الرئيس الفرنسي إبمانويل ماكرون (رويترز)
تندرج زيارة الرئيس الفرنسي إبمانويل ماكرون إلى بيروت يوم الجمعة القادم في إطار تهنئة رئيس الجمهورية جوزف عون على تسلمه مقاليد الحكم، والتهنئة لتسمية رئيس للحكومة نواف سلام وبدء مسار جديد للبنان تحت عنوان الدولة والسيادة وتنفيذ القرارات الدولية.
ولا يقتصر هدف الزيارة على التهنئة فقط، إنما ستكون مناسبة أيضاً لعقد مشاورات ثنائية لبنانية-فرنسية حول تطورات الوضع اللبناني من كافة جوانبه، إضافة إلى التطورات في المنطقة والمؤشرات التي تحملها، وفقاً لمصدر ديبلوماسي قريب من العاصمة الفرنسية باريس.
وأوضح المصدر لـ”صوت بيروت إنترناشونال”، أن ماكرون يأتي إلى لبنان، على رأس وفد وزاري في مقدمته وزير الخارجية حيث ستتم مناقشة العديد من المسائل لعل أبرزها:
-الدعم الفرنسي للبنان، بحيث أن فرنسا تُبقي على علاقاتها التاريخية والمميزة مع لبنان، وهي تقف على الدوام مع استقراره وازدهاره وبسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني. ومن هذا المنطلق سيتناول البحث اتفاق وقف النار وما آل إليه حتى الآن، ومقتضيات الانسحاب الإسرائيلي قبل موعد ٢٧ الشهر الجاري أي بنهاية ال٦٠ يوماً كمرحلة تحضيرية للبدء بتنفيذ الاتفاق. كما سيصار إلى تقييم عمل اللجنة الدولية التي تراقب وقف النار وفرنسا عضو أساسي فيها. واللجنة أنجزت خطة عملها وباشرت مهمتها على وقع بداية انسحاب إسرائيلي من عدد من المناطق، وتأمل فرنسا استكمالها بحلول ٢٧ كانون الثاني الجاري. كما ستتم مناقشة ما هو مطلوب من لبنان في سياق تنفيذ بنود الاتفاق التي عملت فرنسا مع الولايات المتحدة للتوصل إليه.
– سيتحدث الرئيس ماكرون عن مشاريع مشتركة تتم في لبنان وبالتعاون مع فرنسا للدفع قدماً في النهوض بالاقتصاد. فضلاً عن المساعدات التي سيتم تفعيلها من الجانب الفرنسي للبنان في ضوء ما يفترض أن يستكمله لبنان من توقيع للاتفاق بين الحكومة المرتقب تشكيلها وصندوق النقد الدولي. ذلك أن المساعدات لطالما كانت مربوطة بالتعاون اللبناني مع صندوق النقد. والصندوق كان يشترط التوقيع مع حكومة غير مستقيلة.
ولا بد في هذا الإطار، من أن يعود التركيز الفرنسي على ضرورة أن يقوم لبنان بالإصلاحات اللازمة، وفقاً للمصدر، وماكرون سيتحدث عنها لا سيما في ظل وجود رئيس للجمهورية، وحكومة مرتقب تشكيلها سريعاً.
وتُعتبر فرنسا من بين أبرز الدول التي تنضوي في إطار المظلة الدولية والعربية التي تحمي لبنان وسيادته وهي ترى أن لبنان أمام فرصة تاريخية لاستعادة دوره ومواجهة أزماته تبعاً للتحول السياسي.
وسيلاقي لبنان وفق المصدر، دعماً فرنسياً ودولياً كبيراً فور تشكيل الحكومة. لذلك سيطلب لبنان من ماكرون أن تعاود شركة “توتال” الفرنسية التنقيب عن النفط والغاز.
وفرنسا كانت وراء انعقاد مجلس الأمن الدولي من أجل إصدار موقف داعم للبنان في تحولاته الجديدة، بدءاً من وقف النار.
وهي “حاملة القلم” في المجلس بالنسبة إلى قضايا لبنان. وما تنتجه هذه التحولات ستحتم عليها مساعدة لبنان اقتصادياً وفي العمل لانعقاد مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني ليقوي قدراته في مجال المهمات الكبيرة المطلوبة منه في تنفيذ كافة القرارات الدولية.
ولن تكون فرنسا بعيدة عن المشاركة في الاستثمارات في لبنان في المرحلة المقبلة بحسب المصدر، لا بل ستشكل احد ابرز المستثمرين، وهي لا تريد ترك المجال اللبناني لا لناحية دعم لبنان، ولا لناحية الاستفادة من اي استثمارات اقتصادية او ان تكون لها اليد الطولى في التشاور السياسي حول مستقبل لبنان.
وزيارة ماكرون هي الزيارة الثانية لرئيس دولة بعد زيارة الرئيس القبرصي للرئيس عون بعد توليه سدة الرئاسة. وسيزوره أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت.
وعادةً ما تكون فرنسا الدولة الأولي عالمياً التي يزورها رئيس جمهورية لبنان المنتخب حديثاً، في حين أن السعودية هي الأولي التي يزورها عربياً.