السبت 6 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 7 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ضغوط أميركية للتسوية.. وفرنسا تنتظر المصداقية

أنهى الشغور الرئاسي أمس الخميس عامه الثاني من دون اتضاح الأفق وسط استمرار الحرب الإسرائيلية على “حزب الله”، ما زاد الأمور تعقيداً وزاد من ارتباط ملف الرئاسة بنتائج الحرب أو مسارها.

فعلياً، يقول مصدر غربي أن الولايات المتحدة لا تعرف ما هي الأهداف الإسرائيلية للمرحلة المقبلة حول الحرب على لبنان. كما أنه من غير الواضح ما إذا سترسي الأمور على التسوية التي يعمل عليها لوقف النار وتنفيذ القرار 1701 والآلية المزمع اعتمادها من أجل التنفيذ. والأمور إذا فشلت مساعي التسوية ستذهب إلى حرب استنزاف طويلة الأمد لأشهر إضافية. بالنسبة إلى الرئاسة، المطلوب أميركياً انتخاب رئيس على وجه السرعة حتى لو لم تتوقف الحرب. مع أن واشنطن لا تزال تضغط لوقفها على الرغم من أن الإدارة على عتبة أيام قليلة على الانتخابات الرئاسية الثلاثاء المقبل. كما تضغط لتنفيذ القرار 1701 وترتيبات أمنية وضمانات بالتوازي مع الآلية التنفيذية له. لكنها ستبقى داعمة لإسرائيل عسكرياً في حال فشل التوافق.

أما لبنان، لا يزال عند موقفه الذي يعبر عنه الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي وهو وقف النار والتحضير لتنفيذ 1701 وانتخاب رئيس توافقي، وحيث أن صفة التوافقي باتت مطلوبة من كافة المعنيين في الثنائي الشيعي.

الفرنسيون بحسب المصادر منذ الأساس يفصلون بين انتخاب الرئيس والحرب على أساس أن لبنان لا يجب أن تبقى مؤسساته الدستورية معطلة، وأنه لا يجب أن يتحدث باسمه في أي مفاوضات لابد أنها مقبلة حول مستقبل المنطقة أي دولة أو أي فريق سياسي وحزبي داخلي. وبالنسبة إلى القرار ١٧٠١ تريد فرنسا تنفيذاً كاملاً له لا زيادة ولا نقصان.

أما بالنسبة إلى التسوية المطروحة حالياً بين لبنان وإسرائيل، فإن الفرنسيين ينتظرون مدى التزام الأطراف بها، لاسيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، و”حزب الله” ومن خلفه إيران. ولا يريدون تكرار ما حصل في نيويورك حول المبادرة الأميركية-الفرنسية، وإفشالها من جانب إسرائيل. لذلك هناك حذر فرنسي كبير، حيال التعامل مع التسوية المطروحة الآن، وترى باريس أن حذرها يعود إلى أن صدقيتها باتت على المحك ولا تريد الدخول على خط تسوية لن توصل إلى أي مكان.

لذلك فرنسا لم تعد ترغب في التدخل وحيدة أوروبياً في مساعي التهدئة، ووساطة الحل، بل تريد تدخلاً ثلاثياً يضمها إلى بريطانيا وألمانيا، كون هذا العمل الثلاثي قد يؤدي إلى ضغوط أكبر على إسرائيل، من شأنها أن تقبل بوقف النار للتفاوض.

ويعمل هوكشتاين ضمنًا على منافسة الفرنسيين في الجهود لوقف النار بحسب المصادر. وقد أوفد الرئيس الأمريكي جو بايدن هوكشتاين إلى إسرائيل أمس، ومعه مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، في محاولة أخيرة قبل الانتخابات الرئاسية الثلاثاء المقبل. وإذا أنتجت إيجابية بموافقة إسرائيلية على وقف النار وهدنة ل٦٠ يوماً، يتم خلالها البدء بتنفيذ القرار 1701، فإن ذلك يدخل الإدارة الأمريكية الجديدة في مناخ حلول لأزمة المنطقة، أما إذا لم يكن الجو إيجابي، فإن ذلك يعني أن الإدارة الجديدة ستبدأ الحكم في مناخ من الحروب إن في لبنان أو في غزة أو في أوكرانيا. وستبقى الحرب الاستنزافية في لبنان قائمة حتى التوصل إلى حلول، وقد يستغرق عندها الأمر أشهراً.