السعودية والولايات المتحدة
يتابع المسؤولون اللبنانيون باهتمام كبير الجولة التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات وقطر، لما للعلاقات الأميركية-الخليجية من انعكاس على لبنان وأوضاعه. ذلك أنه بعد المتغيرات في المنطقة، هناك استكمال للبحث في ما آلت إليه تطوراتها، فضلاً عن العلاقات الثنائية.
وأكد مصدر ديبلوماسي غربي لـ “صوت بيروت إنترناشونال”، أنه لن تنعقد قمة رباعية في الرياض بين الولايات المتحدة والمملكة وكل من لبنان وسوريا، أو حتى فلسطين. وهذا الموضوع لم يكن مطروحاً حتى في مرحلة التحضيرات بين الطرفين للجولة. إلا أن موضوع لبنان سيكون بالطبع حاضرًا في المباحثات خلال القمة الأميركية-السعودية، وإن لم يكن ملفه هدف القمة حصراً.
وأوضح المصدر، أن ما سيناقش حول لبنان في القمة هو حصول نوع من “المراوحة” في مسار تسليم السلاح الغير الشرعي للدولة، بعد خطوات مهمة تحققت، الأمر الذي يعتبر مسألة فيها تعقيد بالنسبة إلى استعادة العلاقات الخارجية مع لبنان بالسرعة التي كانت متوقعة.
ولا بد عند هذه النقطة أن يتم بحث طبيعة التعامل مع الوضع اللبناني، حيث سيبنى على الأمر كل ما يتعلق بالسلاح غير الشرعي ووضع الجنوب، واستكمال كافة مندرجات القرار 1701، وهناك رغبة أميركية-سعودية أن يتم تنفيذ متطلبات اتفاق وقف النار بأسرع وقت ممكن. هناك تفهم للمراعاة الداخلية وهناك ثناء على مواقف رئيس الجمهورية جوزف عون وشجاعته. وهناك فرصة معطاة، لكن متى تنتهي هذه الفرصة، لا أحد يملك الجواب الواضح. لذلك، ثمة تقييم للوضع اللبناني ولسبل التعاطي معه، لا سيما وانه في أي وقت يمكن أن تعمل إسرائيل على تفاقم الوضع الأمني. وعليه يشهد مسار الحكومة تباطؤاً، لكن المجتمع الدولي يريد نتائج أكثر وأسرع.
أما بالنسبة إلى المواضيع التي ستناقشها القمة على المستوى الثنائي، يقول المصدر، أن في مقدمها، الفرص الاستثمارية بين البلدين تقدر بترليون دولار، وهي استثمارات سعودية في الولايات المتحدة. كما سيتم التوقيع على اتفاقيات تقدر بترليونات الدولارات. وأيضاً سيتم بحث التعاون النووي المدني بين البلدين. وكذلك موضوع بيع السعودية طائرات مدنية من طراز “بوينغ”.
ويتوقع المصدر، التوقيع على عقود في مجال الذكاء الاصطناعي.
أما بالنسبة إلى مسألة التطبيع، فإن ترامب يأتي الى المنطقة في وقت عملت إسرائيل على تغيير ميزان القوى فيها، وقامت بإنجازات تكتيكية وليس استراتيجية. دول الخليج مدركة لكل ذلك ولدور إسرائيل في التغيير. إنما التطبيع لن يكون قريباً، ولن تسير السعودية من دون ثمن في غزة وفلسطين. أما هدنة ترامب مع الحوثيين، فهي تمتد فقط لفترة جولته الخليجية.
وأكد المصدر، بأن ترامب سيطلع المملكة على المفاوضات مع إيران التي قد تحسم المشكلة وتنهيها، أو أن هناك توجه للتصعيد اذا لم تُحسم الامور بالتفاوض. ويرجح المصدر أن تكون نتيجة التفاوض إيجابية، لكن ذلك ليس سريعاً. ويريد ترامب اتفاقاً قوياً ومختلفاً عن اتفاقية ٢٠١٥، وهو يرى إذا كانت إيران جدية بتقديم تنازلات وإلا لا جدوى من التفاوض.
بالنسبة للصين، فإن واشنطن إيجابية في إمكان إعطاء استثمارات للصين في الخليج. لكن قد لا يوافق على أن يحصل الخليج على أسرار التصنيع الصيني، أو تقديم تكنولوجيا متقدمة للعرب.
بين واشنطن والرياض شراكة استراتيجية وليس فقط استثمارية وتعبر عن أهمية الدور السعودي في المنطقة وفي تقديم الحلول لملفات العالم الملتهبة. وقصد ترامب أن تكون زيارته الخارجية الأولى للرياض في دلالات سياسية واقتصادية واضحة، مع ما تحمله من رسائل إلى دول المنطقة بأكملها.