لا يزال الموقف ضبابياً بالنسبة الى ما ستوصل إليه المفاوضات بين “حماس” وإسرائيل الى وقف نار نهائي أم لا، على الرغم من بعض الإيجابيات التي ظهرت لا سيما ما يتصل بتأجيل الرد الإيراني ورد “حزب الله”، بحسب مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع.
وأشارت المصادر ل”صوت بيروت انترناشونال” الى أن هناك تفاؤل أميركي بحصول اختراق لدى معاودة التفاوض، مع ان وزير الخارجية انتوني بلينكن نفسه قال أن كل شيء مرتبط بالنوايا وبالقدرة على العرقلة.
حتى الآن الأميركيون أقنعوا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسير في التسوية عن طريق موافقتهم على جزء مهم من التعديلات التي طلبها، الأمر الذي أحرج “حماس”، التي عبرت عن عدم موافقتها على النص الأميركي الجديد. انما الاتصالات لا تزال تعمل بطريقة مكثفة، وسط وصول الطرفين الى مرحلة لم يعد أحد منهما قادراً على تحمل استمرار الحرب، بسبب الخسائر المشتركة الكبيرة، والضغوط الحالية الأكبر.
بلينكن، بحسب المصادر، سيُبقي على تفاؤله والفريق الذي يعاونه أيضاً والذي لا يزال موجوداً في المنطقة. كما أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين على أهبة الاستعداد للعودة مجدداً الى كل من بيروت وتل أبيب لدى حصول أية بوادر جدية لوقف نار نهائي.
الإدارة الأميركية الحالية تحاول أقصى جهدها إنجاح التسوية، ومن بين أهدافها نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي باتت لاعباً أساسياً في مصير التسوية، بحيث أن نجاح المفاوضات سيؤدي الى فوز المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس. أما اذا فشلت المفاوضات ستسير المنطقة نحو الحرب ويصبح فوز دونالد ترامب المرشح الجمهوري لولاية ثانية هو الأكثر حظاً. نتنياهو في هذا التوقيت يحاول اللعب على ملف الانتخابات الأميركية وعلى مسألة أساسية تحدد نتائجها، وهي المعادلة التي يشكلها اللوبي اليهودي في هذا الملف، ودوره في توجيه الأصوات اليهودية داخل الولايات المتحدة.
وفي موازاة الضغوط الإسرائيلية في التفاوض حول إنهاء حرب غزة، تضغط اسرائيل في مجلس الأمن لتمرير تعديلات في مشروع القرار الفرنسي الذي يتم التفاوض حوله للتمديد لـ “اليونيفيل”.
الفرنسيون حتى الآن لم يوافقوا على ما يطلبه الإسرائيليون عبر الأميركيين. وتجري لبنان اتصالات ديبلوماسية موسعة لإنجاز استحقاق التمديد بقرار مشابه لقرار التمديد العام الماضي دون أية زيادات، لأن ما تحاول إسرائيل إدراجه في قرار التمديد هو ما فشلت في الحصول عليه من خلال الوسطاء والمبادرين. لذلك أبلغ لبنان دول مجلس الأمن عدم موافقته على أية تعديلات تمس القرار 1701 أو تؤدي على الأرض الى تغييرات في مهمة “اليونيفيل”.
لبنان يريد تماماً ما تطرحه فرنسا في نص مشروع القرار الذي قدمته وهو نص تقني لا يثير أية مشاكل، لا سيما وان التوازنات القائمة في الجنوب لا تزال على حالها منذ صدور القرار ١٧٠١ والتوافق الدولي-الاقليمي حول مندرجات هذا القرار. وتتوقع المصادر، أن يعود الجانب الأميركي عن طرح تعديلات تغير مسار الأمور.