الجمعة 15 شعبان 1446 ﻫ - 14 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ضغوط دولية هائلة لفك الارتباط بين تنفيذ الـ 1701 وحرب غزة

الأنظار متجهة إلى طبيعة الحرب التي تريد إسرائيل شنها على لبنان و”حزب الله” في ظل ما تشهده الجبهة الجنوبية من تصعيد اثر انفجار البيجر واللاسلكي والعدوان بالأمس على الضاحية الجنوبية، وفي ظل ما تحدثت عنه إسرائيل حول أن تصعيد ضرباتها يهدف إلى تهيئة الظروف لعودة السكان إلى منازلهم، وإخراج “حزب الله” من الحدود، وإلحاق ضرر كبير بقدراته، وتجنب توسع الحملة إلى حرب إقليمية.

وتقول مصادر ديبلوماسية بارزة ل”صوت بيروت انترناشونال” انه وفق ما يظهر ان اسرائيل استطاعت عبر طريقة القصف على مدى نحو عام كامل من الحرب على لبنان ولو كانت “مضبوطة”، ان تنشئ نوعاً من منطقة عازلة أو ترسم خطوطها وحدودها عبر القصف الممنهج والمحدود الأهداف بالنسبة اليها. ذلك انها تأكدت ان جنوب الليطاني بات منطقة عسكرية، لأن معظم المدنيين رحلوا عن هذه المنطقة والمباني دُمِرت والبيئة احترقت والمواسم أُتلِفت. بعد تفجير الاتصالات، ليس بالضرورة أن تقوم اسرائيل باجتياح بري تلافياً لأن تتكبد خسائر في الأرواح والعتاد. انما قد يحصل تصعيد على شاكلة العمليات الحالية لكن بعمق أكبر وكثافة أكبر، من دون ان تكون هناك الوية عسكرية على الأرض.

وتفيد المصادر، انه قد تحصل عمليات كومندوس او غير ذلك توصلاً للأهداف الاسرائيلية من دون أن تكون الحرب على شاكلة حرب الـ 2006. وتكشف المصادر عن ضغوط قوية ليس فقط أميركية بل عبر دول كبرى أعضاء في مجلس الأمن لكي يعمد لبنان الى تنفيذ القرار 1701، أو القبول بالطروحات الدولية التي تؤدي الى تنفيذه بالكامل وفك ارتباط البحث بذلك عن الحرب على غزة.

وتشير الى ان الكلام اللبناني الرسمي حول الدعوة الى تنفيذ القرار 1701 بحذافيره وشموليته كلام صحيح. انما اذا اريد من القرار 1701 توزيع المسؤوليات بين لبنان واسرائيل، لبنان مطلوب منه نشر الجيش في الجنوب، وإقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب الليطاني ما خلا سلاح الجيش، وضبط الحدود كاملة، لا أسلحة ولا نقل أسلحة. هذه المطالب في القرار 1701 والتي تتكرر في قرارات التمديد ل”اليونفيل” سنوياً لم تنفذ، ليس لعدم قدرة الجيش، انما هناك حاجة لقرار سياسي. ان مقولة ان الجيش اللبناني للداخل، والمقاومة للدفاع عن لبنان لأن ليس لدى لبنان قدرة على اسرائيل، مسألة تعتقد الدول العاملة على خط الأزمة، انه يجب تغييرها. الجميع لا يزال يستذكر التوجس من الهبة السعودية بثلاثة مليارات دولار لدعم الجيش والتي لم تنفذ، وهي تقررت على أيام حكم الرئيس ميشال سليمان. ان هناك قراراً سياسياً بإبقاء وضع الجيش في الجنوب على حاله.

وتسأل المصادر، هل يراد للجيش ان يكون على شاكلة الجيوش في بعض الدول مثل إيران والعراق، حيث الحرس الثوري في ايران لديه الامتيازات، في حين ان الجيش ينظر اليه كأنه من بقايا النظام السابق. الحرب في غزة وفي لبنان تعد مرحلة تحضيرية لما يتم ترتيبه للمنطقة، والآن مطلوبة هذه الحرب سعياً لترتيب كل طرف أوراقه على طاولة التفاوض. إيران تريد اعترافاً دولياً بالقنبلة النووية لتصبح دولة اقليمية كبرى. خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما قبل بفصل النفوذ الايراني في المنطقة عن التفاوض حول النووي. استفادت ايران من ذلك. واذا حققت ايران هدفها مَن الذي يضمن أنها ستبقى “حاضنة” للقضية الفلسطينية و”لاسناد” لبنان في قضاياه بالنسبة الى الاحتلال الاسرائيلي. وهل تظهر مؤشرات لذلك منذ الآن من خلال بعض الوقائع على الأرض؟ وهل ذلك يأتي تحضيراً لمرحلة ستجلس فيها إيران على الطاولة مع الغرب بهدف الاعتراف بقدرتها النووية والنفوذ، ومدى امكاناتها على تقديم ضمانات في معادلة الأمن الاقليمي التي تأخذ استقرار الدول كافة في المنطقة بالاعتبار؟ وتبقى الشعوب ومصيرها وقوداً للحروب التي تؤدي الى تسويات كبيرة.