يحتل ملف رئاسة الجمهورية والإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي الذي يبلغ سنته الثانية نهاية تشرين الأول الجاري، أولوية لبنانية، بالتزامن مع أولوية وقف العدوان الإسرائيلي والدخول في بحث تنفيذ القرار 1701.
وتفيد مصادر سياسية بارزة، ل” صوت بيروت إنترناشونال”، أن المهم الانتقال في المشاورات المكثفة بين القوى اللبنانية من اسم الرئيس إلى مواصفاته والى البرنامج الذي يحمله. والأهم ان يحمل في أجندته الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وحياده، وتنفيذ القرارات الدولية، والشراكة الحقيقية بين أبناء الوطن والإنقاذ الاقتصادي والمالي. كل ما يحصل في لبنان يلقن الأفرقاء درساً أنه من الضروري ان يكون الرئيس لبنانياً في خطه السياسي ولا ينصاع لتعليمات إيران أو أية دولة أخرى، وأن يكون حيادياً مستقلاً يهمه لبنان أولاً.
وأوضحت المصادر، ان البحث بين الأفرقاء حول الرئيس جارٍ بعمق وهناك انتظار للثنائي الشيعي حول ما اذا سيتجاوب أم لا، وسط تمسكه حتى الآن بمرشحه، وبموافقة “حزب الله” على أي مرشح. لكن انتخاب رئيس هو احتمال ممكن وقوي. النقاش يسير هذا اذا تم التوصل الى حلول وسط بين المعارضة مع “تجدد” مع الرئيس نبيه بري اذا لم تسجل مخالفة للدستور، وعبر جلسة مفتوحة ودورات متتالية يوازيها في الوقت نفسه حوار بين دورة ودورة. وهذا ما تم عرضه على كل الكتل، حتى كتلة فرنجية وافقت.
وتشير المصادر، أن تخلي بري عن شرط الحوار جيد، ولكن قبل الاسماء يجب الحديث عن مواصفات. من الاهمية بمكان ان يكون الدستور أي “الطائف” والقرارات الدولية هما منطلقا البحث بين الكتل حول الرئاسة. أكثرية الشعب اللبناني ليست مع “حزب الله” فقط الأغلبية الشيعية معه، ولا يمكنها فرض رأيها على كل اللبنانيين، على أمل أن يكون هناك بحث واقعي ويكون الأفرقاء كلهم لبنانيون قبل أن يكونوا إيرانيين.
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أبلغ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ان لبنان لا يمكنه أن يستمر مرتبطاً بموضوع غزة الى ما لا نهاية، وما قدمه لبنان من تضحيات فاقت قدرته على التحمل، وفقاً للمصادر. ورأت المصادر، ان الأفرقاء اللبنانيين يجب ان يكونوا قادرين على التحرر من “تسلط” “حزب الله” في مختلف الحلول للوضع اللبناني، ان لناحية وقف النار او لناحية انتخاب رئيس.
وتؤكد المصادر، ان فريق المعارضة ومن معهم من الكتل الأخرى الوسطية، لا يريدوا ان يعمد الثنائي الشيعي الى المساومة بين وقف النار وملف رئاسة الجمهورية. مع الاشارة الى ان الوسطيين مع كتلة جنبلاط يمثلون “بيضة القبان” في المعادلة الانتخابية. وبعد كل الذي حدث في البلد ولا يزال يحدث، لا يمكن للمعارضة ان تسير بشرط ال٨٦ نائباً متوافراً لاسم ما. وهذا في رأيها يمثل أحد أنواع الحوار قبل الانتخاب.
طبعاً الولايات المتحدة، تسعى للاستثمار في ملف الرئاسة لجهة ان يأتي رئيس وسطي منقذ ووطني ويحافظ على سيادة لبنان بعد النتائج التي تحققت حتى الآن من انعكاسات الحرب على لبنان. وواشنطن تعتقد ان أكثرية النواب باتت في هذا الجو. فقط التخوف من النوايا التي تقف وراء بعض الطروحات.
وأكدت المصادر، ان الغرب كله، وليس فقط واشنطن يعتقد ان الثنائي الشيعي ليس في موقع فرض شروط، بل ان عليه تقديم تنازلات وان يكون على استعداد لذلك. الوضع الحالي، هو ان لبنان متجه الى هذا المكان، انما لم يصل اليه بعد. السؤال الكبير هل سيصل الأفرقاء الى رئيس بعيد عن سلطة “حزب الله” وأجندته الداخلية والاقليمية ويحيز على رضا كافة اللبنانيين؟ وما حدود تدخل “حزب الله” في هذا الملف؟