الجمعة 5 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 6 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحل المعروض للجنوب ينبثق من المبادرتين السابقتين لواشنطن وباريس

أفادت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ان النقاط التي تتضمنها المبادرة الأميركية-الفرنسية-الدولية، اذا نجحت وجرى وقف مؤقت لإطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، ستؤدي الى قرار دولي صادر عن مجلس الأمن. واذا لم يصر الى قرار جديد، ستكون المبادرة على شكل تفاهم سيلتزم به كل الأطراف، بما في ذلك إيران وأذرعها في المنطقة حيث دارت اتصالات دولية معها خلال صياغة المبادرة وخلال وجود الرئيس الإيراني في نيويورك للمشاركة في افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في نيويورك حصل بحسب المصادر تظاهرة دولية حول ضرورة وقف الحرب في لبنان، تُوِّجت بجلسة لمجلس الأمن ليل الأربعاء الخميس بحسب توقيت لبنان.
وأوضحت المصادر، أن الاتصالات لا تزال جارية لتثبيت بنود المبادرة وللحيازة على الموافقة النهائية، لا سيما وأن النقاط الواردة فيها، هي نقاط وردت في المبادرتين الأميركية والفرنسية المنفصلتين واللتين كانتا عرضتا على لبنان خلال الأشهر الماضية. ولم يقبل أثناءها “حزب الله” إعطاء أي جواب عليهما، وربط البحث بهما بوقف الحرب على غزة. المبادرة المشتركة الآن تعنى بغزة أيضاً، فهل بلورتها يعني أن التسوية حول المنطقة بين الأميركيين والإيرانيين شقت طريقها الى حيز التنفيذ في المرحلة المقبلة؟

وسبق انعقاد الجلسة مشاورات مكثفة بين الدول الدائمة العضوية في المجلس حول ما يمكن ان تخرج به الجلسة، وما اذا كان متاحاً اتخاذ قرار جديد أم لا. كما حصلت مشاورات بين هذه الدول من جهة، وبين لبنان واسرائيل كلاً على حدا من جهة ثانية، لا سيما في ظل وجود كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في نيويورك لمواكبة المشاورات الدولية حول الوضع في لبنان، ووجود رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك أيضاً.

وتقول مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ل”صوت بيروت انترناشيونال” انه لا زالت هناك فرصة للديبلوماسية في ضوء العديد من العوامل، في مقدمها:

-حديث الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول انه لا تزال هناك فرصة للديبلوماسية في لبنان، مع أنه أشار الى ان “حزب الله” هو المعتدي.

-دعوة الرئيس الايراني لمفاوضة الولايات المتحدة، ما يعني ان ايران لن تدخل في الحرب وهي تريد التفاوض. وقد اطمأنت اسرائيل الى أن لا مساندة ل”حزب الله” من جانب إيران، ولن يكون هناك اشتعال للمنطقة من جراء الحرب على الحزب، تماماً كما لم يكن هناك اشتعال للمنطقة حين تركزت الحرب على “حماس” وغزة. ولا تزال اسرائيل حتى اللحظة تطلب وقف النار من جانب “حزب الله” لتتوقف عن حربها. ولاحظت المصادر، ان ايام القصف الاسرائيلي التي تزامنت مع المشاورات الدولية حول لبنان على هامش افتتاح اعمال الجمعية العامة كانت أقل تدهوراً مقارنة بالأيام التي سبقت ذلك. ولا يزال الاسرائيلي يتحدث رغم الحرب عن فرصة للديبلوماسية.

-ان المفاوضات الأميركية-الايرانية مستمرة وسيكون رأس “حزب الله” و”حماس” على طاولة التفاوض هذه كما تقول المصادر، وأي توجه تتخذه الدول في الأمم المتحدة سيكون متوازياً مع الاجواء السائدة في التفاوض الكبير الذي يحصل حول التسوية في المنطقة. وسيتكشف من نتيجة اللقاءات والمشاورات الدولية على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المدى الذي يُعمل عليه بالنسبة الى التهدئة. فهل سيكون للعودة الى ما قبل ٧ تشرين الاول الماضي في الجنوب، أم سيضع تسوية قوامها نشر الجيش في الجنوب وقبل ذلك وقف الحرب الدائرة. أي فك الارتباط بين الحرب على غزة وما يسمى بالإسناد من لبنان، بعدما ثبت ان غزة احترقت ودمرت، وانه بحسب المصادر، سيلحق بها لبنان اذا لم تتوقف الامور عند هذا الحد. والساعات المقبلة ستكشف ما اذا ستضع الدول تفاهمات جديدة وضمانات لها تؤدي الى وقف النار واتخاذ اجراءات تنفيذية تجعل القرار ١٧٠١ أو روحيته على الأقل تنحو نحو التطبيق.

ولفتت المصادر، الى أهمية وجود موقف إيراني يؤدي الى وقف الحرب على لبنان. “حزب الله” مني بخسائر كثيرة هذين الاسبوعين، وفي مجلس الأمن ليست لديه اليد الطولى للتأثير في القرارات، وبدا تمسكه بوحدة الساحات يعادل تعريض لبنان للقتل والدمار. فهل المشاورات القائمة دولياً في نيويورك تفضي الى تفاهم ما؟