الثلاثاء 24 شوال 1446 ﻫ - 22 أبريل 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الانتخابات الإسرائيلية تحكم الوضع جنوباً.. هل يكمل نتنياهو مساره ضد الحزب؟

لا تحتاج إسرائيل إلى صواريخ قديمة خشبية لتبرير توجيهها ضربات عسكرية لمناطق الجنوب والبقاع. لكن المعنيين في لبنان يدركون تماماً أن أي عمل عسكري تجاهها سيؤجج خروقاتها لاتفاق وقف النار، وخطورة ذلك في أنها كادت تصل إلى معاودة الحرب لولا تدخل الدول الصديقة للبنان للَجْم توسيع الضربات. مع العلم أن إسرائيل تخرق الاتفاق باستمرار احتلالها لمواقع داخل لبنان واستمرار عملياتها العسكرية المتقطعة. يضغط لبنان لإنهاء الاحتلال ووقف خروقاتها للاتفاق، وهي تستخدم الضغط العسكري لاستكمال لبنان عملية وضع يد السلطة اللبنانية على السلاح بالكامل.

وتكشف مصادر ديبلوماسية غربية ل”صوت بيروت إنترناشونال” أن نتيجة الاتصالات اللبنانية التي تهدف إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها يقررها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأوضحت المصادر، أن مضمون اتفاق وقف النار ينص على أن ينزع الجيش اللبناني سلاح “حزب الله”. لكن إذا رأت إسرائيل أن الجيش غير قادر على ذلك، فستكمل العملية التي كانت بدأتها في الحرب الأخيرة لنزعه هي بقدراتها. مع الإشارة إلى أنه قبل التصعيد الأخير، لمس لبنان إشارات إيجابية من الولايات المتحدة حول ما حققه الجيش اللبناني بالنسبة إلى دوره في مجال نزع السلاح حتى الآن، مع انتظارها لاستكمال هذا الدور حتى النهاية في تنفيذ القرارات الدولية.

وأكدت المصادر، أن الجيش حاليًا هو في مرحلة إعادة تعزيز قدراته، لكي يتمكن من توسيع انتشاره والقيام بدوره. وهو يجد دعماً أميركياً عبر اقتراب وصول المساعدة المخصصة له بقيمة ٩٥ مليون دولار، فضلاً عن المساعدات الموعود بها من الدول الحليفة للولايات المتحدة. وترى المصادر، أنه إذا لم تحصل عملية تعزيز قدراته بسرعة لاستكمال مهمته، فإن الثمن سيكون غالياً. إذ ستلجأ إسرائيل إلى معالجة ملف السلاح بيدها.

وبحسب المصادر، فإن لبنان ليس لديه أصدقاء أو حلفاء يمكنهم أن يوقفوا الهجمة الإسرائيلية، وليس لدى لبنان قدرة ذاتية على إيقافها. ومن المفيد أن يدرك المسؤولون اللبنانيون مدى أهمية الانتخابات الإسرائيلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لا يناسبه أن يحصل قصف من لبنان على إسرائيل، لأن حصول ذلك سيجعله خاسراً للانتخابات، لا سيما وأن مواطني الشمال الإسرائيلي لم يعودوا بعد إلى منازلهم، وهو يريد حل هذه المشكلة قبل الانتخابات.

ولاحظت المصادر، أن إسرائيل حالياً باتت تُحمِّل الدولة اللبنانية المسؤولية عن إطلاق أي عمل عسكري من لبنان، بعدما كانت تحمّل ذلك ل”حزب الله” الذي قَبِل بوقف العمليات العسكرية والالتزام باتفاق وقف النار، الذي وقعته الحكومة. وبات الآن “حزب الله” يتحدث بلغة إسرائيل من حيث أن الدولة مسؤولة عن الأمن. وبما أنه لا يحصل أي شيء في الجنوب أو منه دون موافقة الحزب أو معرفته، فقد يعود أمر إطلاق الصواريخ من لبنان مرتبط بهيكلية الحزب ووضعيته الداخلية ومدى إمساكه بكافة التطورات على الأرض. وكذلك مرتبط بمدى الالتزام بإطاعة القيادة، ومرتبط أيضاً بمرجعية إدارة الأمور، أو مرجعيات ذلك، ومكامن القرار بالنسبة إلى السلاح المخبأ. وبالتالي السؤال المطروح مَن هو الحاكم في الجنوب الدولة أو الحزب الذي يحمّل الدولة باستمرار مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي مع العلم ان عليه الاستجابة للدولة وتسليم سلاحه؟