الأثنين 17 رمضان 1446 ﻫ - 17 مارس 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أحلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري تتحقق بعد عشرين عاماً

بعد عشرين عاماً على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تحقق حلمه الأساسي بعودة لبنان إلى كنف الدولة والسلطة الشرعية وهو على طريق القيام بتطبيق حصرية السلاح للدولة اللبنانية، عبر تنفيذ القرارات الدولية 1701 و1559 و1680.

بعد اغتياله بشهرين تقريباً انسحب الجيش السوري من لبنان، وان بقي نفوذ سوريا في لبنان بعد ذلك لسنوات، تراجع هذا النفوذ ومن ثم سقط النظام السوري وبدأت سوريا تستعيد عافيتها كدولة عبر خطوات لتكوين السلطة ستأخذ وقتاً لكنها تسير في مسارها الطبيعي.

وكان سبق سقوط النظام ورحيل بشار الأسد عن سوريا، سقوط “حزب الله” باغتيال إسرائيل لأمينه العام حسن نصر الله، في بداية حرب قاسية على الحزب لإضعاف قدراته العسكرية، وهذا ما حصل بالفعل. فتراجعت قدراته وتأثيره السياسي والأمني في البلد لمصلحة الدولة اللبنانية وسيادتها على كامل أراضيها. إنه مسار طويل لكنه ثابت حيث لا عودة إلى الوراء، وحيث النفوذ الإيراني بات داخل إيران فقط من دون أن يعود ثانيةً.

معادلات جديدة، وتوازنات جديدة انطلقت في غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان يتمنى بالطبع لو استعاد لبنان سيادته في زمن حكمه. وكان يتمنى طبعاً لو حصلت التحضيرات لإعادة إعماره بالكامل وهو لا يزال على قيد الحياة. لا يمكن الحديث عن سيادة لبنان على كامل أراضيه، والحديث عن الاعمار إلا وهناك غصة باستذكار رفيق الحريري. لا يمكن نسيان عبارته “ما حدا أكبر من بلده”. هذه العبارة التاريخية تتجسد الآن بأسمى معانيها. فعلاً، لا أحد أكبر من بلده مهما فعل من تسلط وغطرسة وقمع. كما أنه لا أحد أكبر من خالقه مهما كبر حجماً سياسياً أو عسكرياً.

رفيق الحريري الذي كان يحلم بلبنان البلد المزدهر وبلد العيش المشترك، وبلد العلم والرقي والقيم ها هو يعود شيئاً فشيئاً. وكل أبنائه بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والدينية سئموا الحياة الظلماء ويريدون الحياة الحقيقية في وطن الأرز والسيادة والإزدهار والنهوض.

عن المملكة العربية السعودية كان الرئيس الشهيد يقول، أن المملكة تشكل جزءاً من نجاحات لبنان وأنه كان دائماً حريصاً على تعزيز هذه العلاقات من خلال الاحترام المتبادل والتعاون المشترك.

إن إرث الحريري بات حياً الآن، أكثر من أي وقت مضى من خلال سقوط الإحتلالَين السوري والإيراني، وسقوط المهددين والقتلة، وانتصار لبنان الواحد المستقل ذا السيادة على أراضيه كاملة، ومن خلال عودته إلى محيطه العربي وإلى المجتمع الدولي. إن حكومة الإصلاح والإنقاذ بدأت تقلع، وهناك صفحة جديدة بتاريخ لبنان بدأت ترتسم وهي صفحة واعدة أمام الأجيال الجديدة التي كان الرئيس الشهيد يقدم الاهتمام بمستقبلهم على أية أولوية أخرى.

هناك استحقاق بناء الدولة الذي كان يتحدث عنه الرئيس الشهيد من أجل الوصول إلى دولة متطورة تمتاز بالحداثة والعمران وفرص العمل والحقوق لكافة عناصر المجتمع. بناء الدولة يبدأ الآن من خلال عهد رئيس الجمهورية جوزاف عون، كل ذلك يبشر بعودة المستثمرين والمغتربين، والذي كان الرئيس الشهيد يعوّل عليهما.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال