وكسب الرجل إحترام العالم بأسره لأنه أنقذ لبنان الدولة والمجتمع من براثن الحرب الأهلية حين كان عراباً للمصالحة الوطنية الحقيقية ، ومن يوميات الإفلاس والإنهيار الإقتصادي حين عمر البلد ، ومن أزمنة الجهل حين بنى المعاهد والجامعات والمؤسسات العلمية وأرسل آلاف اللبنانيين من مختلف الطوائف ليدرسوا في أرقى جامعات الدول على حسابه الشخصي.
وبعد إستشهاد الرجل يعلم الجميع بأن حامل الراية الشيخ سعد كان ولايزال عديم المسؤولية تجاه هذا الأرث العظيم ، ويصفه البعض بأنه شر خلف لخير سلف ، وصولاً إلى نموذجه الإداري الرجعي في التعاطي مع المسألة السياسية والوطنية بكل أبعادها ، فهو يرفع دوماً شعارات ” الحريرية السياسية ” بينما لبنان بكل طوائفه ، والسنة على وجه الخصوص بحاجة إلى ” الحريرية الوطنية ” وسأتحدث في مقالي هذا ولو على عجل عن الفرق الشاسع والبون الواسع بين هذين النهجين وهاتين الرؤيتين
بينما الحريرية السياسية التي عمل الشيخ سعد على ترسيخ جذورها وللأسف كانت عبارة عن شللية حزبية وعلاقات غير ندية وتنازلات متتالية وتدمير متعمد لمؤسسات الدولة وتفاهمات قاتلة مع القتلة والفاشلين كميليشيا حرب الله وميشيل عون وجوقته ، وتحصيل مكاسب آنية مالية تشوه السمعة وتجلب الشتيمة وتهوي بصاحبها نحو قعر الثقة الشعبية. سيما داخل البيت السني الرافض بصمت ومن دون صمت لكل هذا التراكم الزمني من الرسوب في إمتحان حمل الأمانة من قبل الشيخ سعد
ولأن العمل الوطني يحتاج إلى رجالات دولة ووجوه نظيفة فإن الحريرية الوطنية كانت تزخر بهؤلاء ، بينما أقصى الشيخ سعد أغلب رفاق درب والده عن السير معه لحمل الرسالة الوطنية والسياسية ، وجلب للمشهد المتردية والنطيحة وكل عطال بطال كما يقول المثل ، واعتمد آلية الإجهاز السريع على ماتبقى من نجاح كبير أنتجته السنوات الخوالي خلال عهد الحريري الأب ، بل زاد الطين بلةً حين طلب وفي أكثر من مناسبة حزبية وإنتخابية دعم المجرمين بحق لبنان كجبران باسيل العنصري ونبيه بري السارق الأكبر والفيديوهات لاتزال موجودة وتوثق تلك الطلبات التي تقدم بها لمحبي الحريري الأب في لبنان وهم الغالبية .