الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان الدولة الأولى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي تدخل مرحلة التضخم المفرط

كتبت ابتسام جنفود في صحيفة”أي بي سي”، أنّ لبنان قد يواجه أكبر أزمة منذ حربه الأهلية، في حين يحذر خبراء الاقتصاد من أنّ عملة البلاد ستصل إلى مستويات منخفضة جديدة.

 

ويعتبر لبنان الآن أول بلد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تجاوز معدل تضخمه 50٪ لمدة 30 يوماً متتالية، وفقاً لستيف هانكي، أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز.

إن الارتفاع الحادّ في أسعار السلع والخدمات، يدفع البلد إلى المزيد من الأزمة. والتضخم المرتفع يعني أنّ العديد من السلع أصبحت غير قابلة للاقتناء.

“بدأنا بتلقي الرسائل الالكترونية من شريحة من الناس المتعلمين، طالبين المساعدة”، قالت سهى زعيتر المديرة التنفيذية لبنك الغذاء اللبناني. وأضافت، ” لم يعد هناك طبقة متوسطة بعد الآن.”

ويعتمد اللبنانيون اعتماداً كبيراً على الواردات، التي تشكل 60 ٪ من السلع المستهلكة، وفقاً للخبير الاقتصادي اللبناني روي بادارو.

بسبب الارتباط المرتفع جداً بين الاستيراد والاستهلاك، فإنّ الارتفاع في سعر الصرف إلى الدولار يُترجم بعد ذلك إلى زيادة هائلة في أسعار التجزئة.

وشهدت أصناف الملابس والأحذية وحدها ارتفاعاً سنوياً بنسبة 345 في المائة في الأسعار، وفقاً لآخر تقرير للاعتماد اللبناني. أضف إلى ذلك تدابير الإغلاق المتخذة لمعالجة فيروس وباء كورونا، مما أدّى إلى إغلاق الشركات الصغيرة والتسريحات الجماعية للعمال، مما دفع البلاد إلى حافة الهاوية. وأضاف بدارو ، لكوفيد19 “تأثير مضاعف”.

وبحسب زعيتر، يعيش أكثر من نصف السكان اللبنانيين تحت خط الفقر نتيجة لذلك. ويقدّر البنك الدولي أن 155 ألف أسرة تعيش تحت خط الفقر المدقع.

وقالت: “بإمكاننا مقارنة الوضع قبل وبعد، ليس فقط قبل وبعد كوفيد19، ولكن حتى قبل وبعد الثورة التي بدأت في تشرين الأول 2019 … إنّ الناس الآن يعتمدون على المنظمات غير الحكومية لأنّ الحكومة ليس لديها أي خطة لهؤلاء الناس”.

وبينما تعهدت السلطات اللبنانية بتقديم مساعدات مالية لأفقر 000 43 أسرة، هناك مخاوف من أنها لم تصل إلى الأشخاص المناسبين.

وقالت زعيتر:” إن قائمة البيانات المتعلقة بالأسر قديمة جداً، وبعضهم توفّي أو لم يعد يعيش في لبنان”.

وتقول المنظمة غير الربحية ” Embrace”، التي لديها خط مساعدة وطني لمنع الانتحار، إن تقارير الانتحار تضاعفت في البلد هذا العام، وقفزت من 200 مكالمة شهرياً في العام الماضي إلى ما بين 400 و500 مكالمة في الشهر في عام 2020.

وفي زيارة إلى لبنان في 23 تموز، كان وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لو دريان صريحاً في انتقاده لقيادة البلاد، قائلاً: “ساعدونا على مساعدتكم.”

وبينما وصلت المحادثات مع صندوق النقد الدولي إلى طريق مسدود، يعتمد اللبنانيون على ذويهم في بلاد الاغتراب من أجل تدفق العملة الصعبة. “فنزويلا لديها النفط”. وقال بادارو:” إنّ نفطنا هو المغتربين.”

ابن عم رباح، الذي يعيش في الخارج، اعتاد على إرسال المال إلى عائلته. “ولكن ّالكثير من الأعمال أغلقت بسبب كوفيد19 وابن عمي لم يقبض معاشه على مدى الأشهر الخمسة الماضية.” “الآن علينا نحن أن نرسل له المال”، قال رباح.
ويعتبر السبيل الوحيد للخروج من الأزمة بالنسبة للكثيرين في لبنان هو عبر الإصلاحات.

وفقاً لما ذكره مكرم رباح، وهو محاضر تاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت، فإنّ المشكلة الأساسية هي أنّ ” لا أحد لديه أي ثقة في النظام السياسي.”

البنك المركزي “حفر لنفسه حفرة عميقة جدا” لإنقاذ البلاد بحيث “أصبحت غير قادرة على فعل أي شيء،”: قال رباح.
وأضاف بادارو قائلا”: “هذه هي الخطيئة الأساسية للبنك المركزي “، مشيراً إلى القرار المتخذ في عام 1997 بتحديد وتثبيت سعر صرف الليرة اللبنانية.

إنّ ضعف وضع البلد يعني أنه على مفترق طرق. وقال بادارو: “إننا في منتصف مرحلة مصيرية تتعلق بتمويل النمو واقتصادنا بل وحتى الغذاء”.