حتى من دون وجوده في لبنان، يتابع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الذي يرأس اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار عن كثب، كل التفاصيل المتعلقة بأسس وقف الحرب، وسبل تنفيذ هذا الاتفاق الذي بدأ العمل به في 27 تشرين الثاني الماضي أي قبل نحو شهر، إلا أن زيارته المرتقبة لبيروت خلال الأيام المقبلة، ستؤكد مجدداً، بحسب مصدر ديبلوماسي غربي لـ”صوت بيروت إنترناشونال”، أن الاتفاق يجب أن يطبق وبحذافيره ولا مجال للعودة إلى الوراء، وأن الإدارة الراحلة، والإدارة المقبلة برئاسة دونالد ترامب متفقتان تماماً حول هذه المسألة، ولا مصلحة لديهما بالتنصل منه أو التلكؤ في تطبيقه، وأن إسرائيل ستنسحب قبل نهاية الشهر المقبل تماماً بحسب نص الاتفاق، وكذلك قبل انتهاء مهلة الستين يوماً.
وكشف المصدر، أن واشنطن تبدي ارتياحها لإطار عمل لجنة المراقبة، وللسعي الداخلي اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية. كما كشف أن لبنان أبلغ هوكشتاين والإدارة الأميركية، أن ما تقوم به إسرائيل من توغلات وهجمات وقصف وخروقات لاتفاق وقف النار، يحول دون حرية حركة الجيش اللبناني لتنفيذ الاتفاق، والمهمة المطلوبة منه في مسألة السلاح غير الشرعي. مع الإشارة إلى أن إسرائيل كانت عزت خروقاتها للاتفاق بأنها لا تزال ترى أن وجود السلاح جنوب الليطاني مستمر ولم تتم إزالته حتى الآن. وقال المصدر، أن لبنان أبلغ هوكشتاين أنه إذا كانت الأمور ستكمل على هذا المنوال، فإن تنفيذ الاتفاق يصبح صعباً. إلا أن هوكشتاين ومن خلفه الإدارة الأميركية يعتقدان جازمين أن عمل اللجنة يسير على السكة الصحيحة، وأن الانسحاب الاسرائيلي يجب أن يتم ضمن المهنة الموضوعة أي قبل انتهاء ال٦٠ يوماً، وأن الأمر ليس قابلاً للمساومة، أو البحث. وأبلغ أيضاً أن هناك التزاماً أميركياً وضمانات قدمتها الإدارة الحالية، ومُنَسَّقة مع الإدارة الجديدة التي تصر عليها. والإدارة الجديدة تريد إنهاء الحروب والمشاكل. وثمة اتفاق على الخطوط العريضة في كل شيء.
وأوضح المصدر، أن الفارق الوحيد بين الإدارة الحالية والإدارة الجديدة المقبلة، هو تسلم خلف لهوكشتاين، والأرجح ستيفان ويتكوف الذي عُين مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط. كما قد يكون خلف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بربارا ليف له دور في الموضوع. إذ قد تعود الصلاحيات في هذا الشأن إلى وزارة الخارجية الأميركية بشكل أكبر، وقد تبقى هذه المسؤولية ملقاة أكثر على عاتق مجلس الأمن القومي، والبيت الأبيض. كذلك هناك مسعد بولس الذي كلف بالشرق الأوسط.
ورجح المصدر، أن يكون بولس مكلفاً بحمل رسائل ونقلها، إنما حتى الآن لم يعرف ما هي حدود صلاحيات الفريق الرئاسي، مع الإشارة إلى أن من يتم تعيينه في مجلس الأمن القومي ليس بحاجة إلى موافقة الكونغرس، خلافاً للتعيينات الأخرى لاسيما المراكز الحساسة في وزارة الخارجية. وحدود الصلاحيات ستتضح بعد تسلم الرئيس دونالد ترامب السلطة. الخارجية الأميركية حالياً دائماً تتحدث عن إنجازات هوكشتاين وأعماله، والإدارة تتحدث عن الضرورات المتخذة لأن هوكشتاين يريد ذلك.
وفي كل الأحوال، الأنظار متجهة إلى زيارة هوكشتاين بقدر ما هي متجهة إلى مصير اتفاق وقف النار، والاستحقاق الرئاسي.