الا انه في الحقيقة هو من يسعى للحصول على مركز، وان يلمع اسمه في السياسة بعدما فشل في ذلك في الدين، حيث لم يُسمح له بدخول دار الفتوى والحصول على لقب مفتي الجمهورية الاسلامية، وذلك على الرغم من ادعاءاته بانه المفكر الحذق والعالم الديني الكبير الذي لديه المام بكل تفاصيل الدين…
هو رضوان السيّد الذي زاد اصراره في الاشهر الاخيرة على الوصول الى هدفه فاعلن عن قرار “تأسيس تجمع وطني مع مجموعات من أهل السنة”.
فكراهية اهل السنة للمشنوق لا يضاهيها كراهية، بعد كل الذي ارتكبته يداه بحقهم وبحق ابنائهم في السجون، لذلك سيصعق السيّد عما قريب بان الطرق التي يختارها للوصول خاطئة وغير معبدة ونهايتها حائط مسدود.
في العودة الى الوراء يظهر شريط مسيرة رضوان كم انه انتهازي ووصولي، وكيف تقرّب من الاخوان المسلمين علّه يتمكن من حجز مقعد قيادي له، الا انهم نبذوه فاذ به ينقلب عليهم ويبدأ بمحاربتهم، ليزيد الامر من تعصبه الديني الى درجة انه اصبح احد ابرز المتطرفين اللبنانين،
من هذا المنطلق سخر من تعبير “المواطنة” خلال ندوة ضمن نشاطات “معرض الكتاب العربي”، حيث قال حينها إن “الأقليات المسيحية” تتملّكها عقدة الإسلام السياسي، لذلك تدعو إلى المواطنة التي يرفضها الفكر الإسلامي القائم على مفهوم “الأمة”…
فكّر السيد طويلاً من اجل ان يكون له دوراً في لبنان، فبالنسبة له مرّت السنوات وحقق الثروات، وانجز عدداً كبيراً من الكتب والمقالات، الا ان كل ذلك لم يشبع عطشه لكرسي طالما حلم بها، وان كان يظهر انه يحاول ايصال غيره الى الحكم، سواء بدعمه المشنوق الذي لولا تزويره الانتخابات النيابية الاخيرة لكان في عداد الراسبين او بدعمه فارس سعيد الذي خسر المعركة الانتخابية، ل
هذا بدأ السيد يصور نفسه على انه الممثل لوجدان الجمهور السني في لبنان، وضع استراتيجيته الجديدة في الايام الاخيرة، وها هو يعمل عليها،
اطلق التجمع السني، وفي الايام القادمة سيخطو مزيداً من الخطوات الا انه بالتأكيد لن يصل الى هدفه، فالنوايا الخبيثة ستنقلب على صاحبها، ولو لم يكن ماكراً وخبيثاً ربما لكان استطاع خلال مسيرته ان ينجح ولو في مجال، الا انه فشل حتى في ابراز اسمه امام من يدّعي انه يخشى عليهم وعلى مصيرهم، فكما يقول الحديث اذا احب الله عبداً حبب الناس فيه، من هنا يُفهم لماذا السيد لم ينل محبة الناس.