئين الفلسطينيين العزل في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين خارج بيروت في عام 1982”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم دموية الأحداث التي حصلت، لكن قبل كل شيء، فإن المقصود منها أن تكون فخًا، ويبدو أن إسرائيل على وشك الوقوع فيه.
لافتة إلى أن قادة حماس وداعميهم الإيرانيين لديهم استراتيجية واعية، فقد كان الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل يهدف إلى إثارة ردود فعل عاطفية مساوية أو حتى أكثر شناعة من جانب المجتمع المستهدف.
وتابعت المجلة: “تحاول حماس وإيران حث الإسرائيليين على الدخول في غزة لمواجهة طويلة الأمد – وهو ما يعني أن التأثير المقصود هو على وجه التحديد الهجوم البري الذي تستعد إسرائيل الآن لاستئصال حماس وتدميرها كمنظمة، وقتل كوادرها وقيادتها، وتدمير أكبر قدر ممكن من بنيتها التحتية ومعداتها”.
لقد سيطرت إسرائيل على القطاع من الخارج، ولكن ليس من الداخل، فإن السيطرة الإسرائيلية على مياه غزة الساحلية، ومجالها الجوي، والطيف الكهرومغناطيسي، وجميع معابرها باستثناء معبر واحد، بما في ذلك المنفذ الوحيد القادر على التعامل مع البضائع، جعلت من غزة سجنًا فعليًا في الهواء الطلق – يديره نزلاء شرسون بشكل خاص ولكنهم محاصرون من جميع الجهات.
ومن الواضح أن حماس قررت تدمير هذا الوضع الراهن الذي لم يعد يخدم مصالحه، وتأمل الجماعة الإسلامية أيضاً انتزاع السيطرة على القيادة الفلسطينية من منافسيها من فتح “العلمانيين”، والأهم من ذلك، على منظمة التحرير الفلسطينية، الممثلة المعترف بها دولياً للشعب الفلسطيني.
ولم تكن حماس قط جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم استعدادها لقبول اتفاقيات منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، وأبرز هذه الاتفاقيات هي اتفاقيات أوسلو، التي تضمنت اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل ولكن لم تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية أو حق الفلسطينيين في إقامة دولة.
تريد حماس ورعاتها الإيرانيون عرقلة اتفاق التطبيع الدبلوماسي الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وتشير مجلة “ذا أتلانتيك” إلى أنه وفي حال قيام دولة مؤثرة دينياً، بالتطبيع وبناء التعاون، ستواجه طهران معسكراً متكاملاً مؤيداً لأميركا.
وشركاء واشنطن، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر والأردن، سيطوقون شبه الجزيرة العربية بشكل فعال، ويضمنون السيطرة على البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي عبر نقاط الاختناق البحرية الثلاث الحاسمة: قناة السويس، ومضيق باب المندب، ومضيق هرمز. ومن شأن التطبيع السعودي الإسرائيلي أن يعيق إلى حد كبير تطلعات إيران الإقليمية على المدى القصير والطموحات الصينية في المستقبل البعيد.