تستمر الجهود الأميركية والدولية والإقليمية للتفاهم على وقف نهائي لإطلاق النار، كما يستمر الوضع في اتجاه ضبط الأمور والعودة الى مندرجات القرارات الدولية لا سيما القرار ٢٧٣٥ حول غزة ومبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن، وحيث عبرت الإدارة الأميركية بحسب مصادر ديبلوماسية، عن ارتياحها لموقف لبنان منها، وتمسكه بها من جهة الثوابت التي أعلنها في الورقة التي وزعتها الحكومة اللبنانية قبل أيام.
والورقة، وفقاً للمصادر، تعكس القواعد والثوابت التي يسعى لبنان على أساسها لخفض التصعيد وإعادة التهدئة والانطلاق الى المرحلة المقبلة. ولا يستبعد ان تشكل لاحقاً سقفاً للموقف اللبناني في أية تفاهمات وتسويات تلي انتهاء الحرب على غزة والجنوب. من هنا جاءت الورقة في هذا التوقيت.
وتشير المصادر، انه في المرحلة الحاضرة هناك انتظار وترقب لهذه الجهود، حتى ان تحرك الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان وإسرائيل مرهون بما ستستتبعه مرحلة الاتصالات والمشاورات المكثفة، وبالرد الإيراني وطبيعته ومداه. ان دور هوكشتاين لن يتوقف على الرغم من الأصوات الأميركية التي اتهمته أنه يسرب معطيات الى “حزب الله” أثناء عملية البحث في التهدئة وتسويق المبادرة الأميركية لتسوية الوضع في الجنوب.
وبالتالي، وجدت الإدارة ضرورة ايفاده خلال الساعات المقبلة الى بيروت لاستكمال دوره في منع توسع الحرب والعودة الى البحث بالحل الديبلوماسي.
والأسابيع القليلة المقبلة، ستكون حافلة بالعمل الدولي-الإقليمي حول إرساء الحل في المنطقة لا سيما وان إدارة بايدن لن تترك الوضع من دون حل قبل مغادرتها السلطة. وتقول المصادر، ان أطراف دولية تُعوِّل على اللقاءات المهمة التي ستنعقد على هامش افتتاح أعمال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ابتداءً من منتصف أيلول المقبل، وسط ضغوط أميركية بأن تكون أية ردود إيرانية أو من “حزب الله” لا تمس الأمن والاستقرار الإقليمي، والادارة الأميركية تعتبر انه حان وقت الديبلوماسية لوقف النزيف في المنطقة، لذلك هناك تعويل على استئناف التفاوض في الدوحة الخميس لوقف النار، وإيجاد تسوية حول الرهائن والأسرى. وهناك ضغوط كبيرة أميركية-مصرية-قطرية لكي تؤدي المفاوضات الى اعلان وقف النار وهدنة طويلة الأمد تؤدي الى بلورة تسوية في وقت قريب. على ان التحذيرات تبقى قائمة من حصول رد إيراني ومن “حزب الله” قبل بدء التفاوض الخميس.
وتؤكد المصادر، أن مفاوضات الخميس ستكون حاسمة ومفصلية وسط وساطات مكثفة لتأمين موافقة كل من اسرائيل و”حماس” على ابداء إيجابية فيها، وليس فقط التفاوض لوضع شروط جديدة، وإفشال المساعي المبذولة. الإدارة الأميركية ترغب من الانتهاء من ملف الحرب على غزة وإنضاج تسويات تترجم في المرحلة اللاحقة من الاتفاق على وقف النار، لأنها تخشى حرب استنزاف طويلة الأمد بديلاً لذلك.