عناصر من الجيش اللبناني يقفون بالقرب من قرية كفركلا جنوب لبنان. رويترز
تزور مورغان أورتاغوس المسؤولة الأميركية التي تخلف آموس هوكشتاين في القيادة السياسية للجنة الدولية لمراقبة اتفاق وقف النار، بيروت خلال الساعات المقبلة وعلى الأرجح يوم الجمعة القادم.
وأورتاغوس عيَّنها الرئيس دونالد ترامب نائبة لمبعوثة إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وستكون أورتاغوس منذ الآن محط أنظار اللبنانيين لا سيما المسؤولين نظراً لدورها الرئيسي بين لبنان والولايات المتحدة، خصوصاً وأن تنفيذ الاتفاق بحذافيره يشكل المعادلة القائمة حالياً في تقييم لبنان لدى إدارة الرئيس ترامب.
وتكشف مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الإطلاع، أن المسؤولة الأميركية التي تزور لبنان هي أول زيارة لمسؤول أميركي بعد انتخاب رئيس للجمهورية. وهي في زيارتها ستستهلّ عصر ترامب الذي يقوم على أساس ثابت وهو “السلام من خلال القوة”. أي أن كل الخيارات مفتوحة أمام التعامل مع أية دولة أو جهة تعرقل السلام بمن فيهم إيران. وأورتاغوس تعتبر من صانعي القرار في الإدارة الأميركية. طبعاً الرئيس هو من يقرر لكنها في مهمتها تساهم مساهمة فاعلة في القرار. من هنا تكمن أهمية زيارتها لبيروت، حيث ستطلع المسؤولين اللبنانيين على أفكارها في خصوص مهمة اللجنة، والشروط التي على لبنان تلبيتها في إطار تنفيذه الاتفاق والتزامه به. وسترفع تقريراً إلى البيت الأبيض في ضوء الزيارة.
وتفيد المصادر، أنها كُلفت بمتابعة ملف اللجنة الدولية، وهي في الأساس لم تكن مؤيدة للاتفاق. إنما حالياً عليها متابعته لأن مسؤوليتها تحتم ذلك. وسترى وتراقب وتستعلم عن مدى التزام الجيش اللبناني بتطبيق الاتفاق. وستجري تقييماً لذلك وتتابعه مع الحكومة اللبنانية. كما أنها ستجري إعادة تقييم لأداء إسرائيل على الأرض.
وأوضحت المصادر، أن المساعدات الأميركية للجيش اللبناني ستكون مدار بحث بين المسؤولين اللبنانيين وأورتاغوس لاسيما في ظل قرار ترامب وقف كافة المساعدات للبنان وتجميدها لثلاثة أشهر من أجل إعادة تقييمها والنظر بمستقبلها. وهذا القرار يستثني مبلغ 117 مليون دولار كانت أقرّتها أخيراً إدارة الرئيس السابق جو بايدن قبل انتهاء ولايتها.
وتكشف المصادر إلى أن المسؤولة الأميركية ستعبر عن أهمية انتشار الجيش في الجنوب من أجل أن يحصل انسحاب إسرائيلي. لبنان سيعبّر عن أنه لطالما إسرائيل موجودة على الأرض لا يمكن للجيش اللبناني أن ينتشر.
إلا أن طريقة التزامن بين الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني هو من مسؤولية اللجنة التي يمكنها معالجة هذا الأمر. الآلية موجودة لدى اللجنة، ويمكنها أن تحدد ساعة الانسحاب وساعة ملء الفراغ بالجيش. والأنظار متجهة صوب ما إذا سيحدث ذلك قبل موعد 18 شباط أم لا. وهذا الأمر سيكون أساسياً في مباحثات المسؤولة الأميركية.
على أن المسؤولين اللبنانيين سيعبرون أمامها عن أهمية الدعم الأميركي للجيش اللبناني من أجل انتشاره. وكلما طال انتظار الدعم كلما تأثر الانتشار والقدرة على القيام بالمهمة المطلوبة، لناحية استغراق التنفيذ وقتاً أطول. الأمر الذي يتم التخوف منه لاحتمال خلق مشاكل داخلية من جراء التأخير. فكيف في حالة تجميد المساعدات.
وتأتي زيارة المسؤولة الأميركية بالتزامن مع زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقائه الرئيس ترامب. ومن المعروف أن ترامب ملتزم تماماً مع نتنياهو.
وتكشف المصادر، أن تأليف الحكومة اللبنانية مسألة مرتبطة بالوضع الجنوبي لجهة أن المطلوب حكومة من دون “حزب الله”. فكيف ينجزها الرئيس المكلف، هذا يعود إليه وإلى رئيسَي الجمهورية والمجلس النيابي. ولا تريد واشنطن بحسب الرسالة التي ستبلغها المسؤولة أي دور في السلطة في لبنان لا لإيران ولا ل”حزب الله”. ويجب أن يتم نسيان أمرهما، وهذا ما يجب أن ينعكس على الحكومة والحكم وأدائهما بالكامل.
وكلما طال انتظار إنجاز الجيش مهمته أولا جنوب الليطاني، كلما طال انتظار وضع البلد على السكة الإنقاذية والصحيحة. وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع بالنسبة إلى الأميركيين. اذاً المسؤولة الاميركية تحمل رسالتين، الأولى متعلقة باستقرار الوضع الجنوبي وتنفيذ الاتفاق، والثانية متعلقة بالوضع الداخلي والسبل الآيلة لاستقراره أيضاً.