الثلاثاء 9 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 10 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عندما تلتقي مصالح المليشيات في الفساد.. حزب الله و مافيات المخدرات في منطقة التنف الحدودية

بعد أيام قليلة على عملية القبض التي نفذتها القوى الأمنية اللبنانية على الشحنة الاكبر لتهريب المخدرات في تاريخ لبنان.

بدأت تظهر إلى العلن تفاصيل علاقة مليشيا حزب الله  في تهريب قائد من مجموعة “جيش مغاوير الثورة” من منطقة “التنف” على الحدود السورية العراقية والمحمية من قبل القوات الأميركية شرق سوريا، باتجاه منطقة “تدمر” الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف حمص الشرقي.

 

ويأتي ذلك في وقتٍ قالت فيه قيادة “جيش مغاوير الثورة” في منشور لها عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك” إنّها سمحت للمجموعة التي يتراسها قيادي سابق يدعى “غنام الخضير” بالمغادرة مع عائلته، تجنباً لعدم الدخول في صراع معه لأن معظم الذين برفقته هم من النساء والأطفال، حسب تعبيرها.

وكان “الخضير” قد انضم إلى “جيش مغاوير الثورة” عام 2018، ورغم كل التحذيرات من الخضير حول وجود علامات استفهام امنية حوله إلاّ أنّ قيادة “جيش مغاوير الثورة” أهملت ذلك وأصرت على تعيينه كمسؤول أمني عن نقطة “الزرقا” التي تعتبر بوابة تهريب المخدرات إلى منطقة الـ 55 كم، ومنها إلى خارج الحدود السورية.

وتذكر المعلومات أنّ “جيش العشائر” الذي كان بقيادة المدعو “راكان الخضير”، عمل لسنوات بمنطقة اللجاة شمال شرق درعا، زلم يشهد له أي أعمال عسكرية ضد قوات النظام السوري حينها، حيث اقتصر عمله على تأمين المناطق الحدودية مع الأردن، وبعد انحلاله عام 2018 بسبب سيطرة النظام السوري على درعا، انضم معظم مقاتليه إلى مليشيات حزب الله وإيران وقوات النظام السوري التي سيطرت على منطقة اللجاة وباتت قاعدة إيرانية كبيرة بدرعا.

وتشير مصادر مطلعة مقربة من فصائل المعارضة السورية أنه وفي فترة سابقة تم رصد شحنة مخدرات كان يجري العمل على تهريبها بالتنسيق مع ميليشيا “حزب الله” اللبناني، وأسفرت عمليات الرصد والمتابعة إلى اعتقال “الخضير” ومجموعته.

 

إلا انه وبسبب تهديد  قيادة “جيش مغاوير الثورة” باقتحام مخيم “الركبان” لاستعادته،  تمّ تسليمه إلى الأردن.

ونتيجة التحقيقات معه ومع مجموعته أدلى الخضير باعترافات أدّت إلى اعتقال عدد من التجار المتعاونين معه في المنطقة، بالإضافة إلى الكشف عن أسماء ضباط رفيعي المستوى في قوات النظام وقيادات من حزب الله ممن يشرفون على أعمال تهريب المخدرات التي تشهدها المنطقة.

 

تفاصيل الهروب

وفي تفاصيل العملية فإن المجموعة التي كان يترأسها يدعى “غنام الخضير” ولقبه “أبو حمزة عشائر” جاءت بعد التنسيق مع قيادات من ميليشيا حزب الله في المنطقة، ويرجع السبب وراء هروبه إلى تورطه بعدّة عمليات تهريب للمخدرات عبر منطقة (55) كم الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي نحو الداخل الأردني”.

وعملية تهريب الخضير لم تأتِ بمفرده بل ضمن مجموعة خرجت برفقة 8 سيارات بيك أب و5 رشاشات وأجهزة إشارة وعدد من قواذف (آر بي جي) و3 قناصات وأسلحة وقنابل متنوعة وقاذف ومناظير (غوغل) للرؤية الليلية”.

فيما تناقلت صفحات موالية للنظام السوري ووسائل إعلامه، عن تمكن قوات النظام السوري واجهزته الأمنية من تأمين انسحاب مجموعة من المقاتلين التابعين للمعارضة من منطقة “التنف” بالتنسيق معها.

وكان نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، قد تداولوا فيديو للحظة وصول القيادي “سمير غنام الخضير” إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، مع الفصيل الخاص به، يوم أمس الثلاثاء.