تتضافر جهود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين لوضع آلية تنفيذية للقرار 1701 سبيلا للحل على المسار اللبناني، بالتزامن مع جهود بلينكن على مسار الحل في غزة أيضاً. وتؤكد مصادر ديبلوماسية غربية لـ”صوت بيروت إنترناشونال”, أن هناك احتمالاً كبيراً أن يعود هوكشتاين إلى بيروت وسط وجود احتمال أن تسير الأمور في رهان من اثنين. الأول:
– أن أياً من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لا يريد تسلم السلطة في الولايات المتحدة والحروب مستعرة، لا سيما في المئة يوم الأولى من الفوز، أو من تسلم الحكم. وبالتالي لهذا السبب هناك نشاط أميركي استثنائي لوقف النار.
– الثاني: إن الإدارة الجديدة يلزمها مئة يوم لتتسلم مهمتها، وبعد ذلك سترى ماذا تفعل بالحروب الدائرة، ومن الآن لذاك الحين يبقى القرار النهائي بالنسبة إلى الحرب الإسرائيلية على لبنان في يد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. ما يمكن أن تفعله الإدارة منذ الآن أن توقف إمداده بالسلاح، لأنه عندما تنتهي فترة الانتخابات لن يكون هناك من محفزات للتأثير على نتنياهو. وهو قال أخيراً أنه سيحرر لبنان من “حزب الله” وإيران ومن يعتقد أن هناك وقفاً لإطلاق النار فهو واهم.
ولا تستبعد المصادر، توجيه الضربة الإسرائيلية لإيران خلال ساعات أو نهاية هذا الأسبوع، بحيث عندها كل جهود بلينكن ومعه هوكشتاين تكون قد اندثرت. ولاحظت المصادر أن مؤتمر باريس لدعم لبنان ليس لديه مضمون سياسي حول لبنان، وأن واشنطن لم تسجل اهتماماً استثنائياً لانعقاده وأوفدت إليه نائب وزير الخارجية للقضايا الإنسانية فقط. وتؤكد المصادر أن أي حرب إسرائيلية على إيران ورد إيران عليها ستحدد مسار تطورات الحرب على لبنان.
إسرائيل ستبقى تقصف ولن توقف النار، بحسب المصادر. وهي قضت على قيادات “حزب الله” وتستعمل الطيران إنما على الأرض دمرت البلد لكن لم تتمكن من الدخول البري وعاد الحزب ليوجه إليها الصواريخ. وبالتالي قد تطول الحرب إلى حين تحقيق إسرائيل نتائج على الأرض. ولا يبدو أن مساعي اللحظة الأخيرة قبل استحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية قد نجحت، ولم تسجل إشارات إيجابية حول ذلك. مع أن المصادر لا تستبعد عودة هوكشتاين مجدداً لأنه يخوض تفاوضاً مكوكياً بين لبنان وإسرائيل لوضع آلية تنفيذية تؤكد على تطبيقه بالحرف، وقد مددت له إدارته ثلاثة أشهر إضافية.
في هذا الوقت بدت كل الملفات الداخلية مؤجلة وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية. وقد دخل هذا الاستحقاق بدوره بحسب المصادر نتيجة التجاذب والضغوط بين وقف النار وعدم وقفها، مع أن انتخابه إذا حصل يعطي مؤشراً إلى دول العالم بجدية لبنان في التفاوض الحاصل لتنفيذ القرار ١٧٠١ لما للموضوعين من علاقة بنظر الغرب. وتشير المصادر، إلى أنه حتى الآن تتوسع المخاطر الأمنية الحقيقية مقابل المساعي الديبلوماسية على أهميتها. وتتغلب فرضية التصعيد في لبنان والمنطقة على أية فرضية أخرى، وحيث تبدو كل السيناريوهات التدميرية من قبل إسرائيل واردة.