مبنى مجلس الوزراء في لبنان
بعد انتخاب الرئيس جوزف عون وتشكيل الحكومة برئاسة الرئيس نواف سلام، هناك ثلاث مسائل ينتظر المجتمع الدولي كيفية تعاطي لبنان معها، أو بالأحرى هي استحقاقات بالغة الأهمية بالنسبة إلى الخارج، وفقاً لمصادر ديبلوماسية بارزة.
هذه الاستحقاقات هي:
أولاً: البيان الوزاري للحكومة، حيث أنه بات واضحاً ما الذي ينتظره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما هو طلبه. وطلبه في لبنان أن لا يكون ل”حزب الله” أي نفوذ في الحكومة، تماماً مثلما يجب أن لا يكون ل”حماس” نفوذاً في غزة. وهذا بالنسبة إلى لبنان مطابق تماماً للموقف السعودي. وبالتالي هناك انتظار للتصويت في المجلس النيابي على منح الحكومة الثقة. مع الإشارة إلى أن هناك تساؤلات عن طريقة ترجمة أطراف سياسية مثل فريق من السنَّة، و”التيار الوطني الحر” و”المردة” مواقفها. فضلاً عن المؤشرات التي يحملها الأداء في ذكرى ١٤ شباط، والمنحى الذي ستأخذه الأمور.
ثانياً، هناك استحقاق 23 شباط، وكيف سيبلور شارع “حزب الله” أداءه على الأرض. وسبق هذا الموعد، أمثلة عن هذا الأداء لدى منع السلطات اللبنانية هبوط طائرة إيرانية في المطار، وردود الفعل عليها من شارع الحزب والهتافات التي أطلقها، ووصول ذلك إلى استهداف قائد من “اليونيفيل” أثناء مروره على طريق المطار. واستهداف “اليونيفيل” رسالة مزدوجة تتعلق بالوضع في الجنوب ووجودها هناك. كما تتعلق باستحقاق اليوم 18 شباط، وهي المسألة الثالثة، حيث من المفترض انسحاب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية حتى الخط الأزرق. وفي هذا اليوم يريد “الأهالي” العودة إلى قراهم وبيوتهم. في مشكلة هبوط الطائرات الإيرانية، تدرك طهران تماماً أن نقل الأموال مشابه لنقل السلاح، وأن ذلك يهدد المطار بالاستهداف العسكري من جانب إسرائيل.
والانتظار الخارجي لذلك، يعطي المجتمع الدولي إشارات حول ماذا يريد الشعب اللبناني، وما يعكسه هذا الشعب تجاه استحقاقاته.
والحكومة اللبنانية التي يرتقب أن تنال الثقة ليس لديها قدرات مالية للقيام بالنهوض بالبلد، إنما يلزمها الدعم الخارجي. وبالتالي تشير المصادر ل”صوت بيروت إنترناشونال”، أن الوضع الراهن في لبنان قد يطول، إذا حصلت تعقيدات وعراقيل على الأرض. لذلك ان الوضع الداخلي شديد التعقيد، وشديد الدقة في آنٍ معاً، ولا يكفي دولياً كيفية تحديد البيان الوزاري حق الشعوب في مسائل الاحتلال، إنما المهم أداء الناس على الأرض لناحية عدم الانقلاب على ما تحقق في لبنان من إنجازات.
ذلك أنه إذا أراد الشعب الإعمار، لا بد له من أن يتجاوب مع الرغبات الدولية والعربية، ثم يفترض به عدم حمل السلاح على الأرض وفي الواقع.
تريد الدول أن تكون المناسبات اللبنانية، مناسبات بأداء حضاري وليس مسلح أو مهدِّد للأمن والسلم الأهليين، أو له صفة توتير الوضع، وعدم التعاطي مع البلد على أنه وطن نهائي. في كل هذه الحالات فإن هناك عواقب كبيرة، ليس أقلها الإحجام الدولي والعربي عن الدعم المالي وعن دعم عملية إعادة الإعمار. ثم عواقبها قد تكون ترك اللبنانيين يتخبطون مع أوضاعهم إذا لم يكونوا مقتنعين بفكرة أنه لا يجب التعامل مع بلدهم ومستقبلهم بطريقة تجلب لهم الفوضى والدمار ومزيد من الانهيار.
بالنسبة إلى الاحتلال الإسرائيلي لبنان مع الحل الديبلوماسي وليس مع الحروب. و”حزب الله” المطوَّق دولياً وعربياً، يريد تطويق السلطة الجديدة في لبنان، فهل سيتمكن من ذلك أم أن هناك قراراً سياسياً حازماً وحاسماً بعدم فسح المجال أمام الفوضى؟