دونالد ترامب (رويترز)
أُنجِزت التحضيرات في الولايات المتحدة الأميركية لتنصيب الرئيس الجديد دونالد ترامب الاثنين المقبل لمناسبة تسلمه الحكم. وسيكون هذا اليوم يوماً تاريخياً على المستويين السياسي والشعبي ليس فقط في الولايات المتحدة بل في العالم لما للدولة العظمى من تأثير في كل الدول.
وكان ترامب ومنذ انتخابه في مطلع تشرين الثاني الماضي قد أجرى تعيينات وسيستتبعها بتعينات أخرى لاكتمال صورة الشخصيات التي يريد العمل معها في الإدارة وفريق عمله.
لكن الأهم أن فريق عمل ترامب يجسد سياسة التشدد التي يريد اتباعها لا سيما في السياسة الخارجية الأميركية والتعامل مع إيران وروسيا والصين وأوكرانيا.
ما يهم لبنان والمنطقة العربية هو السياسة الأميركية حيالها. وتؤكد مصادر ديبلوماسية غربية بارزة ل”صوت بيروت إنترناشونال”، أن الرئيس التي ستنتهي ولايته في غضون الساعات المقبلة جو بايدن مهّد طريق أمام خلَفه ترامب في الشرق الأوسط، لإجراء تغيير جذري في ملفات المنطقة. أي في لبنان وسوريا وغزة والعراق واليمن تمهيداً لوصول هذا التغيير إلى إيران.
إنه ليس تغيير فقط، بل قلب للواقع الذي كان النفوذ الإيراني فيه هو الآمر والناهي. اليوم قام بايدن بالتغيير بمساعدة إسرائيل على الأرض، وسيستكمل ترامب هذا التغيير توصلاً إلى استكمال الاتفاقات الإبراهيمية بين كافة الدول العربية وإسرائيل. فضلاً عن عودة السلطة في كل هذه الدول إلى كنف الدولة ووقف سلطة المليشيات التي اتهمتها الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها إرهابية وأدرجتها على قائمة الإرهاب.
بايدن وفّر المدخل الذي سيؤدي تدريجياً إلى التغيير الجوهري. وتكشف المصادر، أن مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنير جال على دول المنطقة، ولاسيما على الدول الخليجية، من دون الإعلان عن ذلك. وعلى ما يبدو لديه صلاحيات واسعة للخوض في موضوع السلام مع إسرائيل. في الأساس كوشنير هو صانع الاتفاقات الإبراهيمية.
وتكشف المصادر أيضاً، أن تركيز الإدارة الجديدة وأولوياتها وبدء تبيان أدائها لن يظهر قبل شهر آذار المقبل، حيث ستتبلور التوجهات أكثر وأكثر. مع الإشارة إلى أن الإدارة الحالية متفاهمة مع الجديدة وهي تعمل وفق مبدأ أن الحكم هو استمرارية، حتى آخر ساعة.
أما في ما يتصل بإيران وهو الملف الأساسي حيث التعاطي الأميركي معه، غيَّر وجه الشرق الأوسط، فالحملات العسكرية على أذرع إيران في المنطقة و”حزب الله” من بينها، وقطع خطوط الإمدادات بالأسلحة من طهران إليهم، براً وجواً. ولم يعد ممكناً نقل السلاح. فالطيران الإيراني ليس مسموحاً فوق سوريا. أما مع لبنان فهو قيد المراقبة والتفتيش. إيران باتت مطوقة فعلياً من كل الجهات. والسؤال الذي تطرحه المصادر، هل لا تزال الحرب الإسرائيلية بدعم أميركي على إيران لازمة؟ وهل هذا التطويق فعل فعله على نفوذ إيران في المنطقة وعلى إيران نفسها بحيث سيتم تدجين مواقفها إلى الحد الذي لم تعد معه الضربة العسكرية لها واجبة؟ أم أن إيران ستتعرض لضربة يمكن من خلالها تتويج التغيير الفعلي في الشرق الأوسط وإنهاء مسألة السلاح النووي؟
كان هناك تواصل بين إدارة بايدن وإيران بشكل كبير، ولا تستبعد المصادر، أن تكون إدارة بايدن قد وضعت مشروع أو مسودة الاتفاق الأميركي مع إيران مبدئياً، على أن يكمله في الشروط الوافية ترامب حين يتسلم السلطة.
الأسئلة المشروعة، بحسب المصادر، لماذا تم تكبير إيران وسلاحها بهذا الشكل؟ وما مدى حجم آخر ضربة تعرضت لها أخيراً؟ فهل فعلاً كانت مؤثرة في النووي لديها. وهل تم القضاء على كامل ترسانتها النووية؟ التطورات في اليمن طبعاً على الطريق. والعراق بدأ تكويعة قبل أن يتم استهدافه بحرب موسعة.
إذاً مهَّد بايدن لترامب، والأنظار الآن متجهة إلى سياسته حيال لبنان والشرق الأوسط وكيف ينفذها على الأرض. ويبقى السؤال الاساسي، هل تمتثل إيران من دون ضربات إضافية، أم أنها ستمتثل بعد هذه الضربات؟